"التوك توك" تنقذ المحتجين من الموت في شوارع بغداد

تمر عربة توك توك ثلاثية العجلات صفراء اللون من بين حشد من المحتجين بينما تدوي أصوات طلقات الرصاص في الهواء ويرتفع الدخان الأسود في الأفق.

ويسحب متطوعون يرتدون سترات حمراء محتجا مصابا من الجزء الخلفي من العربة ويحملونه إلى سيارة إسعاف تقف في المكان.

إنه إنقاذ غير منظم على طريقة بغداد خلال انتفاضة استمرت أسبوعا وحولت شوارع العاصمة العراقية إلى ساحة قتال.

لقد قتل أكثر من 110 أشخاص وأصيب ستة آلاف آخرون في الانتفاضة وهي أسوأ أعمال عنف يشهدها العراق منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية قبل عامين. وشاهد صحفيو رويترز قناصة يقتلون أو يصيبون محتجين بالرصاص من فوق أسطح المباني.

ويقول محتجون إن سيارات الإسعاف إما لم يكن بإمكانها الوصول إلى الضحايا في الشوارع المكتظة بالحشود أو كانت نفسها أهدافا للقناصة.

ولذلك ملأ سائقو عربات التوك توك، الذين يكسبون عيشهم من نقل الركاب بالمروق في الشوارع، فراغ سيارات الإسعاف ونزلوا إلى الشوارع لالتقاط الضحايا.

وقال كرار صاحب عربة التوك توك الصفراء الذي أسرع عائدا إلى الحشد للقيام بعملية إنقاذ جديدة "أي واحد يطيح (يصاب) إحنا نشيله (ننقله). ماكو (لا توجد سيارات) إسعاف".

وأضاف أن سيارات الإسعاف التي تأتي لنقل ضحايا الاحتجاجات تذهب بلا رجعة. وتابع أنهم يقتلون الجرحى حتى في سيارات الإسعاف. وقال "الجرحى نشيلها. نوديها المستشفى. وهاي الرمي (إطلاق النار) علينا واحنا طالعين سلميين لا عندنا سلاح لا عندنا شيء".

وبينما فر المحتجون وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع قاد سائق عربة توك توك حمراء اللون عربته إلى المكان بينما تدوي طلقات الرصاص قريبا منه.

وقال قائد العربة إن عربات التوك توك تنقل الجرحى وتساعد المحتجين الذين وصفهم بالفقراء. وأضاف أن القوات تطلق النار على المحتجين وأن عربات التوك توك تنقلهم إلى المستشفيات.