قصة حاج تكالبت عليه الأمراض وأجمع الأطباء أنه لن يعيش طويلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش أكثر من عشر سنوات في إحدى ضواحي سومطرة بجمهورية إندونيسيا؛ ليقوم بجمع مبلغ يمكّنه من أداء فريضة الحج في هذا العام 1440هـ، تعرض منزله للعديد من الزلازل والظروف الطبيعية التي تمر بها الجزيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا، ولكنه أصرّ على عدم المساس بقيمة ما سينفقه لأداء النسك، ليؤدي به إصراره إلى الطائرة التي ستنقله للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ليراها بعينيه لأول مرة في حياته التي بلغت 65 عاماً.

ووصل الحاج "كارمون يونادي" إلى المدينة المنورة، ولكنه تعرض لغيبوبة تامة في أول يوم من وصوله أجبرت أطباء الحملة على نقله عبر الإسعاف لمركز أمراض وجراحة القلب بالمدينة المنورة.

وشخّص الأطباء حالته فوراً بأنه يعاني احتشاء في عضلة القلب، كما أكدوا أن المريض لن يعيش طويلاً؛ بسبب انهيار كامل لوظائف الجسم تتلخص في انسداد ثلاثة شرايين بالقلب وارتجاع في الصمام ثلاثي الشرف صاحبه ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي، بالإضافة إلى التهاب حاد في المرارة وانهيار في الجهاز التنفسي؛ بسبب التهاب رئوي حاد، مما استدعى بقاءه تحت التنفس الصناعي لأكثر من أسبوعين، وفي نفس اللحظة أصيب بقصور كلوي حاد أدى إلى عدم قدرة المريض على استخراج الفضلات من الجسم وانتكاسة في الدورة الدموية بسبب وجود جرثومة في الدم.

وبيّن الفريق الطبي بالمركز لأطباء حملة الحج الإندونيسية أن "كارمون يونادي" لن يستطيع أداء فريضة الحج؛ نظراً لما يعانيه من حالة طبية جعلته في غيبوبة تامة وخضوعه لجهاز التنفس الصناعي.

وبعد أن أكد الفريق الجراحي في غرفة العمليات أن المريض لا يتحمل إجراء عملية قلب مفتوح لإصلاح الشرايين القلبية، تم إدخاله لمعمل القسطرة القلبية، حيث أجريت له ثلاث عمليات عبر القسطرة القلبية نتج عنها تركيب ثلاث دعامات للشرايين المغلقة وإصلاح الارتجاع للصمام ثلاثي الشرف.

وبدأت حالة المريض تتحسن تدريجياً بفضل المتابعة اللصيقة في العناية المركزة وبعد شهر من المتابعة استعاد المريض عافيته.

وقد استفاق "كارمون يونادي"، ووجد أن الحج قد فاته، ولكنه أصر على أداء العمرة ووعدته إدارة الحملة بإعادته العام المقبل للمملكة دون تكفله بأي نفقات إضافية، مما أضاف الكثير من البهجة والفرح على قلبه بحسب صحيفة سبق.

وزاد الفرح أيضاً لدى الفريق الطبي في العناية المركزة بمركز أمراض وجراحة القلب بالمدينة المنورة، مما سمعوه من أخبار جميلة أعادت نوعاً من السرور على المريض، ليقوموا بالاحتفال به، وقدّموا له الهدايا والبسوه الزي التقليدي لبلده، كما وفروا له العديد من الاحتياجات بعد مقدرته على الوقوف على قدميه وإزالة أجهزة التنفس الاصطناعي عنه.

Email