تقارير «البيان»

معتذراً عن خطايا الماضي.. حمدوك في معقل المتمردين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في زيارة وصفت بالتاريخية، من المقرر أن يحط رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رحاله اليوم في مدينة كاودا معقل متمردي الحركة الشعبية – شمال بجنوب كردفان.

ففي الوقت الذي أكدت الحكومة أن الزيارة ستكسر الحاجز وتحمل رسالة السلام، اعتبرتها قوى الحرية والتغيير اعتذاراً عن خطايا الماضي لأهالي مناطق الحرب.

وشدد وزير الإعلام السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح في تصريح صحافي أمس أن زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى مدينة كاودا تحمل رسالة سلام وأخوة وإن الحكومة تتعامل مع قادة الحركة الشعبية كمواطنين سودانيين، وليس كأعداء كما يتعامل النظام السابق، ولفت إلى أن الزيارة ستكسر ذلك الحاجز حد تعبيره.

وأكد أن الزيارة تمثل اختراقاً كبيراً، لا سيما وهي تأتي عقب السماح لدخول برنامج الغذاء العالمي لأول مرة منطقة كاودا وقبلها منطقة النيل الأزرق.

وأبدى أمله في أن تفتح الزيارة التي وصفها بالتاريخية آفاقاً جديدة لعملية السلام الجارية بمدينة جوبا، ودعا المسؤول السوداني زعيم الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو إلى زيارة الخرطوم.

بدوره اعتبر القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر زيارة حمدوك إلى مدينة كاودا بالاختراق الضخم الذي يحمد لرئيس الوزراء ولقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو الذي بادر بالدعوة للزيارة، وتوقع في تصريح لـ«البيان» أن تصب الزيارة في تسريع خطى الوصول إلى اتفاق سلام شامل ودائم.

وأشار إلى الفرق الشاسع بين توعد الرئيس المخلوع عمر البشير بأن يذهب إلى مدينة كاودا غازياً، وبين زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي يذهب إليها بحثاً عن السلام.

واعتذاراً عن الخطايا التاريخية التي ارتكبت بحق سكان تلك المناطق، وأضاف «رمزية الذهاب إلى كاودا سلماً لا حرباً تحمل إشارة قوية نحو تحقيق السلام».

ويرى مراقبون أن زيارة حمدوك المرتقبة اليوم إلى كاودا معقل متمردي الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو من شأنها أن تكسر حالة الجمود في ملفات التفاوض لا سيما في ظل السقوف العالية التي رفعها الحلو للتفاوض واشتراطه علمانية الدولة أو تقرير المصير، لا سيما وأن حمدوك يتمتع بقبول واسع لدى كافة الأطراف.

وأشاروا إلى أهمية الزيارة تكمن في كونها الزيارة الأولى لمسؤول حكومي للمدينة منذ العام 2011، تاريخ تجدد الحرب في منطقة جنوب كردفان.

كما أن المدينة ظلت عصية على النظام المخلوع الذي فشل في الوصول إليها، مما يشير إلى إمكانية تحقيق السلام، وجدية السلطة الانتقالية في دفع أي ثمن من أجل الوصول إليه.

 

Email