استطلاع «البيان»: تباين بشأن تداعيات العدوان التركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي، أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني، وعلى حسابيها في «تويتر» و«فيسبوك»، انقساماً بشأن تداعيات العدوان التركي على سوريا، حيث رأى ما نسبته 48.67 % من متوسط الاستطلاعات الثلاثة، أن العدوان التركي من شأنه أن يؤدي إلى عزلة دولية لأنقرة، بينما رأت 51.33 في المئة من متوسط الاستطلاعات الثلاثة، أن الخطوة التي أقدمت عليها تركيا، ستؤدي إلى مفاقمة العجز الدولي.

وفي قراءة لنتائج الاستطلاع، يقول الخبير الاستراتيجي، د. بشير الدعجة إن العدوان التركي على الأكراد، هو تعدٍ لسيادة الدولة السورية، وخرق لكافة مواثيق الأمم المتحدة، التي تؤكد أهمية احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. والملف الكردي – السوري، هو شأن داخلي، ليس لتركيا الحق بالتدخل به.

وأضاف أن دخول القوات التركية الأراضي السورية، لا يمكن وصفه إلا بـ «الاحتلال»، وهذا سيعقد من عملية السلام في سوريا، ويؤجل التوصل لحل سياسي، ويجهض الجهود الدولية لإنهاء الحرب.

وتابع: «ما حصل مؤشر خطير، وإذا تم السكوت عنه، فمن المتوقع أن تعلن تركيا في الفترات المقبلة دخولها لأراضي دولة أخرى، بحجة ملاحقة الجماعات الإرهابية، لذا، يجب أن يكون هنالك موقف عربي حازم إزاء ما حصل، وإجبار تركيا بالانسحاب، وإلا سنشهد المزيد من التوتر والصراع وتمزيق المنطقة».

هجوم مرفوض

ومن جانبه، أكد الكاتب الصحافي ماجد توبة، أن الهجوم التركي مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يوجد مبرر له، فأنقرة منذ السابق، عملت على دعم الحرب في سوريا، من خلال فتح حدودها البرية والجوية والبحرية لآلاف المقاتلين من مختلف الجنسيات، للعبور إلى سوريا، لتحقيق أهدافها السياسية، والآن تشكو من الفوضى وعدم الاستقرار، وتريد القضاء على الأكراد والحركات الممثلة لهم.

واعتبر أن تركيا بذلك ستفاقم الأزمة السورية، وأيضاً ستفاقم أزماتها الداخلية، فاتخاذ هذه الخطوة، سيستنزف الجيش التركي، ويؤثر بلا شك في اقتصاد تركيا، الحل هو الذهاب إلى دعم تسوية سياسية، وإعادة الاستقرار على كل الأراضي السورية، بما يضمن التوافق بين كل المكونات، بعيداً عن كافة التدخلات، سواء التركية وغيرها.

بدوره، يرى المحلل السياسي المختص بالشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كرم سعيد، أن تركيا تعاني من حالة تراجع شديد في السياسة الخارجية، وفي ظل حالة ضعف المناعة الإقليمية والدولية لتركيا، وتصاعد الانتقادات الموجهة للعدوان التركي على سوريا، فإن ثمة ضغوطات وأزمات داخلية وخارجية تواجهها أنقرة، تفاقم أزمات تركيا القائمة فعلياً.

حالة انقسام

أما على الصعيد السياسي الداخلي، فإن العدوان التركي، صعد حالة الانقسام السياسي بشكل واضح، حتى على مستوى حزب العدالة والتنمية، هناك انقسامات داخلية، وهناك قطاع عريض رافض للتدخل التركي في سوريا، وبالتالي «ربما نشهد انشقاقات جديدة داخل الحزب».

وعلى المستوى الخارجي، يقول سعيد، لـ «البيان»: «ربما يتفاقم التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي بصورة أكبر، هناك اجتماع يوم غدٍ الاثنين للاتحاد، وتحدث قادة أوروبيون عن إمكانية فرض عقوبات على أنقرة، علاوة على أن عدداً واسعاً من دول الاتحاد، اتخذوا إجراءات بالفعل ضد تركيا، كتعليق صفقات التسليح أو تجميد اتفاقات التسليح».

ويضاف إلى ذلك، التوتر الحادث مع الولايات المتحدة، بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توجيه ضربة مالية كبرى لتركيا، أو إرسال آلاف من الجنود.

Email