ترامب: أردوغان ملتزم بوقف النار في شرق سوريا

تركيا تخرق الهدنة.. وأوروبا تطالب بانسحاب فوري

الدخان يتصاعد في راس العين جراء القصف التركي | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متناقضاً ومرتبكاً نهار أمس وفيما افتتح يومه ملوحاً باستئناف القتال، حال لم تلتزم قوات سوريا الديمقراطية بمطلوبات الهدنة أنهى اليوم مجدداً التزامه الكامل بها..

في وقت حاصرته الانتقادات الأوروبية التي ارتفعت حدتها أمس إلى الحد الذي وصف فيه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الاعتداء التركي على سوريا بـ«الحماقة».

بينما اتهم الرئيس التشيكي تركيا التي كشفت تقارير عن خرقها للهدنة بارتكاب جرائم حرب.

في الأثناء قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تحدث مع أردوغان الذي قال له إن بعض نيران القناصة وقذائف المورتر دوّت في شمال شرق سوريا وذلك على الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار لكنها توقفت بعد فترة وجيزة. وأضاف ترامب على تويتر: «قال لي لقد كانت هناك نيران قناصة وقذائف تم إسكاتها سريعاً. إنه يرغب بشدة في نجاح وقف إطلاق النار..

وبالمثل يرغب الأكراد في ذلك وفي الحل النهائي».

وأضاف: «قامت الولايات المتحدة بتأمين النفط»، في إشارة على ما يبدو إلى حقول النفط في شرق سوريا التي كانت تخضع فعلياً لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وقال ترامب أيضاً إنه أُبلغ بأن بعض الدول الأوروبية تعتزم استعادة مواطنيها من مقاتلي تنظيم داعش الذين تم أسرهم في سوريا. بالتزامن أكدت تقارير صحافية أن قوات أمريكية ستشارك في إنشاء المنطقة الآمنة المتفق.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التدخل العسكري التركي في سوريا بـ«الحماقة». وقال: «فوجئنا بانسحاب القوات الأمريكية وبالاحتلال التركي ونحن جميعاً في حلف الناتو». كما أكد ماكرون أنه سيستغل قمة لحلف شمال الأطلسي في لندن في ديسمبر لمواجهة الرئيس التركي بخصوص العملية ضد القوات الكردية.

موضحاً أن تركيا ستكون المسؤولة في حال نهوض تنظيم داعش الإرهابي من جديد. كذلك اعتبر ماكرون أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية في سوريا خطأ جسيم من الناتو والغرب. وتابع ماكرون: «نقدر حرب تركيا على الإرهاب، لكن قوات سوريا الديمقراطية ليست إرهابية».

إلى ذلك أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيجتمع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص ما حدث في سوريا خلال الأسابيع المقبلة.

بدوره، طالب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تركيا بإنهاء تدخلها العسكري في سوريا على الفور، وقال: «ما يسمى وقف إطلاق النار في شمال سوريا ليس ما توقعناه».

وقال توسك للصحافيين: «الوضع واضح جداً. ما أطلق عليه وقف إطلاق نار ليس ما توقعناه. في الحقيقة ليس وقفاً لإطلاق النار، إنه مطلب باستسلام الأكراد»، مضيفاً:

«أعتقد أنه علينا أن نكون ثابتين هنا، وعلينا تكرار الدعوة لتركيا لوضع حد نهائي لتحركها العسكري هنا». فيما كرر قادة الاتحاد الأوروبي، أمس، مطالبتهم تركيا بإنهاء هجومها على القوات الكردية شمال سوريا وسحب جنودها من هناك، بعد إعلان أنقرة تعليق عمليتها العسكرية.

تحرك

إلى ذلك استقبل الرئيس السوري ​بشار الأسد​ المبعوث الخاص للرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ إلى ​سوريا​ ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي ​سيرغي فيرشينين​ والوفد المرافق. وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، تناول لقاء الأسد مع الوفد الروسي الأوضاع في سوريا وخاصة في منطقة الجزيرة والعدوان التركي عليها.

وقال الرئيس السوري في اللقاء: «نحن نعمل على أن المرحلة الحالية والمقبلة يجب أن تتركز على وقف العدوان وانسحاب كل القوات التركية والأمريكية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة باعتبار أنها قوات احتلال وفق القانون والمواثيق الدولية ويحق للشعب السوري مقاومتها بكل الوسائل المتاحة».

خرق

وفي سياق ذي صلة تحدثت تقارير متطابقة عن وقوع قتلى وجرحى في قصف تركي على بلدة راس العين الأمر الذي اعتبره ناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية خرقاً لوقف إطلاق النار، غير أن الناطقة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، أكدت أن وقف إطلاق النار في سوريا سيستغرق وقتاً.

وأضافت في حديث لها مع قناة «فوكس نيوز»، ورداً على سؤال عن القتال في سوريا أن وقف إطلاق النار المتفق عليه يحتاج وقتاً.

Email