أكثر من 100 عام على أكبر موجة هجرة (2-2)

11 رئيساً من أصول عربية في أمريكا اللاتينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة  الحلقة الثانية من ملف "عرب أمريكا اللاتينية" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

مع مرور أكثر من 100 عام على أكبر موجة لهجرتهم إلى أمريكا اللاتينية، بات العرب مع مرور الوقت يتبوأون مناصب عليا ويشكلون الرقم الصعب والكتلة الحرجة في مجتمع يضم 630 مليون نسمة. وقد بدأت مرحلة «جني الثمار» السياسية والاقتصادية منذ عقود، إذ إن هناك 11 رئيساً من أصول عربية حكموا دولاً في أمريكا اللاتينية، في ظاهرة لم تتكرر في الجزء الشمالي من الأمريكيتين.

بعد كل هذه السنوات ينظر الجميع لعرب أمريكا اللاتينية باعتبارهم نموذجاً للنجاح، كما ينظر إليهم باعتبار أن كثيرين منهم نماذج في الوطنية والانشغال بقضايا شعوبهم الأصلية في فلسطين والمنطقة العربية عموماً.

تاريخ طويل للعرب في أمريكا اللاتينية بدأ منذ عقود، وشكّل وصول 11 رئيساً من أصول عربية لسدة الحكم قمة النجاح الذي حققه العرب هناك، وهو نتاج إصرار على المشاركة في النشاط السياسي منذ أربعينيات القرن الماضي. فما الأجواء التي عززت من الحضور السياسي لعرب أمريكا اللاتينية؟ وكيف وصل بعضهم إلى قمة الهرم السياسي؟

كارلوس منعم

الرئيس اللاتيني الأشهر من بين الرؤساء ذوي الأصول العربية هو كارلوس منعم، وهو أكثرهم بقاء في الحكم، إذ حكم الأرجنتين عشر سنوات كاملة بدأت في 8 يوليو 1989، وانتهت في 10من ديسمبر عام 1999.

وُلد منعم لأبوين سوريين مهاجرين من مدينة يبرود السورية إلى الأرجنتين، تدرب في المحاماة، وناصر الزعيم الأرجنتيني المنفي في إسبانيا بيرون، وتظاهر ضد الديكتاتورية.

جاء للرئاسة بانتخابات 1989، وأنجزت حكومته الكثير من الإصلاحات الاقتصادية، وكان الاقتصاد الأرجنتيني قبل مجيئه يعاني نسبة تضخم هائلة، فقلص كارلوس النفقات الحكومية واعتمد على تخصيص بعض القطاعات الحكومية لجذب الاستثمارات الخارجية. وأعاد علاقات بلاده مع بريطانيا كما أنهى أزمته الحدودية مع تشيلي. كان له قبل وبعد الرئاسة تاريخ سياسي حافل، إذ انتخب كحاكم على محافظة لاريوخا -مسقط رأسه- لثلاث فترات امتدت الأولى من 1973-1976، والثانية والثالثة من 1983-1989 حتى بعد أن خرج من السلطة انتخب نائباً في الكونغرس الأرجنتيني في 2005 عن محافظته لاريوخا.

أصدرت محكمة أرجنتينية في يونيو 2013 عليه حكماً بالسجن 7 سنوات، بعد إدانته بتهريب السلاح إلى الإكوادور وكرواتيا خلال الفترة بين 1991 و1995، وكان منعم اعترف بتوقيع موافقات رسمية لتصدير الأسلحة إلى فنزويلا وبنما، لكنه قال إنه لم يكن يعلم أنها ستنتهي في الإكوادور وكرواتيا، البلدين الخاضعين لحظر دولي على تصدير السلاح في ذلك الوقت.

أصغر رئيس

شهد فبراير من العام الجاري وصول أحدث الرؤساء من أصول عربية للحكم في أمريكا اللاتينية، إذ فاز السلفادوري من أصل فلسطيني ناييب بوكيلي «نجيب بوكيلة» برئاسة السلفادور، ليصبح سادس رئيس للبلاد والأصغر سناً منذ 1992، تاريخ انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاماً.

