خبراء أمنيون فرنسيون لـ«البيان»:

«الحمدين» يحرك جيوشاً من الإرهابيين والمأجورين لفرض سياساته

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يفضح ضلوع مقربين من النظام القطري في تنفيذ تفجيرات إرهابية في مدينة بوصاصو الصومالية شهر مايو الماضي، الحديث عن أذرع تنظيم الحمدين الخبيثة الممتدة في العديد من الدول حول العالم، والتي تتستر وتتخفى تحت صفات وهويات مزيفة للتحرك بحرية داخل هذه الدول، وتجنيد الأتباع داخل دوائر السلطة وأحزاب المعارضة وحتى داخل التنظيمات التكفيرية الإرهابية لفرض الأجندات القطرية وتمهيد الطريق أمام مطامع الدوحة في ثروات هذه الدول وخاصة الإفريقية.

وأكد خبراء أمنيون فرنسيون لـ«البيان»، أن كشف صحيفة «نيويورك تايمز» فضيحة المكالمة الهاتفية بين رجل الأعمال القطري خليفة كايد المهندي المقرب من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وسفير الدوحة في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، مسألة معروفة ضمن أدوات عمل المخابرات، ومن المؤكد أن المخابرات الصومالية سربت هذا المقطع الصوتي الذي يفضح ضلوع قطر في هذه الجريمة، لكشف تفاصيل عمل أذرع تنظيم الحمدين المتسترة تحت ثياب «العمل الخيري، والاستثمار» في العديد من دول الجوار في إفريقيا، وأيضا في أمريكا وأوروبا ودول آسيوية، تضخ قطر أموالاً طائلة في قنواتها الشرعية وغير الشرعية للتأثير داخلها وبسط سيطرتها على استثمارات ضخمة وبؤر استراتيجية وجغرافية هامة، كما هو الحال في الصومال، خاصة أن التسجيل الصوتي المُسرب جاء عقب زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن بأيام قليلة، وهي رسالة ذات مغزى مهم.

احذروا أموال قطر

وقال ميشيل دي فنيس، الضابط السابق بالإستخبارات الداخلية الفرنسية لـ«البيان»، إن أشخاصاً سابقين أو حاليين في الاستخبارات الصومالية أرادوا كشف علاقة «تنظيم الحمدين» في قطر بالتيارات والجماعات الإرهابية وخاصة «داعش»، و«حركة الشباب» وغيرها من فصائل إرهابية منتشرة في الصومال عانت منها كافة الولايات وخاصة بوتولاند، التي شهدت التفجير الأخير في بوصاصو شهر مايو الماضي، وهذا يعني أن علاقات الدوحة بالإرهابيين وطيدة، وهناك معلومات كثيرة مؤكدة عن دعم «تنظيم الحمدين» للتيارات المتطرفة في الصومال بهدف فرض السيطرة وحماية المصالح القطرية في البلاد ويتولى مهمة التنسيق والدعم المالي رجال أعمال قطريون أو بالأحرى ضباط مخابرات يرتدون ثوب رجال الأعمال مثل خليفة كايد المهندي وغيره من مسؤولين عن الجمعيات الخيرية العاملة معه، وفي المقابل تقدم حكومة قطر رسمياً عن طريق سفيرها في مقديشو دعماً مالياً من أجل التنمية، هي لعبة معروفة مارستها الدوحة في دول مجاورة للصومال، وفي الشمال أيضا في تونس وليبيا، لعبت الدور نفسه، والمخابرات الغربية لديها كشوف بأسماء ضباط المخابرات من أمثال خليفة المهندي، القريب من أمير قطر، وفي الوقت نفسه يتخفى في ثوب رجل أعمال، وتتوفر لدى الاستخبارات الصومالية أدلة عديدة لضلوع قطر في تنفيذ مهام «قذرة» مثل واقعة بوصاصو، لفرض السيطرة على الصومال وخاصة صوماليلاند، لكنها أرادت من خلال التسريب الأخير أن تبعث رسالة للاستخبارات الأمريكية والغربية مفادها «احذروا أموال قطر».

خريطة المأجورين

وأضاف فابيان مانودو، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية، أن عشرات رجال الأعمال القطريين، ورؤساء الجمعيات الخيرية في قطر، يجوبون دول شمال وشرق وغرب إفريقيا تحت مزاعم الدعم والتنمية للتنسيق مع أحزاب معارضة وجماعات وميليشيات إرهابية للتلاعب في سياسات هذه الدول، وبرز هذا الدور جداً منذ العام 2011 في تونس ومصر، لكنه انتهى بعد أن كشفته الاستخبارات وقطعت أذرعه، لكنه في ليبيا متغلغل، وفي دول أخرى في الشرق الأوسط، لكن المخيف هنا والذي تهتم به الاستخبارات الغربية هو نفس الأدوات «المال والأتباع» المنتشرة في أوروبا، تحت ستار رجال الأعمال وصندوق قطر السيادي، والأندية والمشاريع، هؤلاء متوغلون في المجتمعات الأوروبية بشكل مخيف، وفي أمريكا مؤخراً زادت الأموال القطرية لدرجة جعلت المخابرات الأمريكية تسعى للحصول على أدلة مثل التي نشرتها الـ«نيويورك تايمز» مؤخراً، أدلة قطعية لا تحتمل التأويل، حول هذا الدور الخبيث الذي تلعبه قطر بالتسلل داخل أنظمة الحكم وداخل المعارضة وفي حالة تهديد مصالحها تلجأ للإرهاب لخلق حالة من الضغط تستغله لصالحها، وهي لعبة خطيرة، بدأ مسلسل كشفها من الصومال.

Email