شاتيلا أبوعيادة بدوية فلسطينية ثائرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلف قضبان سجون الاحتلال تكمُن أوجاع وآهات وتفاصيل مؤلمة لروايات سطّرت بصمود الفلسطينيات وشموخهن رغم تجرع مرارة السجن والسجان، ورغم الجراح الغائرة والموت البطيء مع كل تفتيش ليلي مفاجئ.

داخل زنازين الاحتلال تقبع عشرات الأسيرات، منهن الأمهات والجريحات. الأسيرة شاتيلا أبو عيادة (26 عاماً) واحدة من تلك الأسيرات، والوحيدة التي تنحدر من أصل بدوي من مناطق فلسطين المحتلة عام 48، وتسكن في بلدة كفر قاسم في الداخل المحتل، نشأت في بيت محافظ، أطلق عليها لقب «البدوية الثائرة».

استيقظت شاتيلا في صبيحة اليوم الثالث من أبريل 2016 كعادتها، ومارست أعمالها اليومية كالمعتاد، لم يظهر عليها أي علامات تدل على أنها تخطط للاستشهاد وتنوي تنفيذ عملية طعن. قبل أن تغادر منزلها أعدت كوباً من مشروب الزعتر المغلي لشقيقتها، وشرعت في الإعداد لوجبة الغداء.

لن تتأخّر
خرجت شاتيلا وأخبرت شقيقتها ميسون بأنها لن تتأخر وستعود لتجهز لهم الطعام، توجهت إلى المنطقة الصناعية في منطقة المثلث داخل الأرض المحتلة عام 48، وأشهرت سكيناً وسط مكان مكتظ، وطعنت مستوطنة في يدها اليسرى، وتجمهر على الفتاة الثائرة عشرات المستوطنين، وحاولوا دهسها مرات عدة، إلا أنها كانت تلاحقهم بسكينها فيهربون، وبعد لحظات هاجمها عدد كبير من شرطة الاحتلال حتى تمكنوا من السيطرة عليها واعتقالها.

لم تحتمل شاتيلا مشاهد التعذيب اليومية التي يمارسها العدو بحق الفلسطينيين، ولم تحتمل مشاهد الجريمة التي ارتكبت بحق الفتى محمد أبو خضير وحرقه حياً، وجريمة إشعال المستوطنين النيران في عائلة الدوابشة، فقرّرت أن تنتقم لهم ولشقيقها موسى الذي تعرض للاعتداء على يد مجموعة من المستوطنين، وإصابته بعدة طعنات في الفخذ كادت أن تودي بحياته، فاختارت ذات المكان الذي كان يتواجد فيه شقيقها لحظة الاعتداء عليه، قبل عام ونصف من اعتقالها.

اتهامات باطلة
خرجت شاتيلا ولم تَعد، ولم تُعد وجبة الطعام لذويها الذين لم يعلموا بما حدث معها إلا بعد انتشار خبر العملية عبر وسائل الإعلام، وفور اعتقالها نُقلت إلى أقبية التحقيق ومكثت 30 يوماً، عانت فيها كل أصناف التعذيب النفسي والجسدي، وبعد انتهاء التحقيق معها نقلت إلى سجن «الهشارون».

تنقلت شاتيلا بين المحاكم الإسرائيلية العسكرية 12 مرة على مدار عام كامل، وفي يوم 26 من أبريل 2017 عُرضت على المحكمة المركزية في مدينة اللد المحتلة، ووجّهت لها المحكمة سلسلة تهم باطلة، من بينها تصنيع عبوات ناسفة ومحاولة استخدامها ضد إسرائيليين، ومحاولة القتل 8 مرات، وصدر بحقها حكم بالسجن 16 عاماً، وغرامة مالية مقدارها 27 ألفاً و500 دولار. كان الحكم بمثابة صاعقة نزلت على ذويها.

مواقف مشرفة
تحظى شاتيلا باحترام كبير بين الأسيرات، وكانت تواري وجهها خلف حجابها عن عدسات كاميرات الإعلام العبري أثناء جلسات المحاكمة، وكانت تدخل المحكمة وهي ترفع إصبعها السبابة، وقد سجلت مواقف بطولية برفضها الدخول إلى أقبية التحقيق من دون حجاب بعد أن مزقه جنود الاحتلال، ولفت جسدها وشعرها بالمناديل الورقية. كما رفضت أن تتحول قضيتها من أمنية إلى مدنية للحصول على حكم مخفّف، من منطلق قناعتها بعدالة قضية شعبها.

كلمات دالة:
  • شاتيلا أبو عيادة،
  • بدوية فلسطينية،
  • مرارة السجن ،
  • سجون الاحتلال،
  • الفلسطينيات
Email