وجاء الفوز من المرحلة الأولى كدليل على قوة بوكيلي وهو سياسي ورجل أعمال من مواليد سان سلفادور من أب فلسطيني وأم سلفادورية، وينحدر والده الذي توفي قبل عامين فقط من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. وبوكيلي من خارج الحزبين الكبيرين في السلفادور «جبهة فارابوندو مارتي» اليساري ومنافسه حزب «التحالف الوطني الجمهوري» اليميني اللذين اعتادا تداول السلطة منذ انتهت الحرب الأهلية عام 1992.

الصحافي الرئيس

السلفادور سبق أن جاء على رئاستها أنطونيو سقا الفلسطيني الأصل الذي فاز في انتخابات الرئاسة لعام 2004 على منافسه شفيق جورج حنضل الذي يشترك معه في نفس الأصول الفلسطينية، حيث يتحدر كلاهما من مدينة بيت لحم.

وانحاز سقا لسياسة الاقتصاد الحر على الشاكلة الأمريكية، ما جعله حليفاً مفضلاً للولايات المتحدة، كما تلقى مساعدات اقتصادية من الدول الغربية. ونتيجة لهذا التقارب مع الولايات المتحدة، كان سقا الرئيس اللاتيني الوحيد الذي أرسل قوات إلى العراق عام 2004.

وُلد سقا في السفادور عام 1965، وهو أحد أعضاء حزب التحالف الجمهوري الوطني، ويعتبر من السياسيين المحافظين في أمريكا اللاتينية. وعمل كصحافي في الإذاعات الرياضية. ثم عمل مديراً لمحطة إذاعية مدة تزيد عن 10 سنوات، وبعدها أنشأ محطة تلفزيون رقم «4». وفي عام 1993 أسس محطة راديو مستقلة، وكذلك كان من كبار رجال الأعمال في السلفادور.

وكانت مدينة بيت لحم الفلسطينية تنتظر بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الرئاسية، ذلك أن كلا المرشحين المتنافسين حنضل والسقا ينتميان للمدينة. وقام سقا بزيارة مدينة أجداده بيت لحم برفقة زوجته في 4 مايو 2009، وفي عهده حدثت أزمة دبلوماسية مع إسرائيل بسبب بناء تمثال للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في شارع القدس في العاصمة السلفادورية، وكذلك قاموا بطباعة خريطة لفلسطين داخلها إسرائيل صغيرة المساحة، وقاموا بتسمية ساحة عامة في العاصمة باسم «الشهيد ياسر عرفات»، بعد وفاته بستة شهور. خلال الحرب الأهلية السلفادورية، كان التحالف الجمهوري اليميني «أيرنا» الذي ينتمي له الرئيس سقا حزباً يضم كبار ملاك الأراضي والبرلمانيين من ذوي النفوذ، بينما كانت جبهة التحرير الوطنية التي ينتمي لها حنضل المرشح الفلسطيني الآخر للرئاسة تميل للفقراء، وقد أودت الحرب الأهلية في السلفادور بحياة 75 ألف شخص وخلفت وراءها الدمار والخراب في البلاد إلا أنها انتهت في عام 1992 بمعاهدة سلام أبرمت بين جبهة التحرير الوطنية فارابوندو مارتي اليسارية والحكومة.

ميشيل تامر

صباح الجمعة الثالث عشر من مايو عام 2016، تداولت صحف العالم باهتمام بالغ خبر تولي ميشيل تامر -اللبناني الأصل- رئاسة البرازيل بعد عزل الرئيسة ديلما روسيف، ليصبح تامر رئيس أكبر دولة في أمريكا اللاتينية.

