اجتماع طارئ للبرلمان اليوم لإعلان النفير العام وفتح باب التطوع

مدن ليبية تنتفض في وجه الغزو التركي

Ⅶ الجيش الوطني الليبي يتقدّم في معاركه ضد الميليشيات على جبهة طرابلس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتفض الليبيون، أمس، ضد قرار البرلمان التركي التدخّل في ليبيا عبر إقرار إرسال قوات عسكرية لدعم «ميليشيات الوفاق»، إذ شهدت مدن بنغازي والبيضاء وطبرق ودرنة وإجدابيا وترهونة والزنتان، مسيرات حاشدة ضد ما أسماه المتظاهرون بالاحتلال العثماني الجديد، معلنين دعمهم للجيش الوطني في معركته ضد «ميليشيات الوفاق» وتصديه للتدخل التركي والمرتزقة الأجانب الذين جندتهم أنقرة.

وقرّر مجلس النواب الليبي، عقد جلسة طارئة اليوم السبت في بنغازي لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ومنها إعلان النفير العام في كامل البلاد، وفتح باب التطوع للمقاتلين من أبناء الشعب، وتوفير الإمكانات اللازمة لدعم الجيش الوطني، ودعوة الدول الشقيقة والصديقة لنصرة الشعب الليبي في مواجهة التدخل التركي السافر.

وأكدت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، تورط حكومة الوفاق في جلب الاستعمار التركي إلى ليبيا، مطالبة باعتبارها هدفاً مشروعاً للجيش الوطني، داعية الشعب الليبي للاصطفاف مع الجيش لصد الغزو التركي. وناشدت اللجنة جامعة الدول العربية، تفعيل معاهدة الدفاع المشترك.

تحذير حكومي

إلى ذلك، حذر وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة عبد الهادي الحويج، من مغبة إرسال أي قوات تركية على الأراضي الليبية، مؤكداً أن أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية ستواجه بمقاومة شرسة. ودعا الحويج الشعب الليبي إلى تحمل المسؤولية الوطنية تجاه ممارسات حكومة الوفاق، مشيراً إلى أنّ أي موقف سيبقى في تاريخ الأمة الليبية ولن يمحى من ذاكرة الوطن.

وأعرب الحويج، عن استغرابه من صمت الأمم المتحدة إزاء ما تقوم به تركيا من عقد اتفاقات للتعاون العسكري مع حكومة الوفاق وتزويدها بالأسلحة في خرق معلن لقرارات مجلس الأمن، لافتاً إلى أنّ حكومة السراج ضربت عرض الحائط كل القرارات الأممية حول ليبيا بشأن حظر استيراد الأسلحة، ومنع أي تعاون عسكري معها إلّا بموافقة لجنة العقوبات.

ودعا الحويج الدول العربية والأفريقية ودول الجوار الليبي وكل المنظمات الدولية والإقليمية، للإسراع في التوقف عن دعم حكومة الوفاق وسحب الاعتراف منها، ودعم مجلس النواب الليبي والمؤسسات المنبثقة عنه.

إعلان تعبئة

كما ندّدت القبائل الليبية بالتدخل التركي واستقواء حكومة السراج بالأجنبي، مؤكدة الاستعداد لمواجهة ما وصفته بالغزو العثماني الجديد، وأعلنت التعبئة العامة، داعية أبناءها للالتحاق بجبهات القتال ومراكز التجنيد لدعم قدرات الجيش الوطني. وقالت رابطة القبائل العربية الليبية في مصراتة، إنها جاهزة لصد الغزو العثماني لليبيا، مشيرة إلى أنّها على جاهزية كاملة للدفاع عن الأرض والعرض، مُستنفرة كل أبنائها في مصراتة للتحرك والالتحاق بملحمة الدفاع عن الوطن.

وأعلن المجلس الأعلى لقبيلة أولاد سليمان، أنه ضد أي تدخل أجنبي في ليبيا للنيل من سيادتها وأمنها، مؤكداً وقوف القبيلة بأكملها مع مجهودات الجيش الوطني في القضاء على الإرهاب. وأعرب المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة، عن رفضه التهديدات التركية، مشدّداً على الجاهزية التامة للدفاع عن ليبيا. ودعا الليبيين لتوحيد الصف لصد الغزو التركي ودعم الجيش الوطني. وأكد المجلس الأعلى لقبائل العجيلات، أن فصول المؤامرة الخارجية هدفها السيطرة على الوطن العربي، وعودة الاستعمار التركي وأعوانه لنهب ثروات ليبيا في البر والبحر واحتلال بوابة إفريقيا الشمالية.

ودعا المجلس كل الشباب للتنادي لحمل السلاح للدفاع عن وجوده وخيرات البلاد. وفيما أشار المجلس الأعلى لقبائل الصيعان، إلى أنّ موافقة البرلمان التركي على السماح بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، تعد تدخلاً سافراً في سيادة ليبيا، ناشد مجلس الأمن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والمؤتمر الإسلامي بالتدخل الفوري.

مقاطعة شركات

على صعيد متصل، أعلنت شركتا «الخليج العربي» للنفط و«رأس لانوف» لتصنيع النفط والغاز، عن وقف التعاون مع كافة الشركات التركية المتعاقد معها. وقال مجلس إدارة شركة الخليج العربي للنفط أكبر الشركات النفطية الليبية، إنه قرر إيقاف جميع تعاملاته مع الشركات التركية. بدورها قالت شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز، إنها قرّرت فسخ جميع تعاقداتها السابقة مع الشركات التركية رداً على قرار البرلمان التركي السماح لحكومة أردوغان بإرسال قوات للتدخل في ليبيا.

Email