تقارير «البيان»

العيد في فلسطين.. إصرار على الحياة رغم الظروف الحالكة

الفلسطينيون يحتفلون بالعيد رغم المعاناة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هلّ عيد الأضحى المبارك، والشعب الفلسطيني يمر بأحلك الظروف، بسبب الأزمة المالية التي ألمّت بهم منذ عدة أشهر، وألقت بظلالها على طقوسهم المعتادة في العيد، وبسبب العدوان الاحتلالي الذي خططت له منظمات إسرائيلية متطرفة، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك صبيحة يوم العيد، في ذكرى خراب هيكلهم المزعوم.

مرّ العيد في القدس، دون حتى الشعور به، فأُغلقت كل المساجد، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وعلى غير العادة، تم تأخير صلاة العيد لمدة تزيد على الساعة، لتمكين الفلسطينيين من الزحف إلى المسجد الأقصى المبارك، مسرح الحدث، فكان المقدسيون خط الدفاع الأول عن مسرى النبي محمـد صلى الله عليه وسلّم، وغابت طقوس وتقاليد العيد عن المدينة.

في القدس المحتلة، تداعى الأهالي للدفاع عن المسجد الأقصى، وجسدوا معنى عيد التضحية والفداء، من خلال تصديهم لقطعان المستوطنين الذين اقتحموا المسجد المبارك، وقوات الاحتلال التي وفرت لهم الحماية، ليفتدوا مسجدهم ومقدساتهم بدماء العشرات من الجرحى، الذين أريقت دماؤهم، وفاضت بهم سيارات الإسعاف.

وفي حين كان تجار القدس، يعدّون العدّة، لعيد تنتعش فيه أسواق البلدة القديمة، ذات الرمزية والخصوصية التاريخية، فإن ما يزيد على الألف متجر، ظلت تنتظر المتسوقين، ولم يطرق أبوابها إلا القليل، ممن أفلتوا من قبضة الحصار الذي لف المدينة، خلال العيد.

صناعة الحياة

رغم محاولات الاحتلال اليائسة، اغتيال فرحة العيد في القدس، إلا أن ناشطين مقدسيين، شرعوا بتوزيع الحلوى والألعاب على الأطفال الذين تواجدوا في رحاب أولى القبلتين، بهدف رسم الفرحة على وجوههم، وتوفير الفرصة لهم للاحتفال بالعيد، رغم العنجهية الإسرائيلية، التي تجلّت بأبشع صورها وأشكالها في يوم الفرحة.

ويرى المقدسيون، أن معركة القدس لا تدور فقط حول مقدساتها الإسلامية والمسيحية، بل هي حول الوجود الفلسطيني فيها، ومن هنا، فقد نشرت مجموعة «صنّاع الحياة» المقدسية، فسحة من الأمل والفرح في قلوب أطفال القدس، صبيحة العيد، من خلال فعاليات ترفيهية، كالرسم على الوجوه، وتوزيع «العيدية» عليهم.

حصار وعدوان

عشية العيد، كانت غزة على موعد مع موجة جديدة من الغارات الاحتلالية، تكررت كذلك صبيحة يوم العيد، وأوقعت 5 شهداء، وعدداً من الجرحى، فغلبت بيوت العزاء على خيام استقبال المهنئين بالعيد.

العدوان على قطاع غزة، والقدس المحتلة، أضافت إليه قوات الاحتلال، حصاراً خانقاً في مدينة بيت لحم، وعمليات اقتحام وتفتيش لعدد من القرى والبلدات المحيطة بها، وارتكب المستوطنون اعتداءات كثيرة ضد المواطنين، فرشقوا سياراتهم بالحجارة، كما جرى في قرى نحالين وتقوع وبيت فجار، بينما كان هؤلاء في طريقهم إلى مدينة بيت لحم، لقضاء أوقات عائلية في العيد.

فرحة العيد

لا يحلو العيد في فلسطين، دون مرور فرق الكشافة لتجوب شوارع المدن الرئيسية، إيذاناً ببدء الاحتفال بالعيد، الذي رغم كل الظروف الصعبة، يبقى له فرحته وبهجته، وله كذلك طقوسه وعاداته التي تكسبه خصوصية، تجعل الأطفال يلتقطون المدهش منه والجديد فيه، ما يجعله يوماً مختلفاً عن أي يوم آخر.

منى كنعان، وهي موظفة حكومية، أكدت لـ«البيان» أنها تحرص على شراء جديد العيد لأطفالها، وتصطحبهم إلى المتنزهات كي يعيشوا فرحة العيد، خصوصاً وأن المنشآت السياحية في فلسطين تحظى بنشاط ملحوظ، مقارنة مع مستوى نشاطها المعتاد، خلال الأوقات الأخرى من العام.

بدوره، يقول سليمان أبو فرحة، صاحب منتجع النورس في مدينة جنين، إنه قام بتزيين مدخل المنتجع، وصالات الطعام، وتجهيز كميات كبيرة من الأسماك واللحوم، استعداداً لتلبية الطلبات الجماعية لزبائن ورواد المنتجع، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة، قللت هذا العيد، من أعداد مرتادي المنتجع، ما أوقعه في أزمة. وشهدت مدينة رام الله، كعادتها في العيد، إقبالاً كبيراً على المطاعم والمقاهي بشكل عام، إذ وجد الفلسطينيون والقادمون إليها، لا سيما من فلسطينيي الداخل المحتل، متنفساً من الوقت، لفنجان قهوة.

Email