العالم يحاصر التصعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية عدة تدابير احترازية تحسباً لردات فعل انتقامية إيرانية، فيما قرر التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، تقليص عملياته في العراق لحين إشعار آخر بينما أوقف حلف الأطلسي برامجه التدريبية للقوات العراقية.. بالتزامن مع إعلان بغداد عن تقييد عمل القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، في وقت انطلقت تحركات ماراثونية في العديد من العواصم العالمية باتجاه محاصرة أزمة مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية، والدفع باتجاه التهدئة، وحض طهران على عدم القيام بعمل متهور من شأنه أن يدفع إلى نهايات مفتوحة الاحتمالات.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة العمل لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة.وأصدرت رئاسة الجمهورية العراقية، امس، بيانا جاء فيه «أن الرئيس برهم صالح تلقى اتصالا هاتفيا، من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تبادلا خلاله وجهات النظر بشأن التطورات المتسارعة في البلاد والمنطقة».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أنه بحث الوضع في الشرق الأوسط أمس مع نظيريه الألماني والصيني.

وقال إنه وهايكو وماس وانغ يي اتفقوا على أهمية الحفاظ على سيادة العراق واستقراره وأهمية ضمان ألا تنتهك إيران اتفاق فيينا. وأضاف لو دريان إن فرنسا والصين متفقتان على محاولة تجنب أي تصعيد في التوتر بالشرق الأوسط.

من ناحيته قال وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء،السعودي عادل الجبير، إن بيان المملكة بشأن الأحداث في العراق يؤكد على نظرة المملكة لأهمية التهدئة، لتجنيب دول المنطقة وشعوبها مخاطر أي تصعيد.

تقيد

في الأثناء أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء عبدالكريم خلف، أن العراق أصدر قراراً بتقييد عمل القوات الأمريكية بالبلاد. وقال خلف إن القوات المسلحة العراقية اتخذت قراراً يقيد عمل القوات الأمريكية في العراق. كما وصف الغارة بأنها «طعنة في الظهر»، مشدداً أن العمليات الأمريكية في البلاد «يجب أن تتم بموافقة العراق».

وفي وقت سابق من يوم أمس كان رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، قد أكد لنظيره الفرنسي إيمانويل في اتصال هاتفي، «حرص العراق على أن يكون عامل استقرار وتوافق في المنطقة والعالم».

وشدد صالح على «عدم السماح بامتداد الصراع إلى أراضي العراق أو تحوله إلى ساحة للخلافات».وكان كبير الناطقين باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، أعلن أمس، أن «إيران ستمتنع عن أي رد متهور ومتسرع» على مقتل قائد فيلق القدس. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن «إيران لا تسعى وراء التوتر في المنطقة»، حسب ما نقلته وكالة «فارس».

وأضاف ظريف: «تواجد وتدخلات القوى الأجنبية والآتية من خارج المنطقة من شأنها زعزعة الاستقرار وتصعيد حدة التوتر في المنطقة»، حسب تعبيره. من ناحيته علق الحلف الأطلسي مهام التدريب التي يقوم بها في العراق، وفق ما أعلن الناطق باسمه ديلان وايت. وتقوم بعثة الحلف الأطلسي التي تضم نحو 500 عنصر بتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية بطلب من حكومة بغداد.

ونفى التحالف الدولي أن يكون أو القوات الأمريكية نفذا ضربة جوية جديدة بعد الضربة التي أودت بحياة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وقال الجنرال مايلز كاغينز لفرانس برس إنه «لم يكن هناك أي ضربة أمريكية أو من التحالف الدولي».

وكان إعلام الحشد الشعبي أعلن عن ضربة جوية في التاجي التي تبعد 20 كلم شمالي بغداد استهدفت رتلاً للطبابة تابعاً لقوات الحشد، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى. واتهمت وسائل إعلام عراقية رسمية الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم. وبدوره نفى الجيش العراقي ما أُعلِنَ عن غارة جوية أمريكية جديدة استهدفت ميليشيا الحشد الشعبي.

قصف

قالت مصادر شرطية إن دوي انفجارين قويين سمعا في المنطقة الخضراء بغداد وقاعدة بلد الجوية مساء أمس. وبحسب المصادر، سقط عدد من صواريخ الكاتيوشا في محيط السفارة الأمريكية من دون وقوع إصابات، كما تعرضت قاعدة بلد التي تستضيف قوات أمريكية لقصف بالصواريخ.

Email