تجار الإبل السودانيون غير آبهين بالتغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال العشرات من تجار الإبل يجمعون ماشيتهم في سوق المويلح على بعد نحو مئة كيلومتر غرب الخرطوم، غير آبهين بتطورات الثورة التي أسقطت حكم الرئيس السوداني عمر البشير. وقال تاجر الإبل علي حبيب الله (52 عاماً) «أي تظاهرات؟ لدينا كل ما نحتاج إليه في الصحراء... الماء والطعام والماشية. ليس لدينا أي مطالب».

وينشط حبيب الله، ذو العينين السوداوين والبشرة الداكنة نتيجة للعمل تحت أشعة الشمس الحارقة، منذ سنين ببيع وشراء الإبل تماماً مثلما فعل والده وجده لعقود قبله. وقال لوكالة فرانس برس خلال «أحب الصحراء وشرب حليب الإبل كافٍ لجعلي سعيداً». وتابع «لا نكترث بالسياسة. حتى أنني لا أذهب للخرطوم».

ويستقطب سوق المويلح الذي يعقد مرتين في الأسبوع عدداً كبيراً من السياح الذين يزورون السودان. وتُذبح بعض الإبل لبيع لحومها، لكن السلالات المتميزة يتم بيعها إلى دول الخليج بغرض المشاركة في سباقات الإبل. ولا يكترث الكثير من تجار الإبل في المويلح بالسياسة، بل حتى إنهم يتبادلون الضحكات حين يتطرق حديثهم لشؤونها.

وقال تاجر الإبل أحمد محمد أحمد فيما كان يجلس مع رجال آخرين في منزل من الطين يستخدم لتخزين الأعلاف الحيوانية «بوجود البشير أو بدونه، هذا البلد هو ذاته بالنسبة إلينا».وتابع وهو يحتسي الشاي الساخن «كل ما نهتم به هو إذا كان سعر الماشية سيرتفع أو سينخفض».

وعلى مقربة، تضع رافعة متحركة جملًا في شاحنة متوجهة إلى الحدود لبيعه خارج البلاد. ويعتمد سعر كل جمل على الغرض الذي يباع من أجله.

ويعيش الآلاف من البدو السودانيين في الصحراء الشاسعة في شمال دارفور وشمال كردفان وعلى الحدود مع تشاد ومصر وليبيا. ويتحدر الكثير منهم من القبائل العربية التي دعمت الحرب الوحشية، التي شنّها البشير على المتمردين المنتمين للإثنية الإفريقية في دارفور، والتي اندلعت في العام 2003.

وبالنسبة للتاجر علي سالم حامد البالغ 35 عاماً، فإنّ قوات الدعم السريع «ليس لها علاقة» التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو «حميدتي» بالهجمات الدامية على اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في 3 يونيو والفائت والتي أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وقال التاجر حامد «سابقاً، كان تجار الإبل هدفاً للصوص في الصحراء لكن حميدتي هو من أوقفهم وسلمهم للسلطات. تجارتنا مستمرة بفضله». وفي مقابلة مع فرانس برس في العام 2016، قال حميدتي إنّه سبق وباع الإبل والغنم في أسواق السودان وليبيا وتشاد.

 

Email