تظاهرات الجسور تكشف الجهة المتورطة بغلق شوارع بغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكن المتظاهرون في بغداد من السيطرة على ساحة حافظ القاضي، وسط شارع الرشيد، والتقدم نحو جسر الأحرار، الذي قامت السلطات الحكومية بنصب مئات الكتل الكونكريتية فيه، وقطعه بثلاثة حواجز رئيسية في مقدمته ووسطه ومؤخرته، فور سقوط جسر السنك بيد المتظاهرين، والذي أغلق بالكتل الكونكريتية يوم السبت، في أعقاب هدم «جدار برلين» في ساحة الخلاني، فيما قتل متظاهر وأصيب 32 آخرون، في وقت سقطت ثلاث قذائف هاون قرب المنطقة الخضراء، من دون سقوط قتلى أو جرحى.

وتشهد ساحات التظاهر في التحرير والخلاني وحافظ القاضي في بغداد ومحافظات البصرة والناصرية وميسان والمثنى وواسط والديوانية والنجف وكربلاء وبابل تدفق مجاميع من المتظاهرين للتعبير عن مساندتهم لمطالب المتظاهرين حاملين أعلام العراق.

وأفادت مصادر طبية وشهود عيان، اليوم الاثنين، بمقتل متظاهر وإصابة 32 آخرين بقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على جسر الأحرار وسط بغداد، في محاولة لمنع المتظاهرين من عبور الجسر والوصول إلى المنطقة الخضراء، من جهة منطقة الصالحية، التي تضم مباني الإذاعة والتلفزيون ووزارة العدل، فيما يحتشد مئات من المحتجين عند الحاجز الأخير من الجسر، بمقابل تمركز قوات الشرطة في الجهة الأخرى.

اتهام قطع الطرق

وأوضح متابعون لتطورات الوضع في العراق، أن الحكومة العراقية، كانت قد اتهمت المتظاهرين بقطع الشوارع والجسور، وهددت باتخاذ إجراءات رادعة وعقوبات مشددة لكل من يقوم بــ «عرقلة الحياة العامة» في بغداد، أو بقية المدن العراقية، إلا أن الحقائق على أرض الواقع كشفت العكس، لأن الحكومة هي من تقوم بذلك، وخاصة في قلب العاصمة.

وقال القيادي في الحراك المدني سَلَم علي لـ «البيان»، إن «المتظاهرين في ساحة التحرير، تنبهوا إلى أن الخطة المرسومة بإحكام، بغلق جسر الجمهورية الحيوي في بغداد، إضافة إلى إقامة (جدار برلين) في ساحة الخلاني، التي تعد أهم مفترق طرق، بين ساحة التحرير وشارع الجمهورية، بتفرعاته نحو ساحة الطيران والباب المعظم وشارع الرشيد، وصولا إلى جسري السنك والأحرار، وبذلك يتم خنق المتظاهرين في ساحة الحرية، التي لم تعد تتسع للمزيد من المتظاهرين، الذين تزداد أعدادهم يومياً».

وأضاف «عندما تمكن المتظاهرون، من هدم (جدار برلين) والسيطرة على ساحة الخلاني، سارعت القوات الحكومية إلى غلق جسر السنك، وقد تمكن المتظاهرون من الوصول إلى الجسر، ومنع بعض الجهات، بينها حكومية، من نهب محتويات بعض المحال التجارية، وفضحهم أمام وسائل الإعلام، وإعادة ما أمكن إعادته إلى تلك المحال، وعند سقوط الجسر، حتى الحاجز الأخير، سارعت القوات الحكومية إلى غلق جسر الأحرار، الذي وصل المتظاهرون فيه إلى الحاجز الأخير، بعد تقديمهم العديد من الشهداء والمصابين».

إقليم كردستان أيضاً

وفي سياق متصل، يبدو أن إقليم كردستان، ليس خارج الدائرة، حيث تظاهر العشرات من خريجي 5 كليات أهلية في الإقليم، اليوم الاثنين، أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الإقليم.

وخرج ممثلو 5000 خريج من كليات (القلم، والنور، والحدباء، والإمام الأعظم، والكتاب) الأهلية، في مناطق خارج الحدود الإدارية للإقليم، أمام مقر الوزارة في أربيل، احتجاجا على عدم تصديق وثائقهم والاعتراف بها.

إصابات وإعاقات

 من جانب آخر، كشف مصدر طبي، أن أكثر من 700 إصابة خلال التظاهرات في عدد من المحافظات العراقية أُدرجت ضمن الإعاقات المزمنة، مبيناً أن العديد من الحالات ما زالت في المستشفيات.

وقال المصدر إن «الإصابات التي سجلت خلال فترة التظاهرات متباينة، وهي تضم حالات اختناق بالغاز، وحالات دهس، وإصابات مباشرة بالرصاص الحي»، مبيناً أن «أكثر من 700 من تلك الإصابات أدرجت ضمن الإعاقات المزمنة، وأغلبها كانت إصابات مباشرة بقنابل الغاز، وبعضها بالرصاص الذي أصاب أطراف المتظاهرين، وخاصة أقدامهم».

وأضاف إن «بعض الإصابات كانت قريبة من النخاع الشوكي، وتسببت بحالات إعاقة لا يمكن علاجها»، مشيراً إلى أن هناك حالات تحتاج إلى عمليات جراحية، بينما نقل بعض الأهالي ذويهم المصابين إلى مستشفيات خاصة لعلاجهم.

 

كلمات دالة:
  • العراق،
  • بغداد،
  • الشوارع،
  • التظاهرات،
  • الجسور
Email