■ احتجاجات معيشية متكررة في سيدي بوزيد منذ 2011 | أرشيفية

شاب تونسي قاده التهميش إلى سيناريو البوعزيزي

في منطقة جلمة من ولاية سيدي بوزيد، وسط تونس، أقدم الشاب عبد الوهاب الحبلاني على الانتحار بأن أضرم النار في جسده يوم الجمعة الماضي سيراً على خطى محمد بوعزيزي الذي أقدم على حرق نفسه يوم 17 ديسمبر 2010 في قلب مدينة سيدي بوزيد ما أدى إلى اندلاع انتفاضة شعبية نتج عنها إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.

تشير تفاصيل القصة إلى أن عبد الوهاب من مواليد العام 1991، ينحدر من وسط اجتماعي يعاني الفقر والتهميش، منعته ظروف أسرته من مواصلة تعليمه، كما كان يعاني من طفولته جملة من الأمراض، ما جعله لا يقدر على مزاولة الأعمال الشاقة، أو من الإقدام على مغامرة الهجرة غير الشرعية في مراكب الموت كما يفعل عادة الشباب من مثل سنه وظروفه.

كما أن وضع والديه الفقيرين واللذين يشكوان بدورهما من تردي صحتهما، جعله يحصل على وظيفة في ما يسمى بالآلية التي تم استحداثها في العام 2013 وهي امتداد لعمل الحضائر الذي لا يتجاوز راتب المنخرطين فيه 80 دولاراً شهرياً، ويقوم أصحابه بتنفيذ أشغال في إطار المصلحة العامة مرتبط بالمشاريع المحلية سواء كانت زراعية أو عمرانية أو مرتبطة بالبيئة والمحيط أو بالتنظيف وغيرها.

وتشير مصادر مقربة منه، إلى أن عبد الوهاب لم يحصل على راتبه المتواضع منذ أشهر، ما جعله يتجه لمقابلة المسؤول المحلي ليشرح له حالته الصحية والاجتماعية ويطلب منه الإسراع في تسوية وضعيته، لكنه فوجئ بتجاهل طلبه، فما كان منه إلا أن أحضر قارورة مليئة بالبنزين وسكبها على جسده ثم أضرم النار في جسده ليتم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى سيدي بوزيد الذي أذن بتحويل وجهته إلى مستشفى الحروق البليغة بالعاصمة لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق.

وقد انتشر خبر وفاة الشاب عبد الوهاب الحبلاني في أرجاء مدينة جلمة، ليخرج عشرات الشبان بعد أن ووري الثرى محتجين على حالة الفقر والتهميش التي يعانون منها ومعلنين تضامنهم مع الفقيد، حيث أغلقوا الطريق الرابطة بين العاصمة تونس وقفصة (جنوب غرب) وأحرقوا الإطارات المطاطية، ورفعوا شعارات مناوئة للحكومة المركزية والسلط الجهوية والمحلية.

الأكثر مشاركة