ولد ميشال ميغيل إلياس تامر لوليا، المشهور بميشال تامر، يوم 23 سبتمبر 1940 في مدينة تيتيي قرب ساوباولو جنوب غربي البرازيل لأبوين لبنانيين هاجرا من قرية بتعبورا بمنطقة الكورة شمالي لبنان. درس فور إنهائه مرحلة التعليم الثانوي، في كلية القانون بجامعة ساو باولو وحصل منها عام 1963 على شهادة في الحقوق، ثم نال الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية في ساو باولو. شغل منصب المدعي العام للدولة ومرتين منصب وزير الدولة للأمن العام.

عمل ميشال تامر قبل تولي الرئاسة محامياً وسياسياً، وشغل منصب نائب الرئيس منذ عام 2011، وحتى تسلمه الرئاسة بالوكالة في 12 مايو 2016. خدم سابقاً لمدة ست سنوات نائباً لولاية ساو باولو في مجلس النواب، وترأس الدائرة في 2009- 2010. وقد سبق أن عين رئيساً للغرفة لمدة سنتين عام 1997، ومرة أخرى عام 1999، وكان عضواً في الجمعية التأسيسية الوطنية 1988، وهو رئيس حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية.

وانتخب لـ 6 فترات متتالية في مجلس النواب البرازيلي. وأصبح تامر مطلع القرن الحالي رئيساً لحزب الحركة الديمقراطي الذي تحالف عام 2007 مع حزب العمال الذي ينتمي إليه لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي السابق، وديلما روسيف الرئيسة التي عزلها البرلمان، ومع وصول روسيف للسلطة في 2011 أصبح ميشيل نائباً للرئيس.

زار الرئيس تامر لبنان عام 1997 كرئيس لمجلس النواب البرازيلي، ودعاه رئيس الجمهورية اللبناني الأسبق ميشيل سليمان لزيارة لبنان عام 2011 كان حينها نائب الرئيس، وقام خلالها بزيارة قريته بتعبورة التي لم تكن ضمن جدول لقاءاته التي استقبلته بالاحتفالات والورود، وأطلقت اسمه على شارع في مدخل القرية.

3

النسخة الثالثة من المنتدى العربي اللاتيني نجحت في تحقيق أهدافها في استكشاف فرص وآفاق التعاون بين الخليج العربي والدول اللاتينية، كما نجحت في خلق منصة حوارية فعالة بين مجتمعي الأعمال لدى الجانبين، ومهدت الطريق لشراكات طويلة الأمد.

 

3 لبنانيين حكموا الإكوادور

تعاقب على رئاسة الإكوادور ثلاثة رؤساء من أصول عربية:

أولهم جوليو ثيودور سالم الذي تولى الرئاسة مؤقتاً لثلاثة أيام فقط، بدأت في التاسع والعشرين من مايو 1944، وانتهت في الحادي والثلاثين من الشهر ذاته، وكان ذلك بعد خلع الرئيس كارلوس ألبرتو باحتجاجات شعبية لفشله في إعادة الأمن للشارع الإكوادوري بعد الحرب التي خاضها وخسرها أمام بيرو 1941.

الثاني هو الرئيس عبد الله بوكرم محام وسياسي ولد بالإكوادور، وكان والده لبنانياً مهاجراً. نشأ عبد الله كرياضي حتى أنه تولى رئاسة نادي برشلونة الإكوادوري، وخاض العمل السياسي حتى وصل إلى كرسي الحكم في 10 أغسطس لعام 1996م إلا أنه لم يجلس في الرئاسة سوى أربعة أشهر، إذ عزله مجلس الشيوخ الوطني متهماً إياه بعدم الأهلية العقلية لإدارة شؤون البلاد، وهو ما اعتبره أنصاره مؤامرة حيكت ضده، وكان قد فاز في انتخابات الرئاسة أمام جيم نيبوت مرشح الحزب المسيحي في 20 محافظة من إجمالي عدد المحافظات الـ21، وكان أول مرشح في تاريخ الإكوادور يحصل على هذه النسبة العالية من أصوات الناخبين.

