تقارير «البيان»

المنطقة الآمنة.. سوريا على مفترق طرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تطوِ التفاهمات الأمريكية- التركية التي أرساها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس الماضي صفحة الصراع في المنطقة الآمنة، إذ بدت مرحلة من نوع جديد في هذه المنطقة، تعمل تركيا تطبيقها منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، الذي ما زال هشاً.

وفي أول تصريح يثير القلق ويعيد خلط الأوراق؛ أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أمس عدم مشاركة القوات البرية الأمريكية في المنطقة الآمنة شمال سوريا، لافتاً إلى مواصلة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بشكل مدروس.

اعتراضات أمريكية

يأتي ذلك، وسط اعتراضات سياسية أمريكية من داخل الإدارة بسبب الأداء المخيب في شمال شرق سوريا.

بالنسبة للجانب التركي، فإنه بدأ بخطوات عملية في المنطقة الآمنة المزمع إنشاءها، وهي خطوات أثارت قلق الأكراد، إذ عينت أنقرة شخصية كردية وزيراً للإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، من أجل بدء عمل هذه الحكومة المؤقتة في أراضي المناطق الآمنة، وهذا ما أثار خشية الجانب الكردي، ذلك أن تجربة عفرين ما زالت قائمة وهي نزوح الآلاف من العائلات الكردية بسبب العمليات العسكرية لتستقر العائلات المهجرة من الغوطة الشرقية.

قلق كبير

وفي هذا الإطار؛ قال قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي في اتصال مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن التطهير العرقي الذي تقوم به تركيا ليس مقبولاً على الإطلاق، رغم الالتزام بوقف إطلاق النار.

وفي تزايد كبير للقلق من عدم التزام الجانب التركي بوقف إطلاق النار ومحاولة العمل على تغيير شكل المناطق الشمالية، أصدر مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» بياناً طالب من خلاله الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار المؤقت بين تركيا و«قسد»، وبالتالي عدم إطلاق يد أنقرة في تلك المناطق خصوصاً في ظل التصريح الأمريكي لوزير الدفاع أن بلاده لن تشارك في المنطقة الآمنة.

ويرى مراقبون أن تدخل الجيش السوري في تلك المناطق من شأنه أن يعيد التوازن إلى مناطق الشمال، ويعمل على وقف التمدد التركي، إلا أن ذلك مرتبط باستمرار الرعاية الروسية للتقارب بين دمشق والغدارة الذاتية لشمال شرق سوريا.

مباحثات

وفي هذه السياق، يجري مبعوث الرئيس الروسي للأزمة السورية ديمتري لافرنتيف زيارة إلى دمشق من أجل البحث مع الرئيس السوري بشار الأسد، آليات التوافق بين دمشق والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ولعل هذه الزيارة الروسية إلى دمشق ستضع خارطة التفاهم بين الأكراد ودمشق، خصوصاً أن ملف شمال شرق سوريا بات بيد الجانب الروسي بعد الانسحاب الأمريكي إلى جنوب شرق الفرات إلى مناطق دير الزور.

رفض

رفض رئيس الجمعية الوطنية السورية محمد برمو أي محاولات للتغيير الديموغرافي في الشمال السوري، لافتاً إلى أن ورقة اللاجئين طالما استخدمتها تركيا ضد الدول الأوروبية. وقال في بيان للجمعية الوطنية، إن هناك مخططاً تركياً في المناطق الشمالية يستهدف الوجود الكردي، والمساس بالتركيبة السكانية

Email