علام.. أسير عانق قبر أمه بدموع حريته

علام على قبر أمه

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد 14 عاماً، بالتمام والكمال، قضاها بين زنازين الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنسم الأسير الفلسطيني علام نصار عبير الحرية في سماء بلدته ومسقط رأسه «مادما» جنوب نابلس في الضفة المحتلة.

قوات الاحتلال ومخابراته طاردت علام نصار لأكثر من عامين ونصف، قبل أن تتمكّن من اعتقاله بعد مداهمة البناية التي كان يتحصّن فيها، وتهديده بنسف البناية على سكانها إن لم يسلّم نفسه.

لحظات الاعتقال كانت صعبة جداً على نصار (39 عاماً) لعلمه بما ينتظره في السجن، والأصعب هو تركه لعائلته وذويه ولم تمضِ سوى أيام قليلة على فاجعتهم بوفاة أمه التي أعياها المرض طيلة سنوات مطاردته.

فرحة منقوصة

اختلطت دموع الفرح بدموع الحزن، على فراق ست الحبايب، قبر والدته كان المكان الأول الذي أصر علام على زيارته، لحظات عصيبة عاشها وهو يقف أمام قبرها يعانق ضريحها، ويستذكر يوم تلقى نبأ وفاتها أثناء مطاردته، فعانقها الموت قبل أن تعانق فلذة كبدها الذي طورد لأكثر من عامين قبل اعتقاله في العاشر من نوفمبر سنة 2005.

كان لقاء نصار مع جدته اللقاء الأكثر حرارة، فهي كانت تعوّضه عن مشاعر الأم التي فقدها، وهو يرى فيها والدته التي كان يتمنى لو أنها ما زالت حية ليقبّل يديها وجبينها.

معاناة وإهمال

يقول علام لـ «البيان»: إن الأسرى في سجون الاحتلال العزل من كل شيء إلا إرادتهم، يخوضون مواجهة مستمرة مع السجّان المدجّج بكل أنواع الأسلحة. ويضيف: إن الإهمال الطبي يمثّل أحد أبرز مظاهر معاناتهم، فالأسرى الموجودون في سجن الرملة ينتظرون أرقامهم بين شهداء الحركة الأسيرة.

وتطرق علام إلى مشكلة أجهزة التشويش التي تنصبها سلطات الاحتلال في السجون، وما يترتب عليها من آثار سلبية على صحّة الأسرى، مؤكّداً أن الاحتلال يسعى لتعزيز الانقسام بين الأسرى في السجون، وعزل كل فصيل على حدة، انطلاقاً من مبدأ «فرق تسد»، مستغلين حالة الانقسام السياسي خارج السجون.

وعن مطالب الأسرى ورسالتهم إلى شعبهم وفصائلهم، يؤكد نصار أن أهم أمنيات الأسرى هي الإفراج عنهم، وتقديم الدعم لهم، وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، في طريق الوصول إلى الأهداف الوطنية الكبرى.

Email