«النهضة» تواجه نذر العجز عن تشكيل حكومة جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه تونس نذر أزمة سياسية طاحنة على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، في ظل ترجيحات بالعجز عن التوصل إلى توافقات لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حركة النهضة الإخوانية.

وفي محاولة لتلافي الأزمة المرتقبة، ارتفعت أصوات تدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني، أو حكومة كفاءات، وما عدا ذلك، فإن القانون يمنح للنهضة شهراً لتشكيل حكومتها بعد التكليف الرسمي من قبل رئيس الجمهورية، يضاف إليه شهر ثانٍ، وفي حالة عجزها، يختار رئيس الجمهورية من يراه صالحاً لتشكيل الحكومة ويمنحه مهلة شهراً ثم 15 يوماً، فإن عجز يتم اللجوء إلى انتخابات جديدة.

وستحتاج حركة النهضة (57 مقعداً) إلى 109 مقاعد للحصول على الأغلبية المطلقة، وقد أعلن ائتلاف الكرامة (يميني متشدد وحاصل على 20 مقعداً) أنه مستعد للتحالف معها، إلى جانب إمكانية انضمام حزب الرحمة السلفي (5 مقاعد) إلى التحالف ذاته.

ويرى المراقبون أن النهضة ستحاول التأثير على المستقلين (حوالي 40 مقعداً) للانضمام إليها في المرحلة المقبلة لتجاوز عجزها على تشكيل الأغلبية التي تساعدها على تمرير حكومتها.

تحيا تونس

وبينما تنتظر النهضة أن تعلن حركة تحيا تونس التي يزعمها رئيس الحكومة يوسف الشاهد (15 مقعداً) تحالفها معها، قال القيادي حامد المغربي إن «تحيا تونس» اختارت عدم المشاركة في الحكومة المقبلة من منطلق احترام إرادة الشعب الذي اختار عائلة سياسية أخرى من خلال الانتخابات، ولفسح المجال أمام الفائزين لممارسة الحكم وتنفيذ ما وعدوا به. وأضاف المغربي أنّ حركته ستركز على توحيد العائلة الوسطية وجمعها، وأنها اختارت البقاء خارج منظومة الحكم.

قلب تونس

وأكد حزب قلب تونس (37 مقعداً) الذي يتزعمه نبيل القروي أنه لن يدخل في أي تحالف مع حركة النهضة، في ظل مواجهة معلنة بين الطرفين، وصلت إلى حد تراشق الاتهامات بشكل غير مسبوق.

وأشار القيادي في قلب تونس عياض اللومي لـ«البيان» أن لا مجال للتفكير في التحالف مع النهضة لأسباب عدة، أهمها اختلاف المشاريع والرؤى، وتورط الإخوان في تدمير البلاد، مؤكداً أن حزبه سيكون الأول في الانتخابات في كل استطلاعات الرأي، لذلك عملت النهضة على الزج بزعيمه في السجن لتقليص حظوظه في الفوز الساحق الذي كان سيحققه.

التيار الديمقراطي

بدوره، أعلن حزب التيار الديمقراطي (21 مقعداً) أنه اختار المعارضة في مواجهة أية حكومة تتزعمها النهضة. وقالت القيادية في الحزب سامية عبو، إنّ النهضة عندما دعت التيار الديمقراطي للتّحالف معها، هي واثقة من أنّه لن يقبل بالتحالف معها، وأشارت إلى أنّ التيّار في صراع مع النهضة بسبب اللوبيات والفساد الذي قامت به.

وتابعت عبو أنّ النهضة ادعت في 2011 أنّها بريئة وتريد خدمة البلاد، ولكن سنة 2019 اعترف قياديوها أنها غارقة في الفساد، مشيرة إلى أنّهم متورّطون في الحصول على تمويل أجنبي وتعاملوا مع رجال أعمال فاسدين، كما أنّهم متورّطون في تشريع قوانين مشبوهة وفي اغتيالات.

وشدد الحزب الدستوري الحر (17 مقعداً) على أنه لا يتحالف مع تنظيم الإخوان الإرهابي، وقالت زعيم الحزب عبير موسى إن موقفهم مبدئي ولا تراجع عنه، فهم لا يعترفون بالإخوان ولن يتحالفوا معهم، كما لن يزكوا حكومتها في البرلمان.

وأعلنت حركة الشعب (15 مقعداً) والتي تمثل التيار القومي، رفضها التحالف مع النهضة نظراً لاختلاف الرؤى والمواقف حول جملة من القضايا، وعلى رأسها النموذج الاقتصادي.

وقال الأمين العام للحركة زهير المغزاوي إن المشهد السياسي صعب، خاصة أن النتائج الأولية طرحت فوز حركة النهضة، ونعتبرها حركة مسؤولة عن ما آلت إليه البلاد في الـ8 سنوات الأخيرة من تفقير للشعب وتفريط في السيادة الوطنية.

Email