شاطئ دجلة.. سمرٌ وعيون يقظة على مكاسب حراك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطلب المتظاهر محمد أحمد وزملاؤه، الدفء قرب نار أوقدوها في صفيحة معدنية على شاطئ نهر دجلة قرب ساحة التحرير، العيون لا تغفل عن كل متحرّك وساكن، فيما تتنزه مجموعات أخرى على الشاطئ، بملابس سميكة تقيهم من برودة الجو، مستمتعين بمناظر النهر وهوائه.

يقول محمد (25 عاماً)، إنّه وزملاءه يمثلون بعض عيون الساحة لحمايتها من المتسللين، فضلاً عن استمتاعهم بالمناظر الجميلة والهواء النقي والرفقة الطيبة، فيما يتواجد المتنزهون الآخرون للاستمتاع والراحة وربما مشاغل أخرى، أو انتظاراً لملكة الشعر التي استدعاها الشاعر العبّاسي علي بن الجهم في رائعته «عيون المها بين الرصافة والجسر» قبل قرون.

يشير المتظاهر محمد، إلى أنّه عايش الواقع في ساحة التحرير، بحلوه ومرّه، منذ 26 أكتوبر الماضي، مشيراً إلى أنّ المتظاهرين حاولوا ومنذ الأيام الأولى المحافظة على السلمية، وجعل المكان لائقاً بجمالية أنفسهم وأهدافهم النبيلة. وتحسباً لمكوث قد يطول، فلا بد من كسر الجمود والنمطية بالفعاليات المتنوعة، والترويح عن النفس، عبر التنزه الليلي على شاطئ نهر دجلة، تحت وقرب جسر الجمهورية.

عمل دؤوب

يقول محمد، الذي أنهى دراسته هذا العام في الجامعة التكنولوجية: «عند القيام بحملة إعادة تأهيل وتزيين ساحة التحرير، وإنارتها مع الجزء المحاذي لها من جسر الجمهورية، أصبحت المساحة المحاذية لها في شارع أبو نواس، من ضمن المقتربات، وكلفت مع فريق من الشباب بمهمة إعادة تأهيل المنطقة، رغم المخاطر التي قد نتعرض لها، ومن بينها الاختطاف أو الاغتيال، كان عملنا في أوقات النهار، وعلى شكل مجموعات، إلّا أنّ ذلك جعلنا نتعرض عدة مرات لقنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، من الجانب الآخر لجسر الجمهورية، على الرغم من رفعنا للعلم العراقي، وكان اعتقادهم أننا نحاول عبور النهر، وصولاً إلى المنطقة الخضراء».

مراقبة أوضاع

ويوضح محمد أنّ مجسّات ساحة التحرير، من جهة شارع أبو نواس تصل لتقاطع فندقي الشيراتون والميريديان، لتصل إشارات فورية عن أي عمل أو تحرك فيه ريبة، لإبلاغ الساحة واتخاذ الاحتياطات. وبشأن توقعه وجود مجموعات أو أشخاص يقومون بنفس المهمة عند مقتربات ساحة التحرير، يؤكد أنّ المتنزهين كثيرون رغم برودة الطقس ليلاً، مردفاً: «نحن لا نسأل، ولكنني على يقين أنّ الجهة المسؤولة عن أمن ساحة التحرير، تعتمد أسلوب تطابق المعلومات، حتى لا يكون هناك أي قرار متسرّع».

مقترح وعقبات

واقترح محمد وزملاؤه إنشاء كابينات وأكشاك على الشاطئ، إلّا أنّ المستشارين القانونيين في ساحة التحرير أبلغوهم أنّ هذا العمل غير قانوني، ويعد تجاوزاً، ما جعلهم يكتفون بجعل المكان ملائماً للتنزه واستراحة للمتظاهرين وعموم العراقيين، قبل أن يحصلوا على الموافقات لزراعة الأشجار.

Email