أكاديميـون لـ«البيان»: العلاقـات المشتركة تسهم في بلورة تكامل عربي استراتيجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز العلاقات الإماراتية الأردنية بتاريخ طويل وحافل من التعاون المثمر والمتميز بين البلدين الشقيقين، في المجالات كافة، بما يجسد قوة العلاقات بينهما، والإدراك المشترك لأهمية التعاون والتنسيق بين الأشقاء في ظل بيئة إقليمية مضطربة ومليئة بمصادر التوتر والتهديد وعدم الاستقرار.يقول الدكتور محمد بن هويدن، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات، إن العلاقات الإماراتية - الأردنية علاقة ذات طابع خاص لكون الدولتين تتشاركان في قيم سياسية مشتركة، وتتشاركان في مصالح مشتركة ترتبط بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وأوضح في تصريح لـ«البيان» أن التهديد الإيراني لا يقتصر على دولة عربية بعينها دون غيرها، وإنما هو تهديد لجميع الدول، مشيراً إلى محاولات إيران فرض هيمنتها على المنطقة. وأضاف بن هويدن أن إيران تحمل أجندة مزعزعة لأمن المنطقة وتدعم جماعات إرهابية أصبحت موجودة في كل الأقطار العربية.

 

في السياق، يؤكد الدكتور عبد الغفار الهاوي، من جامعة الخليج الطبية في عجمان، أن العلاقات المشتركة بين دولة الإمارات والأردن تستمد قوتها من تاريخ طويل مشترك وعلاقات راسخة بمفهوم الأخوة الحقة على أرضية صلبة بفضل حكمة ورؤية الدولتين العميقة، وبما يحقق لهما التواصل والتكامل والقدرة على الانطلاق بقوة في كل المجالات، إضافة إلى التنسيق في كل المحافل الدولية، وأن تلك العلاقة ظلت متينة وقائمة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأنها التزمت النهج ذاته حتى باتت أواصر الروابط متينة، مبيناً أن التعاون العسكري يصب في مصلحة استقرار المنطقة برمتها، كما يعزز من القدرة على مواجهة أي مخاطر تحدق بين الدولتين.

 

أسرة واحدة

من جهتها أكدت الدكتورة نهلة القاسمي عميدة شؤون الطلبة في جامعة عجمان، عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات والأردن، كما أنهما دولتان شقيقتان في جسد واحد تجمعهما علاقة تاريخية أساسها الود والإخاء، كما أن العلاقات بين البلدين ذات خصوصية، فهي أخوة وروابط ومصير قبل أن تكون روابط إقليمية مشتركة، لافتة إلى أن الإمارات والأردن تعدان أسرة واحدة تجمعهما روح مودة متجذرة وعلاقات تعاون مشتركة منذ حكم المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتلك العلاقات تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم في ظل حكم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كما أن تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تؤكد أن الأردن تعد دولة ذات علاقة خاصة مع الإمارات، وما تلك التمرينات المشتركة بين جيشي البلدين إلا رسالة قوية بأن القيادتين والشعبين يقفان في خندق واحد. وأضافت أن التقارب بين الجيشين والتدريبات المكثفة والمشتركة والعلاقات الاقتصادية المميزة من شأنها أن تخلق تكاملاً عربياً استثنائياً يحمي المنجزات والمكتسبات.

نموذج يحتذى

إلى ذلك، أكد الدكتور عتيق جكة، نائب مدير جامعة الإمارات، وأستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة حضوره وأخيه الملك عبد الله الثاني، التمرين العسكري المشترك «الثوابت القوية 1»، على أرض الإمارات، تعبر عن أهمية العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي البلدين.

وأضاف: لقد باتت تلك العلاقة نموذجاً يحتذى في تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين وفق رؤية استراتيجية طموحة، جعلت من تلازم أمن البلدين التزاماً وهدفاً مشتركاً.

وأشار إلى أن مشاركة الملك عبد الله الثاني، والاستقبال الأخوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يأتي تعبيراً صادقاً عن عمق تلك العلاقات في وقت تشتد فيه التحديات، ما يتطلب مزيداً من التشاور لتوحيد المواقف في وجهة كل التحديات التي تحاول النيل من المصالح الوطنية والعربية ووضع الحد للأطماع ومحاولة النيل من وحدة وأمن المنطقة وضرورة التصدي لهذه المحاولات المشبوهة.

Email