والدة عميد أسرى غزة.. 27 عاماً من انتظار الابن

أم ضياء تحمل صورة نجلها الأسير | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعمار مضت خلف القضبان، وأسرى هرموا بين الجدران، وأمهات رحلن وأخريات ينتظرن شوقاً على بوابات السجون. الحاجة أم ضياء والدة الأسير ضياء الفالوجي عميد أسرى قطاع غزة والمعتقل منذ العام 1992، واحدة من الأمهات اللواتي ينتظرن الفرج ويخشين الرحيل قبل عودة أبنائهن، لا سيما أسرى ما قبل أوسلو، تتمنى أن يندرج اسم ولدها على قوائم الإفراج، على الرغم من مرضها وما تخفيه من ألم عميق بداخلها، وبالرغم من كبر سنها، وتقدم عمرها الذي تجاوز الـ70 عاماً، فهي تشارك في كل الاعتصامات واللقاءات، ودائمة الحضور في الفعاليات، وتتواصل مع ذوي الأسرى وتشاركهم همومهم، أمنيتها أن تحتضن ابنها ضياء حراً.

عملية بطولية

ضياء زكريا الأغا الفالوجي (44 عاماً) يختزل في ثنايا عقله حكاية طويلة مع الأسر، مضى على ما يزيد على ربع قرن، تجرع الأسى والمرارة منذ نعومة أظفاره، فصار ثائراً وجنرالاً للصبر، ولد وترعرع في مدينة خان يونس في غزة.

اعتقل الاحتلال الأسير في أكتوبر 1992، ونقله على الفور إلى مركز تحقيق عسقلان، وهناك مارست مخابرات الاحتلال بحقه أبشع أنواع التعذيب والضغط والتهديد، كما استخدمت كل أشكال العقاب الجماعي بحق عائلته، وحرمته من رؤية ذويه لسنوات عديدة.

الحكم بالمؤبد

بعد عامين على توقيف الأسير أصدرت المحكمة العسكرية الصهيونية حكمها بحقه بالسجن الفعلي مدى الحياة، ولكنها لم تستطع أن تزعزع إيمانه بقضيته، ويقينه بحتمية النصر وزوال السجن والسجان، فكان صابراً على الألم، مرابطاً عليه وهو يعيش على أمل الحرية في أي وقت.

اجتمع ضياء بشقيقه محمد داخل السجن بعد أن اعتقل عام 2003، وحكم عليه بالسجن الفعلي مدة 12عاماً، وقد أمضاها كاملة داخل الأسر وتحرر من قيد السجان، وكانت لحظات صعبة على ضياء حين ودع شقيقه للحرية، بينما هو لا يزال خلف القضبان.

وتعرض الأسير إلى لحظات قاسية داخل الأسر كان أبرزها وفاة والده الحاج زكريا الأغا عام 2005، فقد كان خبر وفاته من أصعب اللحظات التي عاشها ضياء وشقيقه محمد قبل تحرره، فقد حُرما من إلقاء نظرة الوداع على جثمانه قبل مواراته الثرى.

أمنيات

كان من المفترض أن ينال ضياء حريته في الدفعة الرابعة ضمن صفقة الإفراج عن الأسرى في نهاية العام 2013، فتجهزت والدة ضياء كبقية أمهات الأسرى لاستقباله، زيّنت الحي وأعدت له بيتاً كانت تنوي تزويجه فيه إلا أن الاحتلال وكعادته أخلف وعده بحق الأسير وكان من بين 30 أسيراً جرى عرقلة الإفراج عنهم.

ورغم كل شي لا تزال أم ضياء تتمتع بمعنويات كبيرة وعلى يقين بأن السجن لن يغلق على أحد، ومهما طالت السنوات ستنكسر القيود ويعود إلى حضنها، مؤكدة لـ«البيان» أن ابنها المحكوم بالسجن مدى الحياة هو الوحيد المتبقي من الأسرى القدامى، الذين دخلوا السجون الإسرائيلية قبل اتفاق أوسلو عام 1993 من أسرى قطاع غزة، وتمنت أن تسمع في القريب العاجل خبر الإفراج عنه في صفقات تبادل أسرى قادمة.

Email