الإمارات والسعودية تهنئان بالتوقيع الذي شهد حضوراً دولياً وإقليمياً كبيراً

السودان يعبر إلى «المدنية».. واحتفالات شعبية واسعة

رئيس المجلس العسكري ملوحاً بالوثائق الموقع عليها | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحولت شوارع الخرطوم وعدد من مدن الولايات السودانية إلى ساحات مهرجانات احتفالية مفتوحة بالتوقيع على وثائق الفترة الانتقالية، الذي تم بحضور دولي وإقليمي كبير، طغى عليه الوجود الأفريقي، وأكدت دولة الإمارات أنها ستعمل مع الأصدقاء والأشقاء من أجل سودان مستقر ومزدهر، مهنئة الشعب السوداني بالتوقيع، وذهبت المملكة العربية السعودية في الاتجاه ذاته. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة عبر «تويتر» أمس، «الإمارات متشجعة بالتطورات في السودان، وتدعم الانتقال السياسي والدستوري السلمي». وأضاف قرقاش «هناك الكثير للقيام به للمساعدة بعد عقود من حكم البشير»، متابعاً «سوف نعمل مع السودان والأصدقاء والحلفاء من أجل سودان مزدهر ومستقر».

‎من ناحيته أكد معالي ‎الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة وقوف دولة الإمارات مع السودان الشقيق في مسعاه نحو تأسيس نظام سياسي قادر على النهوض بالدولة والسير فيها نحو مستقبل مزدهر.

‎وشدد معاليه خلال مشاركته في مراسم التوقيع على ثبات موقف الإمارات الداعم للسودان وشعبه في كل ما يحقق أمنه واستقراره، معرباً عن تطلع دولة الإمارات إلى أن تشكل هذه الخطوة الإيجابية والمهمة بداية لمرحلة جديدة تضمن مشاركة كل الأطياف الشعبية الوطنية فيها، وبما ينعكس على رسوخ النظام السياسي واستقراره. وقال معاليه: إن الانتقال السلمي للسلطة عبر طريق الحوار الوطني هو الطريق الأنجع والأفضل والضامن الوحيد لتقدم الدول ورفعتها، خاصة أن تجارب الفوضى أدت إلى نتائج كارثية على العديد من شعوب المنطقة.

‎وأضاف أن تاريخ العلاقات السودانية- الإماراتية تاريخ طويل ومتجذر، ولطالما كانت الإمارات مع الشعب السوداني الشقيق وستواصل هذه المسيرة الخيرة، استناداً إلى سياستها الثابتة في الوقوف مع الشعوب الشقيقة والصديقة ودعمها في مواجهة التحديات. وحضر مراسم الاحتفال إلى جانب معاليه حمد محمد حميد الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية السودان والسفير عبدالله مطر المزروعي مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

وبدوره قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إن اتفاق السودان اللبنة الأولى لبناء دولة متمكنة اقتصادياً وأمنياً.

وأكد الجبير أن السعودية كانت وستظل تدعم كل ما يضمن للسودان أمنه واستقراره، كما شدد على أن السعودية شاركت بشكل فعال في دعم جهود التوصل للاتفاق في السودان. وأضاف: «نتطلع إلى أن يعمل السودانيون على تحصين اتفاق الشراكة ومواجهة التدخلات الخارجية». وكان مصدر بالخارجية السعودية أكد في بيان ترحيب المملكة بالاتفاق ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.

ووقع المجلس العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير اتفاقاً من شأنه أن يمهد لبدء مرحلة انتقالية تؤدي إلى حكم مدني في البلاد، وسط حضور رسمي من دول عدة وأجواء شعبية واحتفالية. ووقع «الوثيقة الدستورية» كل من نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي وممثل تحالف «إعلان قوى الحرية والتغيير» أحمد الربيع في قاعة الصداقة، التي تطل على نهر النيل في الخرطوم. واستغرقت العملية بضع دقائق وشملت أوراقاً عدة.

اجراءات

وفور انتهاء التوقيع، حمل رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان الوثيقة، التي وضعت في غلاف سميك باللون الأخضر عالياً ولوح بها وسط تصفيق الحاضرين، وبينهم رؤساء دول وحكومات أفريقية وممثلون عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وجلس حميدتي والربيع على المنصة الرئيسية وبجوارهما رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد الذي قاد الوساطة التي أدت إلى الاتفاق.

وقال الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي: إن هذا اليوم هو «يوم عبور إلى الحكم المدني الذي سيحقق السلام والتحوّل الديمقراطي عبر انتخابات حرة احتكاماً للشعب السوداني». وأكد ضرورة فتح الباب أمام «كل القوى التي لم تلوث مواقفها بالاستبداد»، وعدم إقصاء أحد.

ومن المقرر أن يتم اليوم الأحد حل المجلس العسكري وإعلان أسماء مجلس السيادة الذين سيؤدون القسم أمام رئيس القضاء، ليعتمد الاثنين اسم رئيس مجلس الوزراء والمرشح له الخبير الاقتصادي عبد الله حمدوك، والذي سيمنح أسبوعاً لتشكيل حكومته.

Email