تونس تودّع السبسي وتستكمل المسار الدستوري

أعلنت تونس الحداد الرسمي لمدة أسبوع على وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي الذي توفي صباح أمس عن عمر يناهز 92 عاماً والذي ساعد في قيادة الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد انتفاضة 2011، فيما أقسم رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين لتولي منصب الرئاسة بشكل مؤقت وفقاً للدستور.

وقرر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إعلان الحداد الوطني لمدة 7 أيام وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية وذلك على إثر وفاة الرئيس التونسي قائد السبسي، كما قرر إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات وذلك حتى إشعار آخر. ووفق الدستور التونسي تولى رئيس مجلس النواب محمد الناصر رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة لأجل أدناه 45 يوماً وأقصاه 90 يوماً.

وأعلنت الحكومة التونسية عن تنظيم جنازة رسمية غداً لتشييع السبسي إلى مثواه الأخير، فيما عقد مكتب مجلس النواب مساء أمس اجتماعاً للنظر في ترتيبات مراسم جنازة الرئيس الراحل، حيث تم تشكيل لجنة وطنية تضم عديد الوزارات لتنظيم مراسم الجنازة للرئيس خصوصاً في ظل حضور ضيوف أجانب.

وقال رئيس الحكومة إنه سيكون هناك حضور كبير لرؤساء الدول في مراسم الجنازة، "نظرا للسمعة الكبيرة التي كان يحظى بها الرئيس الراحل في الخارج، ولدى العديد من دول العالم وخاصة أوروبا والخليج العربي"، مضيفا أن الدولة التونسية تنتظر قدوم وفود أجنبية كثيرة لحضور موكب الجنازة.

دعوة للتكاتف

وتزامنت وفاة السبسي مع احتفال تونس بالذكرى الـ62 لإعلان الاستقلال. وقالت مؤسسة الرئاسة التونسية في بيان إنها «ببالغ الحسرة ومنتهى الأسى وبقلوب يملؤها الإيمان والخشوع تنعى رئاسة الجمهورية أحد أعظم رجالات تونس وبُناتِها رئيس الجمهورية، محمد الباجي قايد السبسي، الذي نذر حياته لخدمة بلاده وأفنى العمر مُرابطاً من أجلها حتى تكون وتظلّ حرّة منيعة مدنية متأصلة حديثة أبد الدهر».

وأضافت في بيان النعي: «لقد آمن الفقيد الكبير بتونس وببناتها وأبنائها وساهم إبان الاستقلال في كل المواقع السيادية في بناء الدولة وقرّب بعد الثورة بحكمته وصبره وسعة صدره بين النفوس والضمائر فجنّب شعبها ويلات التدافع والتصادم وقاد مرحلة الانتقال الديمقراطي وكان حريصاً على بناء المؤسسات الدستورية واستكمالها».

وتابعت أنه «في هذه الفاجعة وهذا الظرف الدقيق تدعو رئاسة الجمهورية الشعب التونسي كافة إلى الوحدة والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسساته الدستورية صوناً لمستقبل تونس وحاضرها».

مبادئ الدستور

كما نعى مجلس نواب الشعب الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، مؤكداً التمسك بتطبيق مبادئ الدستور وتكريس قيم الجمهورية والاستعداد التام للعمل على ضمان استمرارية الدولة ومواصلة مسار البناء الديمقراطي.

بدوره أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي أن هذه المحنة ستوحّد الصفوف أكثر مما تفرقها، وأن أبناء تونس يلبون النداء في الأوقات الحرجة والحزينة لأن من تقودهم هي الراية والمصلحة الوطنية.

كما نعت حركة نداء تونس رئيسها المؤسس، مشيرة إلى أن تونس وبهذا الحدث قد فقدت أحد زعمائها الكبار، ممن ساهموا في جميع معاركها الكبرى في التاريخ المعاصر والمتمثّلة أساساً في المعركة من أجل تحرير البلاد من المستعمر، والمعركة من أجل بناء الدولة الوطنية المستقلة، والمعركة من أجل إرساء النظام الديمقراطي وتحقيق المصالحة الوطنية وإنجاز أهداف الثورة.

استقرار

أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية خالد الحيوني استقرار الوضع الأمني في كامل تراب الجمهورية، مشيراً إلى أنّ الوزارة في حالة يقظة وانتباه مستمرين، وتعمل على المحافظة على الأمن العام. وقال إن وزارة الداخلية تقوم بواجبها الوطني المناط بعهدتها، وتقوم في الظرف الحالي بكل الأعمال النابعة من اختصاصاتها في المحافظة على الأمن العام وسلامة الأفراد والممتلكات العامة والخاصة.

إضاءة

نعت حركة نداء تونس رئيسها المؤسس، مشيرة إلى أن تونس وبهذا الحدث قد فقدت أحد زعمائها الكبار، ممن أسهموا في جميع معاركها الكبرى في التاريخ المعاصر والمتمثلة أساساً في المعركة من أجل تحرير البلاد من المستعمر، والمعركة من أجل بناء الدولة الوطنية المستقلة، والمعركة من أجل إرساء النظام الديمقراطي وتحقيق المصالحة الوطنية وإنجاز أهداف الثورة.

بن علي

وجه الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، رسالة تعزية إلى أسرة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وإلى الشعب التونسي. وقال بن علي في رسالته: «ببالغ الحسرة والأسى تلقينا خبر وفاة أحد أعظم رجالات تونس رئيس الجمهورية التونسية محمد الباجي قائد السبسي، فقدنا رجلاً فذاً أفنى عمره في خدمة هذا الوطن العزيز».

وأضاف: «أتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد وكل الشعب التونسي على هذا المصاب الجلل، وأدعو التونسيات والتونسيين في هذا الظرف الدقيق إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات».

الأكثر مشاركة