صعود وهبوط

الرئيس اللبناني الثالث للإكوادور هو جميل معوض، ففي أول انتخابات رئاسية بعد عزل بوكرم، أتى مواطنه ذو الأصول اللبنانية أيضاً جميل معوض، ومارس مهامه كرئيس للإكوادور في 10 أغسطس 1998. وكان معوض ترشح للرئاسة قبل عشرة أعوام من وصوله للحكم، لكنه حينها حل خامساً في انتخابات الرئاسة لعام 1988، وكانت الظروف الاقتصادية للبلاد في أسوأ حالاتها قبل وصوله للسلطة جراء انعدام الاستقرار السياسي في البلاد. وتواصل التراجع الاقتصادي إبان فترة حكم معوض حتى اضطر لخفض 60% من الموازنة العسكرية للبلاد وأعقبها إقرار استخدام الدولار بديلاً عن العملة المحلية للإكوادور. هذا التدهور أودى بشعبية معوض التي بلغت 60% في أكتوبر 1998، وتهاوت إلى 6% فقط في يناير 2000، وعزل معوض من منصبه بعد أسبوع من المظاهرات التي عمّت شوارع الإكوادور والتي أعقبها تحرك عسكري قاده لوسيو جوتييرز.

 

حضور عربي مؤثر

يغفل الكثيرون الحضور العربي الكبير في بلدان أمريكا اللاتينية والذي تعدى كونه حضوراً عددياً فقط ليصبح حضوراً سياسياً وثقافياً مميزاً، وقد تنبّهت الإمارات لأهمية مد الجسور مع هذه القارة رغم بعد المسافة، إذ إن الجسور تقرّب المسافات:

800

مشارك من 50 دولة حضروا المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية في عاصمة بنما في إبريل 2019. المنتدى نظمته غرفة صناعة وتجارة دبي بالشراكة مع بنك التنمية للبلدان الأمريكية و«ذا إيكونوميست إيفنتس».

300

اجتماع ثنائي عقدت على هامش المنتدى بين مستثمرين من دولة الإمارات ونظرائهم من الدول اللاتينية والكاريبية، كما شهد المنتدى 17 جلسة ومشاركة 46 متحدثاً، من بينهم رئيس بنما خوان كارلوس فاريلا، ورئيس هايتي جوفينيل مويس.

2010

رئيس بنما شدد على فرص التعاون المشتركة، وأكد أهمية لعب الإمارات وبنما دوراً مهماً في تعزيز التجارة البينية وخلق الازدهار في منطقتيهما، داعياً مجتمع الأعمال في بلاده بقطاعيه العام والخاص إلى المشاركة في إكسبو 2020 دبي الذي وصفه بالمنصة المثالية.

40

مليون شخص من أصول عربية يعيشون في دول أمريكا اللاتينية بفعل الهجرات التي بدأت في القرن التاسع عشر، رغم أن بداياتها تعود لفترة الأندلس، وتكثّفت بفعل سياسات الدولة العثمانية.

12

مليوناً من أصول عربية يعيشون في البرازيل من أصل 209.3 ملايين نسمة. ويبلغ تمثيلهم في مجلس الشيوخ نحو 15 %، وفي مجلس النواب 20%.

1.2

مليون من أصول عربية من إجمالي عدد سكان الأرجنتين البالغ 38 مليوناً. ويتمتعون بنفوذ سياسي كبير للدرجة التي جعلت كارلوس منعم السوري الأصل رئيساً للجمهورية لعشر سنوات.

500

مفردة عربية أصبحت جزءاً من اللغة اليومية المتداولة في بعض دول أمريكا اللاتينية.

1 %

فحسب، حجم التجارة بين دول أمريكا اللاتينية والعالم العربي من الناتج القومي لكل منهما.

