الأسير أحمد زهران.. 100 يوم في معركة الجوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أثناء تجوالي في عالم فيسبوك لفت انتباهي أن هناك أسيراً فلسطينياً من دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، مضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم رفضاً للاعتقال الإداري.

ويقال إنه أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه أكثر من 16 عاماً.. سألت نفسي: لماذا أمثال هذا الشاب منسيون؟ كيف يمكن للشارع وللقيادة أن تنصفهم؟

أحمد زهران يصارع جور السجان، أحمد وأطفاله الأربعة وزوجته في مواجهة الظلم وحيدون، لا أعرف انتماءه، فقط أعرف أنه فلسطيني ما زال يؤمن بحقه في العيش بسلام».

ما كتبه هذا الناشط على صفحته يعكس بعضاً من معاناة الأسير زهران الذي مضى على إضرابه عن الطعام مئة يوم، وهو الإضراب الثاني خلال العام المنقضي، رافضاً اعتقاله الإداري المتجدد تكراراً، في ظل مخادعة الاحتلال ونكثه لعهود متكررة بالإفراج عنه.

الإضراب الأول استمر 39 يوماً، وقد علّقه زهران بعد وعود من إدارة الاحتلال بالإفراج عنه، قبل أن يُجدد اعتقاله الإداري 4 أشهر للمرة الثالثة على التوالي.
ضرورة التحرك
ووفق التقارير، فإن وضع الأسير زهران الصحي خطيرٌ جدّاً ويستدعي التحرك لإنقاذ حياته، حيث أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الاحتلال يبيّت النية لقتله جوعاً، حيث إنّ كل ما مورس بحقه حتى الآن يدلل على قرار إسرائيلي بتصفيته.

نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح «م7» في قطاع غزة قال إن قرار محكمة عوفر بإرجاء النظر في الاعتقال الإداري للأسير زهران تعسفي وعنصري بامتياز يهدف للنيل من إرادة الأسير في الحرية والكرامة.

زهران معتقل في ما تسمى بعيادة سجن نيتسان الرملة مكبّل اليدين والقدمين، ويسعى الجلادون لكسر إضرابه والنيل من إرادته وذويه، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة قبل شهر بعد أن فجرت بوابة المنزل واعتقلت ابن شقيقه عمار عادل زهران.

تلاعب بمصيره

مكتب إعلام الأسرى أفاد بأن الأسير زهران يعاني من أوجاع في المعدة وهزال وغثيان، وعدم القدرة على الوقوف أو الحركة، وصداع مستمر، وهناك خلل في عمل دقات القلب، كما نقص وزنه ما يقارب من 30 كيلوغراماً، ورغم ذلك يقيده الاحتلال في سرير المستشفى.

زهران أسير سابق ينتمي للجبهة الشعبية وقضى في الأسر ما يقارب 16 عاماً، وله 4 أبناء (رسيلة، ريم، عمر ويامن).

ويقبع زهران في سجن الرملة ولا يزال الاحتلال يماطل في الاستجابة لمطلبه الوحيد بتحديد سقف لاعتقاله الإداري المفتوح. وقال نادي الأسير في بيان أمس، إن سلطات الاحتلال بأجهزتها المختلفة تتلاعب في مصير زهران، وتحاول أن تلتف على إضرابه بعد الإعلان عن نيتها تحويله للتحقيق، وتُماطل في البت بالاستئناف المقدم ضد قرار تثبيت اعتقاله الإداري.

50
 

أكثر من 50 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال خاضوا إضرابات فردية خلال عام 2019 غالبيتهم رفضاً للاعتقال الإداري الذي يقوم على الاعتقال المفتوح من دون توجيه ملفات اتهامات محددة. وأصدرت السلطات الإسرائيلية خلال العام المنصرم 1035 أمر اعتقال إداري لمعتقلين فلسطينيين كان من بينهم أربعة أطفال، وأربع نساء.

Email