واكب معارك تونس من الاستعمار إلى «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرص الرئيس التونسي الراحل، الباجي قايد السبسي، على حماية المؤسسات التونسية من السيطرة الإخوانية، وأدار العملية السياسية بحنكة حيث تضمنت فترات تلاقي مع «حزب النهضة» إلى الوصول للافتراق النهائي العام الماضي. وقد شهد على معارك تونس الكبرى، من الاستعمار وحتى محاولات «الإخوان» اختطاف الثورة التونسية.

وواجه السبسي، وهو الأب لأربعة أبناء، انتقادات بالسعي للعودة إلى الدولة القوية التي تتركز فيها السلطة بيد الرئيس، الذي يقتصر دوره على السياسات الخارجية والدفاعية بموجب الدستور الجديد.

كما اتهم منتقدون السبسي بالسعي لتوريث الحكم لابنه والتراجع عن الحريات المتاحة في عصر ما بعد الثورة. ونفى السبسي الذي شغل منصب رئيس البرلمان أثناء حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي جميع تلك الاتهامات. وتجنبت تونس معظم أعمال العنف التي وقعت في أنحاء أخرى بالشرق الأوسط منذ 2011، رغم أنها كانت هدفاً لمتشددين على مدى سنوات.

ولد الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، في 26 نوفمبر 1926، بضاحية سيدي بوسعيد، شمالي العاصمة.

وقد انتُخب في 22 ديسمبر 2014 رئيساً للجمهورية التونسية، لمدّة خمس سنوات، ليصبح أول رئيس للجمهورية الثانية. وأسّس في 2012 حزب حركة نداء تونس الذي فاز بالإنتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر 2014.

سيرة ذاتية

تخرّج السبسي في كلية الحقوق بباريس عام 1950 ليمتهن المحاماة بداية من 1952، قبل أن يتولى عدة مسؤوليات هامة في الدولة التونسية بين 1963 و1991.

ناضل الرئيس الراحل منذ شبابه صلب الحزب الحر الدستوري الجديد. وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الراحل، الحبيب بورقيبة، ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية، قبل أن يُعيّن سنة 1963 مديراً عاماً للأمن الوطني ثم وزيراً للداخلية وسفيراً لتونس بباريس ثم بون.

تم تجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي، لينضم سنة 1978 لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين برئاسة أحمد المستيري.

عاد السبسي إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول، محمد مزالي أنذاك، ليُعيّن في 15 أبريل 1981 وزيراً للخارجية، وعرف بدوره الدبلوماسي الهام في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة. انتُخب سنة 1989 عضواً بمجلس النواب، ثم تقلّد منصب رئيس المجلس في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي خلال الفترة الممتدة من 1990 إلى 1991، ليعود إثر ذلك إلى ممارسة مهنة المحاماة، قبل أن يعود للساحة السياسية في 2011 بعد ثورة 14 فبراير، بصفته وزيراً أول في الحكومة المؤقتة.

ومن بين المُبادرات التي طرحها الباجي قايد السبسي خلال عُهدته الرئاسية، مشروع قانون المساواة في الميراث الذي كان يرى أنه «سيُشكّل نقطة تحوّل جديدة في تاريخ تونس»، غير أن مجلس نواب الشعب لم ينظر في المشروع.

Email