العدوان التركي يهجّر 200 ألف وعشرات القرى باتت مهجورة

الكارثة الإنسانية تتفاقم في شرق سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت عشرات القرى في شرق سوريا مهجورة من السكان، مع تزايد عدد الفارين من مناطق الاشتباكات المستعرة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية المعتدية، وفيما جددت منظمات دولية تحذيراتها من توسع الكارثة الإنسانية جراء العدوان أعلنت «قسد» عن ارتفاع أعداد النازحين إلى 200 ألف سوري متوقعة ارتفاع الأعداد إلى اكبر من ذلك بكثير.. وميدانياً نفت قوات سوريا الديمقراطية سيطرة القوات التركية على بلدة رأس العين، مشددة على أن المعارك مازالت تدور في البلدة.

وأعلنت مصادر كردية أن العمليات العسكرية، أسفرت حتى الأمس عن نزوح ما يقارب من 200 ألف شخص. وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الأكراد، إن 191069 شخصاً نزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية الحالية.

وجاء في بيان للإدارة أنه «بسبب الاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال وشرق سوريا، والاستهتار بحياة المدنيين، حدثت موجات نزوح كبيرة جداً تسببت في إفراغ مدن بكاملها من سكانها».وأضاف البيان: «من منطقة ديريك في أقصى الشرق حتى كوباني في الغرب. ينزح السكان في موجات متتالية».

ومع سقوط عشرة قتلى مدنيين بنيران القوات التركية والمقاتلين الموالين لها، بحسب المرصد، بلغت حصيلة القتلى في الهجوم التركي إلى 28 مدنياً، فضلاً عن 74 مقاتلاً من قوات سوريا الديموقراطية. وأفاد الهلال الأحمر الكردي السبت عن قصف طال نقطته الطبية جنوب رأس العين، ولم يعد بوسعه الدخول إلى رأس العين لنقل المصابين.

وحذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية جديدة في سوريا. واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن التصعيد «سيفاقم من الصدمات التي تكبّدها السوريون» خلال سنوات النزاع، مشيرة إلى إغلاق مستشفى تدعمه في تل أبيض.

وفي تل تمر قرب مدينة الحسكة، قالت يسرى الصالح (38 عاماً) النازحة حديثاً لفرانس برس «دائماً نتهجر في كل الأماكن، لقد دُمرنا»، متسائلة «ماذا يريد (الرئيس التركي) منّا؟». وأشار مراسلون صحافيون إلى أن عشرات القرى باتت خالية تماماً من السكان.

وميدانياً، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن قوات الولايات المتحدة العاملة في سوريا الموجودة في المناطق المجاورة لكوباني السورية تعرضت لنيران المدفعية من مواقع تركية.ولم تعلن وزارة الدفاع عن سقوط قتلى ومصابين جراء هذا القصف، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر تركيا من المساس بأي جندي أمريكي عامل هناك.

وأكد البنتاغون، في بيان، أن تركيا كانت على علم بوجود قوات أمريكية في المنطقة التي تعرضت للهجوم بمدينة كوباني السورية. وأوضح مسؤولون أمريكيون أنه تم إخلاء موقع من القوات الأمريكية شمال شرقي سوريا بعد تعرضه لهجوم من المدفعية التركية.

في الأثناء قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني عبدي إنه تم رصد محادثات عبر الراديو للميليشيات التي تدعمها تركيا، تستخدم مصطلحات خاصة بتنظيمي داعش والقاعدة.

وأضاف أن هناك قوات عملت مع تنظيمي داعش والقاعدة تقاتل الآن بجانب قوات أردوغان وأعلنت وزارة الدفاع التركية سيطرتها على بلدة، راس العين الأمر الذي نفته قوات سوريا الديموقراطية ومصادر أخرى، بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية معارك عنيفة للحد من تقدم القوات التركية في مناطق سيطرتها. وتتركز المعارك في منطقتي رأس العين (في شمال محافظة الحسكة) وتل أبيض (في شمال محافظة الرقة).

Email