25

مليار دولار صادرات أمريكا اللاتينية والكاريبي إلى دول الشرق الأوسط عام 2010، مرتفعة من حوالي 6 مليارات دولار عام 2001.

34

دولة شاركت في القمة العربية اللاتينية الأولى التي عقدت في البرازيل في مايو 2005 التي حضرتها، توطدت العلاقات التجارية العربية مع دول أمريكا الجنوبية.

 

 

... من ضيعة تنّورين

كولومبيا إحدى بلدان القارة اللاتينية، حكمها خوليو سيزار طورباي أو خوليو سمير طورباي كما كان بالعربية. حكم كولومبيا لأربع سنوات من 7 أغسطس 1978 إلى نفس اليوم من عام 1982. وكان الرجل نشأ في كولومبيا لأبوين لبنانيين، وكان أبوه رجل أعمال مهاجراً من ضيعة تنورين اللبنانية، كوّن ثروة كبيرة فور هجرته لكنّها تبددت أثناء حرب الألف يوم الأهلية في 1899.

أشهر الحوادث التي مرت بها إدارة الرئيس سيزار، ما قامت به حركة 19 أبريل- وهي حركة تمرد كولومبية ناجمة عن حروب العصابات- من اقتحام لسفارة جمهورية الدومنيكان واحتجاز 16 سفيراً أجنبياً داخلها 61 يوماً. ولم يستجب سيزار طوال الشهرين للضغوطات المحلية من قيادات الجيش للتدخل العسكري، وأخذ على عاتقه مسؤولية المفاوضات المباشرة مع المتمردين للحفاظ على أرواح المحتجزين، وتوصل مع المتمردين في نهاية المطاف إلى إعطائهم الأمان للسفر إلى كوبا، إضافة لمليون دولار، وكانوا طلبوا في أول المفاوضات مع الحكومة 50 مليون دولار.

 

 

نصر الله رئيساً لهندوراس

وصل سلفادور نصر الله للرئاسة في هندوراس، بحصوله في الانتخابات على نسبة تصويت وصلت إلى 45% مقارنةً بمنافسه رئيس البلاد خوان أورلاندو هرنانديز، الذي حصل على 40% من الأصوات.

وحظيت الانتخابات الرئاسية في هندوراس باهتمام إعلامي عربي واسع بسبب خوض اللبناني الأصل نصر الله الانتخابات.

ولد سلفادور نصر الله سنة 1953 في تيغوسيغلبا بهندوراس من أبوين من أصول لبنانية. وبعد إتمامه المرحلة الثانوية أرسلته أسرته إلى تشيلي للدراسة في الجامعة الكاثوليكية هناك حيث درس الهندسة الصناعية المدنية ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال وتخرج بمرتبة الشرف. وإلى جانب دراسته، أخذ دروساً في الدراما والتلفزيون.

بعد عودته من تشيلي أصبح نصر الله رئيساً تنفيذياً لشركة مياه غازية عالمية ومن ثم بروفسوراً في جامعة هندوراس الوطنية المستقلة، وألقى العديد من المحاضرات عن إدارة الأعمال والهندسة. تزوج من إروشكا إلفير التي كانت ملكة جمال هندوراس لعام 2015، وعمل كإعلامي في محطة تلفزيونية حيث كان مقدماً لبرامج رياضية وسياسية يتناول في الأخيرة ظاهرة انتشار الفساد على أعلى مستويات الحكومة، وهو من أشد المنتقدين للحكومة الهندوراسية التي وصفها بأنها مسؤولة عن المشكلات التي تمر بها البلاد وظروف المعيشة المتدنية لغالبية السكان.

