الأردن .. هدى تقاوم القيود وتمارس رياضتها في مخيم الزعتري

ت + ت - الحجم الطبيعي

«رغم وجودنا في مخيم الزعتري منذ عام 2013، إلا أن القيود المفروضة علينا كفتيات لا تزال كما هي، وفي بعض المواضيع زادت المحاذير.

بالطبع إن اللجوء والقلق من البيئة المختلفة من أهم أسباب ما يحصل. منذ عشر سنوات وأنا أمارس قيادة الدراجة الهوائية وكنت في درعا أذهب لأشتري أغراض المنزل بسهولة ووجودنا في القرية ساعدني نوعاً ما في ممارسة هذه الهواية.

فالعائلات هنالك تعرف بعضها البعض وكنت أصغر في العمر، أما في الزعتري فأصبحت هذه الهواية مرفوضة بتاتاً، ومع ذلك فإني ألجأ لها وقت الحاجة الماسة لقضاء حاجة أسرتي».

هدى محمد (20 عاماً) تتحدث لـ «البيان» «كيف أن هوايتها أصبحت مهددة، وفي ذات الوقت أصبحت محط نظر لكثير من الفتيات، تقول هدى: عائلتي تعرف أنني أرغب دوماً في الذهاب إلى السوق بالدراجة، وعبر الإقناع أذهب مع وضع بعض الشروط من قبلهم خوفاً علي من الانزعاج من التعليقات في الدرجة الأولى وثانياً حفاظاً على خصوصيتي.

معظم شوارع الزعتري من الرمال وهنالك الشوارع المعبدة لذلك فالقيادة لا تعد سهلة وخاصة في فصل الشتاء عندما تصبح الرمال طينية مختلطة بالحجارة.

ضغوط مفروضة

تبين هدى أن معظم الرجال أصبح لديهم درجات هوائية، فالمخيم يحتاج إلى مثل هذه الأداة لتيسير حياتهم وتوفير أموالهم، وعدم الاعتماد على وسائل النقل المتواجدة بصعوبة. تقول:

في الزعتري لا يوجد تكاسي، وإنما هنالك سيارة «البيك اب» وهي مكلفة نوعاً ما إذا تم ركوبها مقارنة مما تتطلبه الدراجة. يوجد عدد قليل جداً من السيدات اللواتي يستخدمن الدراجة للذهاب للأسواق، ولكن هذا العدد لا يتزايد نتيجة الانتقادات الكثيرة التي نسمعها من الناس المحيطين بنا.

تضيف: «من الممكن أن أشتري أفضل دراجة بسعر 40 ديناراً أردنياً وأخدم نفسي وعائلتي وأن يكون لدي وسيلة مضمونة للنقل. وألا أعتمد على أي شخص لإيصالي للمكان الذي أريده. الفتيات والنساء السوريات رغم الضغوط المفروضة عليهن في المخيم تميزن وتمكن من كسر عدد من القيود لا بأس بها، فقيادة الدراجة يجب أن تكون متاحة للجميع وخصوصاً أن الهدف منها هو تيسير سبل الحياة».

تقول: «في كل يوم أتفقد دراجتي وأحاول إصلاحها قدر الإمكان، وممارسة هذه الهواية بشكل يومي حتى لا أفقدها، دوماً أقنع عائلتي بقيادتها في الفترة المسائية وبالذهاب إلى أماكن وأجزاء محددة هم يعرفونها. وبين الحين والآخر أذهب لشراء الخضار ومستلزمات المنزل».

Email