واشنطن: العقوبات على «حزب الله» هدفها مواجهة نفوذه الفاسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس، أن العقوبات التي فرضتها بلاده على مسؤولين كبار في حزب الله اللبناني هي جزء من جهود أمريكا لمواجهة النفوذ الفاسد لحزب الله في لبنان. ودعا بومبيو، من خلال تغريدة على حسابه في «تويتر»، حلفاء واشنطن إلى إدراج حزب الله اللبناني «ككل» (بذراعيه السياسي والعسكري) منظمة إرهابية.

جاءت تغريدة بومبيو على النحو التالي: «عقوبات اليوم ضد مسؤولي حزب الله الكبار هي جزء من جهود الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ حزب الله الفاسد في لبنان. ندعو حلفاءنا لإدراج حزب الله ككل كمنظمة إرهابية».

وكانت الإدارة الأمريكية وضعت، الثلاثاء، 3 من قادة حزب الله، اثنان منهم نواب في البرلمان اللبناني، على قوائم العقوبات، للاشتباه في استخدامهم لمواقعهم لتعزيز أهداف الميليشيا المدعومة من إيران و«تعزيز أنشطة إيران الخبيثة».

وخطفت دفعة العقوبات الإضافية على «حزب الله»، التي أصدرتها واشنطن أول من أمس، الأضواء عمّا عداها من تطورات داخلية، لكونها استهدفت للمرة الأولى الجسم النيابي للحزب، إذ طالت رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد وأحد أعضائها النائب أمين شرّي، إضافة إلى رئيس لجنة «الارتباط والتنسيق» وفيق صفا.

تشديد الطوق

وللمرّة الأولى منذ دخول قرار الإدارة الأمريكية تشديد الطوق حول إيران وأذرعها في المنطقة حيّز التنفيذ، طالت إجراءاتها قادة سياسيّين في الحزب، بعد أن كانت تقتصر على مؤسّسات تابعة له أو شخصيات تساعد على تمويله أو مسؤولين أمنيّين فيه. أما الهدف من هذا التصعيد الأمريكي، فاختصرته مصادر سياسية مراقبة بقولها لـ«البيان» إنّ واشنطن، في ظلّ مواجهتها الآخذة في الاشتداد مع إيران، أرادت توجيه رسالة إلى من يعنيهم الأمر، مفادها أنّ «الحرب الناعمة» التي أعلنتها على طهران ومتفرّعاتها ستتوسّع وستتّخذ أوجهاً جديدة في المرحلة المقبلة، والمسّ بالجناح السياسي لـ«حزب الله» ليس إلا واحداً من هذه الوجوه.

كما أنّ واشنطن، بعقوباتها الأخيرة، تحاول إعادة بعض التوازن إلى اللعبة السياسية المحلية، بعد أن اختلّ أخيراً لمصلحة خصومها، وفق المصادر نفسها.

وسبق لواشنطن، بلسان وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكير، أن اتّهمت «حزب الله» بأنّه «يستخدم عملاءه في البرلمان اللبناني للتلاعب بالمؤسّسات، بغرض دعم المصالح المالية والأمنية الخاصة بهذه الجماعة الإرهابية وتعزيز أنشطة إيران الخبيثة». كما أكدت دعمها جهود الحكومة اللبنانية الرامية إلى «حماية مؤسّساتها من استغلال إيران ووكلائها الإرهابيين، وضمان مستقبل أكثر سلماً وازدهاراً للبنان».

إجراء.. وقراءات

وبموجب الإجراء الذي اتخذته الخزانة الأمريكية، فإنّه يُحظر على المواطنين الأمريكيين التعامل مع الشخصيات الثلاثة، ويجمّد أيّ أصول ربما تكون لديهم في الولايات المتحدة. كما يحدّ أيضاً من قدرتهم على الاستفادة من النظام المالي الأمريكي. وطالبت واشنطن الحكومة اللبنانية بقطع علاقاتها مع الأشخاص الذين فرضت عليهم عقوبات، كما رأت أنّ الفصل بين جناحَي الحزب السياسي والعسكري غير ممكن. في رأي مصادر معنية، أرادت أرادت واشنطن، من خلال العقوبات الجديدة، تذكير لبنان الرسمي بضرورة الخروج من موقع المتفرّج بصمت على «حزب الله» وأدائه، لا سيما «العسكري»، أكان في لبنان أو المنطقة، ومواجهة خرقه سياسة النأي بالنفس وللقرارات الدولية.

رسالة إنذار

عن الدلالات السياسية لقرار واشنطن فرض عقوبات جديدة على حزب الله، أشارت مصادر سياسية لـ«البيان» إلى أنّ رفع مستوى العقوبات إلى المواقع القيادية في الحزب لا يفسّر إلا للإشارة إلى رفع مستوى العقوبات الأمريكية على إيران وأذرعها في المنطقة، وللدلالة على حجم ما يمكن أن تصل إليه في برامج العقوبات هذه في المستقبل، بمعنى أنّها رسالة إنذار وضوء أخضر يدعو البعض إلى وقف الاندفاعة في اتجاه «حزب الله» الموضوع على لائحة الإرهاب.

Email