حلفاء أنقرة على حافة الهاوية

شكلت سيطرة الجيش السوري على مدينة خان شيخون الاستراتيجية نقطة تحول في خارطة الصراع شمالي سوريا، فيما اعتبرها مراقبون نهاية لعصر الفصائل المسلحة في ريف إدلب وحماة، وإعادة تدريجية لمؤسسات الدولة السورية إلى الشمال السوري بعد ثماني سنوات من الحرب.

الجيش السوري تمكن في الأسبوع الماضي من السيطرة على عدة مناطق في ريفي حماة وإدلب وأكمل ذلك بالسيطرة على خان شيخون بعد فرار الفصائل المسلحة ومقاتلي هيئة تحرير الشام، إذ كلفت هذه المعارك الجيش السوري خسائر كبيرة في الأرواح والإمكانات العسكرية.

فيما شكك البعض في بقاء التفاهمات الروسية الإيرانية التركية على الأرض، بعد أن تراجع الدعم التركي للمعارضة بشكل مباشر، الأمر الذي أدى إلى انهيار عدة جبهات. وذهب معارضون إلى تحميل أنقرة مسؤولية ما جرى في خان شيخون.

وفي تطور جديد على رقعة الشمال السوري، زادت تركيا من تمركزها العسكري في مدينة إدلب وأرسلت قوات وآليات عسكرية جديدة إلى ريف إدلب الجنوبي، وذلك قبل يوم واحد من الإعلان عن سيطرة خان شيخون، ما يعني توسيع جديد للانتشار التركي في الشمال السوري على حساب المعارضة المسلحة التي يبدو أنها ستخرج من الحسابات على الأرض.

معطيات

تشير المعطيات العسكرية بحسب مراقبين، إلى أن الأنظار تتجه إلى مدينة إدلب التي باتت المعقل الأخير لكل فصائل المعارضة والفصائل المتشددة، بينما يرى البعض أن التعزيزات التركية إلى ريف إدلب الجنوبي من أجل ضبط الأوضاع وعدم توسيع رقعة القتال بين الفصائل والجيش السوري، بمعنى أن تركيا أصبحت ضامناً من طرف الفصائل فقط.

وبعد أن بسط الجيش السوري نفوذه على خان شيخون، يرى المراقبون أن إدلب ستكون المرحلة التالية، وهو ما أكدته روسيا في أكثر من مناسبة على لسان وزير الخارجية سيرجي لافروف الذي أكد عزم بلاده على قتال هيئة تحرير الشام (النصرة).

بالمحصلة النهائية، المعارضة السورية المسلحة هي الخاسر الأكبر من كل المعطيات على الأرض، فهي خسرت القاعدة الشعبية في المناطق التي تسيطر عليها، وتسببت في تهجير آلاف المدنيين من قراهم بسبب المواجهات مع الجيش السوري، بينما الداعم الأول لهم تركيا في تغير دائم حسب المعطيات العسكرية.

مصير

السؤال الكبير في معمعة إدلب هو؛ مصير الفصائل المسلحة في ريفي إدلب وحماة، وخصوصاً الفصائل المتطرفة المتحالفة مع المعارضة السورية المسلحة، وكيف سيتم زج كل هذه القوى في مدينة إدلب، علماً أن هذه التنظيمات هي من أبرز المبررات الروسية للهجوم على مدينة إدلب.

ماذا سيكون الدور التركي في مدينة إدلب، هل حراسة هذا الخزان العسكري الذي يجمع كل القوى المتطرفة وغير المتطرفة، خصوصاً وأن أنقرة من جهة أخرى بدأت بعمليات ترحيل السوريين من تركيا إلى الداخل السوري، لكن كيف ستمنع تدفق الملايين في حال خرج مصير إدلب من التفاهمات الإقليمية. لكن ثمة رأياً آخر يقول إن الوضع في إدلب سيتم التعامل معه بطريقة أخرى باعتبار أنها تحمل أبعاداً إنسانية، فهل تنتظر إدلب حتى الاجتماع الثلاثي المرتقب بين الدول الثلاث (روسيا - تركيا - إيران)؟.

 

الأكثر مشاركة