بعد سقوط جرحى في صدامات بين الأمن ومناصري حزب الله وأمل

لبنان.. السلم الأهلي في مواجهة الفتنة

لبناني يقف إلى جوار إطار مشتعل خلال تظاهرات في صيدا جنوبي البلاد | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية على وقع التظاهرات ومخاض الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، تعالت أصوات القادة المنادية باليقظة وعدم الانجراف نحو الفتنة ومواجهتها بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية، ذلك بعدما نجحت قوى الأمن في إخماد المواجهات العنيفة التي اندلعت مع عناصر حزب الله وحركة أمل.

وشدّد رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري، ورئيس ​حكومة​ تصريف الأعمال ​سعد الحريري، في بيان بعد لقائهما في ​عين التينة​، على وجوب تحلّي اللبنانيين في هذه المرحلة بالوعي واليقظة وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض العمل جاهداً نحو جرّ البلاد للوقوع في أتونها. وأكّد البيان أنّ الفتنة لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم في حفظ الأمن والمحافظة على أمن الناس وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وأشار إلى أنّ الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة للإسراع في تشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيداً عن التشنج السياسي تتقدّم فيها المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح شخصية.

مواجهات

ميدانياً، أصيب العشرات ليل الإثنين الثلاثاء في مواجهات عنيفة اندلعت بين مناصري حزب الله وحركة أمل والقوى الأمنية في وسط بيروت على خلفية شريط فيديو. وهاجم عشرات الشبان من مناصري الحزبين والمناوئين للمتظاهرين ضد الطبقة السياسية، ساحات الاعتصام الفارغة في وسط بيروت. وسرعان ما اندلعت المواجهات إثر تصدي القوى الأمنية وعناصر من الجيش اللبناني لهم.

ورمى الشبان، الذين قدموا سيراً أو على دراجات نارية، قوى الأمن بالحجارة والمفرقعات النارية، وأشعلوا النيران في ثلاث سيارات على الأقل وفي جزء من مبنى قيد الإنشاء. وردت القوى الأمنية برمي عشرات القنابل المسيلة للدموع باتجاههم. واستمرت عمليات الكر والفر بين الطرفين ساعات عدة في محيط وسط بيروت، قبل أن تعود وتهدأ الأمور عند الساعة الرابعة فجراً.

إسعاف جرحى

وأعلن الدفاع المدني اللبناني في تغريدة، أن عناصره بعد عودة الهدوء أسعفوا 43 مواطناً، وجرى نقل 23 جريحاً إلى مستشفيات المنطقة، من دون تحديد ما إذا كانوا من الشبان الغاضبين أو العسكريين. وفي صيدا، هاجم شبان ملثمون منطقة الاعتصام الرئيسية التي كانت شبه خالية من المتظاهرين وحطموا عدداً من الخيام. وحذّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، من الانجرار إلى ما صفوه الفتنة، معتبرين أن وقوعها يخدم الطبقة السياسية فقط. وأقفلت بعض المدارس في صيدا أبوابها احتجاجاً على إقدام مجهولين على تحطيم عدد من خيام المعتصمين من الحراك الشعبي في ساحة ايليا في المدينة ليل أول من أمس والاعتداء عليهم. وأقدم مجهولون على تحطيم عدد من الخيام في ساحة ايليا في مدينة صيدا، والاعتداء على عدد من الموجودين في المكان.

دعوات إضراب

واستنكر «حراك صيدا» في بيان، تكسير الخيام والاعتداء على من كان فيها، داعياً إلى الإضراب العام في صيدا والجوار اليوم، متمنياً على القوى الأمنية حماية المعتصمين في الساحات. وأقدم عدد من الشبان، على تحطيم وتخريب مدخل مؤسسة مياه لبنان الجنوبي.

Email