«لوفيغارو»: انسحاب واشنطن من سوريا قد يكلّف حلفاءها غالياً

تحت عنوان: «سوريا العراق أفغانستان: الفشل الأمريكي الذريع»، قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن البيت الأبيض بإعلانه سحب قوات بلاده من الحدود السورية- التركية يكون قد أعطى الضوء الأخضر لأنقرة لاجتياح شمال شرقي سوريا، ويكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بذلك قد غير بصفة راديكالية مسار السياسة الأمريكية تجاه سوريا، عبر تخليه عن الأكراد.

واعتبرت الصحيفة أن الهجوم التركي ضد الأكراد في الشمال السوري قد يدفع وحدات حماية الشعب الكردي إلى الانسحاب من منطقة نهر الفرات والتوجه نحو الشمال، ومن شأنه أن يتسبب في موجة نزوح للسكان المدنيين وعودة المقاتلين الموالين لأنقرة.

وأوضحت «لوفيغارو» أن إنهاء الدعم الأمريكي للأكراد يمنح الحكومة السورية فرصة استعادة السيطرة على المناطق الشرقية لسوريا. أما بالنسبة للدول الغربية حليفة واشنطن فالتهديد التركي مرتبط بمستقبل عشرات الآلاف من مقاتلي «داعش» وأسرهم الذين هم أسرى في الوقت الراهن لدى المقاتلين الأكراد؛ ما يعني أنهم قد يجدون أنفسهم تحت قبضة القوات التركية أو يستغلون الفرصة للفرار من المخيمات الكردية حيث كان يتم احتجازهم.

من جهة أخرى، قالت الصحيفة الفرنسية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أضحى يترك العراق تدريجياً في مدار إيران رغم عداوة بلديهما، مشيرة إلى أنه في الوقت الراهن وتحت الضغط الغربي، فإنه يتحتم على رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الذي يواجه احتجاجات غاضبة منذ أسبوع، التحرك ضد الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكن الأخير يجد نفسه شبه عاجز في ظل عدم وجود أي حزب سياسي خلفه، ووجوده في وضعية تفرض عليه التعامل مع طهران، التي تعمل الميليشيات بشكل وثيق مع حرسها الثوري.

ونوهت لوفيغارو إلى أن المشروع الحالي الآخر للميليشيات الموالية لإيران يتمثل في إنشاء اقتصاد مواز للتمويل الذاتي والبقاء على المدى الطويل، حتى لو كانت ميزانية الدولة هذه قد منحتهم 2,16 مليار دولار، أي 20 في المئة أكثر مما كانت عليه في عام 2018، و2.5 مرة أكثر من وزارة الموارد المائية.

إلى ذلك، أعرب مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بشمال العراق عن قلقه حيال الأوضاع في سوريا ومستقبل الأكراد فيها. وقال بارزاني، فى تغريدة على تويتر إنه أجرى العديد من الاتصالات لمنع تعرض المناطق الكردية بسوريا لكوارث أخرى في ضوء التطورات المتلاحقة هناك.