مراقبون يمنيون لـ «البيان»:

سيطرة «الإخوان» أفشلت حكومات هادي المتعاقبة

طفل يمني يطل من نافذة في صنعاء | اي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرجع مراقبون يمنيون الفشل الذي لازم الحكومات التي أعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى سيطرة تنظيم «الإخوان» عليها، مما حال بينها وتحقيق أي إنجاز على الأرض، وغرق الكثير من أعضائها في صفقات فساد ومحسوبية، وتحويل مناصبهم إلى غنيمة خاصة بأحزابهم السياسية والمقربين منهم، على حساب أولويات التحالف العربي والقضية اليمنية الأولى وهي الانتصار على ميليشيا الحوثي، حيث كشفت تقارير ووثائق رسمية نشرتها صحف في العاصمة المؤقتة عدن، عن أرقام مهولة لفساد الحكومة الشرعية، جعلتها عاجزة عن تقديم خدمات للمواطنين، أو تحقيق انتصارات ضد ميليشيا الحوثي. هذا الفساد والفشل تسببا في خروج الأوضاع عن السيطرة في عدد من المحافظات المحررة، بينها عدن وتعز وأبين وشبوة، حيث فشلت الحكومة في معالجة أوضاع هذه المحافظات، بسبب رغبة حزب الإصلاح السيطرة عليها عسكرياً وهو ما يرفضه المواطنون في هذه المناطق.

وكان سياسيون يمنيون حذروا منذ فترة من فساد وفشل الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، «الإخوان» أبرزهم محافظ عدن السابق عبدالعزيز المفلحي، الذي قدم استقالته للرئيس هادي قبل عامين بسبب ما وصفه فساد الحكومة.

وقال المفلحي في بيان استقالته الذي حمل تحذيراً مبكراً للرئيس هادي قال «ذهبت إلى عدن بعزيمة جبارة، وكنت مدركاً أنني مقبل على معركة كبيرة أدواتها العقل والإرادة وحُسن التدبير ثم الإمكانيات المتاحة، غير أني ولشديد الأسف وجدت نفسي في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد كتائبه مدربة وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة».

ويرى مراقبون يمنيون، أن فشل وفساد الحكومة كان سبباً رئيسياً في الأحداث التي شهدها عدد من المحافظات المحررة، نتيجة فشل وعجز هذه الحكومة عن معالجة قضايا المواطنين، وتوفير خدمات لهم. واعتبروا أن مساعي بعض الأطراف في الحكومة وخاصة الموالية للإخوان تحميل دولة الإمارات المسؤولية ما هو إلا هروب من الفشل والفساد لهذه العناصر طوال 5 سنوات خاصة وأن الإمارات دعمت وساندت هذه الحكومة بكل الإمكانيات، بما ساعدها على العودة إلى عدن وعودة المؤسسات الحكومية إلى العمل.

من جهته، قال الناشط الإعلامي محمد مساعد لـ«البيان»، إن المواطنين في المحافظات المحررة، لا يعرفون غير المساعدات المقدمة من دول التحالف وخاصة دولة الإمارات، التي كانت حاضره منذ تحرير عدن، وفي كل المؤسسات الخدمية، من إعادة تأهيل وتأثيث وتجهيز بما جعلها جاهزة لأداء أعمالها واستقبال الوزراء الذين ظلوا في الخارج وعادوا لاستلام وزاراتهم ومؤسساتهم وهي جاهزة.

وأضاف أن الوزراء والمسؤولين لم يكونوا عند مستوى التحديات والمرحلة، وحول الكثير منهم وزاراتهم إلى مؤسسات خاصة بأحزابهم وأقاربهم وبالتالي فقدت هذه المؤسسات دورها الريادي في المجتمع، ما أسهم في خروج الأوضاع عن السيطرة في عدد من المحافظات. واعتبر أن تحميل الإمارات المسؤولية أمر مثير للسخرية، لأنه لولا الإمارات لما عادوا إلى عدن لتأدية أعمالهم وهذا بشهادة رئيس الوزراء السابق بن دغر في أحد خطاباته التي أثنى فيها على الدور الإماراتي.

Email