 

فقوسة على رأس هندوراس

على الحدود الشرقية للسلفادور تقع جمهورية هندوراس، والتي أتى على رئاستها كارلوس روبيرتو فلورس (كارلوس فقوسة)، في الفترة بين 27 يناير 1998حتى 27 يناير عام 2002. تنحدر عائلة فقوسة من أصول عربية فلسطينية، وهو سياسي ورائد أعمال من هندوراس ولد في تيغوسيغالبا. وللرئيس فقوسة تاريخ سياسي بدأه كوزير للدولة لمدة عامين ثم رئيس للبرلمان الهندوراسي لأربعة أعوام قبل أن يترشح في انتخابات الرئاسة لعام 1997 ويتوج رئيساً على هندوراس.

وقعت في العام الأول من حكمه -في 22 أكتوبر 1998م كارثة إعصار ميتش، ضربت هندوراس ونيكاراغوا وغواتيمالا والسلفادور وجنوبي فلوريدا. وناشد كارلوس المنظمات الدولية لدعم إعادة إعمار هندوراس وبالفعل نجح في مهمة إعادة الإعمار.

 

15 لاعباً دولياً أبرزهم زاغالو وبرانكو وكلاوديو

لم يترك أبناء المهاجرين العرب في أمريكا اللاتينية مجالاً إلا وحقّقوا فيه «العلامة الكاملة».. في الرياضة والفن والأدب والاقتصاد، ولذلك ذاع صيت أبناء عائلات من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن في بلاد المهجر البعيد، فما هي أبرز الأسماء العربية في مختلف المجالات؟ وكيف يمكن خدمة القضايا العربية من خلال أسماء وشهرة هؤلاء؟ وكيف يلعب هؤلاء الدور البارز في التعريف بدور المتحدرين من أصول عربية في أمريكا اللاتينية؟

لعل الرياضة، وبخاصة كرة القدم، كانت من المجالات التي حقّق فيها المهاجرون العرب في أمريكا اللاتينية إنجازات كبيرة، وبرز منهم أكثر من 15 لاعباً دولياً من أصول عربية أبرزهم لويس مصري وهو لاعب دولي تشيلي من أصل فلسطيني لعب مع الفريق في كأس العام 1994، وميغيل لايون الذي لعب للمكسيك في كأس العالم عام 2014، وهو من أصول لبنانية ولعب لنادي واتفورد الإنجليزي ونادي بورتو البرتغالي، وكذلك كلاوديو حسين الذي لعب لنادي ريفربلات كما لعب لباروما ونابولي في إيطاليا، وللمنتخب الأرجنتيني 14 مباراة دولية بين 1997 و2002، وخوليو أسد الذي لعب 7 مباريات دولية للأرجنتين، ومنهم اللاعبون الدوليون خوليو محمد، وفاكادو سافا، وماريو زاغالو أو «ماريو زغلول» الذي أحرز كأس العالم 4 مرات مع منتخب السامبا مرتين كلاعب، ومرة كمدرب ومرة كمساعد مدرب، وكلاوديو إبراهيم ليل «برانكو»، الذي شارك في كأس العالم ثلاث مرات، 1986 و1990 و1994، وأرتو صلاح الذي تولى رئاسة اتحاد كرة القدم التشيلي، وداود غزال من أصول فلسطينية الذي لعب مع نادي جونيور الأرجنتيني، ولويس خمينيز ولعب للمنتخب التشيلي وعدد من الأندية الخليجية والأوروبية والحارس العالمي فريد موندراغون، وروبرتو بشارة.

صابرينا ساتو

المذيعة الشهيرة صابرينا ساتو رحال مواليد 4 فبراير 1981 التي ولدت في ولاية ساو باولو، هي مذيعة تلفزيونية برازيلية. ولها عدد من البرامج درست الباليه من سن مبكرة وخرجت إلى ساو باولو في سن 16 لتعلم الصحافة، وظلت لفترة طويلة الأعلى أجراً بين المذيعين في البرازيل، وهي لبنانية الأصل من أب لبناني الأصل «عمر رحال»، الذي هاجر إلى البرازيل مع أبويه خلال الحرب العالمية الثانية، ووفق مجموعة من استطلاعات الرأي فإن نسبة 70% من المشاركين في الاستطلاع عام 2016 قالوا بأن مقدمة البرامج صابرينا ساتو في محطة التلفزة البرازيلية الشهيرة «ريكورد تي في» تعتبر أفضل مقدمة برامج في محطات التلفزة البرازيلية المتعددة. وفي المجال الفني هناك أيضاً سلمى حايك وشاكيرا «شاكرة مبارك»، والممثل الأرجنتيني ريكاردو دارين.

