مناطق عراقية «محررة» تكسر الحواجز الطائفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاول الحكومات المحلية وقواتها الأمنية عزل شباب المدن المحررة من تنظيم «داعش» في تكريت والموصل

والفلوجة والرمادي، عن التفاعل مع الحراك الشبابي، الذي تشهده محافظات الوسط والجنوب، لكن دعوات التضامن التي انطلقت من هذه المحافظات لا تزال تصطدم بجدار القمع الذي مارسته تلك السلطات.

ويعزو ناشطون محاولات الحكومة قمع أي تجمع أو التضییق على الآراء المؤيدة للتظاهرات إلى «عدم إعطاء الحراك الحالي بعداً وطنياً، لا سيما بعد تصدع الحواجز الطائفية».

قلق بالغ

وتبدي السلطات المحلیة في محافظة الأنبار قلقاً بالغاً من تداعي الأمن في المحافظة، بحسب تبريراتها، في حال امتداد شرارة التظاهرات إلیها، بل إن قيادة الشرطة في المحافظة ناشدت السكان التعاون مع القوات الأمنية، داعيةً «إلى الاستمرار في البناء والإعمار، والحفاظ على الأمن، ومساندة القوات الأمنية، والاستفادة من الدروس السابقة، التي لم تجن منها المحافظة سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد والتهجير»، في إشارة إلى رفضها دعوات العصيان المدني.

ويوضح الصحافي عمر الجنابي أن السلطات المحلیة في تكريت تحاول وأد التظاهرات قبل أن تبدأ، مشيراً إلى أن حراك طلاب جامعة تكريت بدأ منذ انطلاق شرارة التظاهرات في 25 أكتوبر، إذ خرج الطلاب في مسيرات مؤيدة، إلّا أنهم جوبهوا بالقمع من قبل أمن الجامعة واعتُقل عدد منهم، وأجبروا على توقيع تعهدات بعدم تكرار هذه الوقفات، كما صودرت هواتفهم التي سجلت التظاهرات المؤيدة.

ويشیر الجنابي إلى أن السلطات المحلیة في تكريت، بحجة الحفاظ على الأمن والخوف من تكرار سيناريو دخول «داعش» إلى المدينة، تلوّح بحملات اعتقال لكل من يحاول دعم التظاهرات.

في المقابل، يبدو الوضع في محافظة الموصل التي يعيد أهلها الحياة إلیها تدريجاً، بعد معاناة الحرب مع «داعش»، مختلفاً، فحملات التضامن والوقفات الاحتجاجية لم تعرقلها أسلحة السلطات المحلیة، كما أن المدينة لم تشهد حملات لاعتقال ناشطين.

لا تهديدات

ويقول الأستاذ في جامعة الموصل وعد الأمیر إن الجامعة لم توجه عقوبات أو تهديدات لمن يعلن تضامنه مع تظاهرات أكتوبر، لكنه أوضح أنه كانت هناك مخاوف من أن تتجه التظاهرات والاعتصامات نحو العنف، وكان هناك حذر منها، خصوصاً في الأيام الأولى، لأن الشباب كانوا في حالة غليان، ويحاولون التعبير عن تضامنهم بأي شكل.

ويلفت الأمیر إلى أن هناك تخوفاً عاماً في المدينة من الاتهام بالإرهاب أو بمساندته في حال الخروج بتظاهرات ضد الحكومة.

أما الناشط في الأعمال الإنسانية والتطوعية في الموصل، زيد الويس، فيؤكد أن المدينة تشهد وقفات للتضامن، وهناك مجالس للنشطاء يعبّرون فيها عن تضامنهم مع تظاهرات الوسط والجنوب.

Email