دار إنتاج

وفي السينما برز اسم المخرج السينمائي التشيلي ميغيل ليتين «اليتيم»، وهو من مواليد 1942 في تشيلي، ويعود أصله إلى بيت لحم، وهو كذلك كاتب روائي، وماركو زارور (زعرور)، الممثل ومنتج الأفلام التشيلي. ومن الأسماء التي برزت في مجال الدراما الممثلة الكوبية بولا علي، واشتهر من الكتاب: كاتب المقالة الأرجنتيني-الفلسطيني غوستافو روخانا «روحانا»، وفي مجال الأدب: ناتالي حنضل، الشاعرة والكاتبة المسرحية من هايتي.

 

رئيس الباراغواي أغضب إسرائيل

أدى الرئيس الحالي لباراغواي ماريو عبده بينيتز، عضو مجلس الشيوخ السابق، والبالغ من العمر 46 عاماً اليمين الدستورية رئيساً جديداً بعد أن هزم منافسه الليبرالي في انتخابات إبريل 2018. والرئيس الجديد وهو من أصول لبنانية، قادم من أقصى اليمين الباراغواياني وهو ابن لأحد مساعدي الرئيس السابق ألفريدو ستروسنر وكان قد واجه انتقادات لدفاعه عن فترة حكم ستروسنر، وقد خلف الرئيس السابق هوراسيو كارتيس وكلاهما من حزب كولورادو المحافظ. ورغم أن باراغواي، كانت ثالث دولة بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا، تقرر نقل سفارتها إلى القدس هذا العام، إلا أن الحكومة الجديدة بإدارة الرئيس ماريو عبده، قلبت الموازين بقرارها، في سبتمبر العام الماضي، إعادة السفارة من القدس إلى تل أبيب. وكتب بينيتز حينها، في تغريدة على تويتر، بعد إعلان بلاده إعادة سفارتها إلى تل أبيب: باراغواي بلد مبادئ، في قرار عدّته الأوساط السياسية صفعةً مدويةً في وجه إسرائيل، ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.

 

على أعتاب رئاسة فنزويلا

طارق زيدان العيسمي، ولد في 12 نوفمبر 1974 في فنزويلا. والده زيدان الأمين العيسمي، هاجر من السويداء جنوبي غرب سوريا، ووالدته لبنانية الأصل. بدأ العيسمي نشاطه السياسي طالباً، إذ كان أحد أركان الحركة الطلابية في جامعة أنديس، بإقليم لوس أنديس في فنزويلا، وبات من أقطاب الحزب الاشتراكي الحاكم، الذي انتخب نائباً عنه في البرلمان 2005. في عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، عين العيسمي، وهو محام، وزيراً للداخلية ثم للعدل، في الفترة بين سبتمبر 2008 وأكتوبر 2012.ومن أبرز المناصب التي تولاها العيسمي، منصب حاكم ولاية أراغوا في شمال فنزويلا على بحر الكاريبي، والمعروفة بأنها إحدى أكثر الولايات عنفاً، وقال عنه مادورو لدى تعيينه: «عينت في منصب نائب رئيس الجمهورية الرفيق طارق العيسمي، الذي سيتولى هذا المنصب في الفترة ما بين 2017 و2018، لشبابه وخبرته والتزامه وشجاعته».

 

لمتابعة الحلقة الأولى:

ـــ  عرب أمريكا اللاتينية.. من الهجرة إلى الاندماج والبناء

لمشاهدة ملف "عرب أمريكا اللاتينية" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

Email