إسقاط الطائرات وسيناريوهات الضربة الأمريكية

د. أيمن سمير

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الثالثة خلال أيام، تتحرش إيران بالطائرات الأمريكية في المياه الدولية في اختبار من طهران «لصبر» الولايات المتحدة الذي لن يطول كثيراً، وفق كل المقربين من الرئيس دونالد ترامب، فقبل إسقاط الحرس الثوري الإيراني الطائرة الأمريكية المسيّرة من طراز «إم.كيو-4 سي ترايتون»، أسقط الحوثيون طائرة أمريكية مسيّرة قبالة المياه الدولية لميناء الحديدة، وكذلك فشلت إيران في إسقاط طائرة ثالثة كانت بقرب الناقلات التي استهدفها الحرس الثوري يوم 13 يونيو الحالي.

فما سيناريوهات التعامل الأمريكي مع استهداف إيران للطائرات الأمريكية؟ وهل يمكن أن تندلع حرب كبيرة بين الولايات المتحدة وإيران؟ وما الدول المرشحة لدخول أي تحالف تشكّله الولايات المتحدة ضد إيران؟القانون الدولي يعطي للولايات المتحدة الحق في القيام بهجوم مضاد على مصادر النيران التي استهدفت الطائرات الأمريكية لسبب واحد في غاية الأهمية، وهو أن الطائرات الأمريكية كانت في «المياه الدولية»، وليس المياه الإقليمية التابعة لإيران، وبغض النظر عن النشاط الذي كانت تقوم به تلك الطائرات، وحتى لو كانت الطائرات الأمريكية، كما تزعم إيران، تتجسس عليها، فليس من حق طهران إسقاط أي طائرات في المياه الدولية، وهذا الأمر يوفر «الأساس القانوني» للولايات المتحدة للقيام بهجوم على القواعد والجهات التي نفذت الهجوم، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تسمح للدول فرادى وجماعات بالدفاع عن أنفسهم، ويسمح هذا الأساس القانوني للولايات المتحدة، ليس بتوجيه ضربة محدودة أو تكتيكية ضد الأهداف الأرضية الإيرانية التي انطلقت منها الصواريخ التي استهدفت طائراتها فقط، بل تسمح لواشنطن بتشكيل تحالف دولي ضد إيران للقيام بعملية كبيرة وكاسحة ضد الأهداف الحيوية الإيرانية، لأن المادة 51 من ميثاق المنظمة الدولية تنص على أنه في حال اعتداء دولة عضو في الأمم المتحدة على دولة أخرى، يحق للدولة المعتدى عليها أن تردّ بمفردها أو تشكّل تحالفاً، بعد الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي للرد على الجهة المعتدية.

مجموعة خيارات

وتملك الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات، لعل أبرزها قدرة واشنطن على توجيه ضربات تكتيكية محدودة أو ضربة استراتيجية حاسمة «سيناريو العراق 1991»، كما تستطيع واشنطن تحريك أوراقها في المنطقة، وتتحدث مجموعة من مراكز الأبحاث والصحف الأمريكية عن خيار «تعميق الألم» لميليشيات إيران في سوريا عن طريق إسرائيل، فإسرائيل يمكن أن تخرج كل الميليشيات الإيرانية من سوريا، خاصة في ظل الاجتماع الثلاثي الذي سيجمع مستشاري الأمن القومي الأمريكي الروسي الإسرائيلي في «تل أبيب» خلال الأيام المقبلة، وستعرض واشنطن «صفقة على روسيا»، تعترف بموجبها الولايات الإدارة بشرعية النظام السوري مقابل خروج إيران بالكامل من سوريا، وهذا الاجتماع العلني الأول من نوعه سيشكّل ضربة لأكبر أذرع إيران في المنطقة، وهذا يُجهض «الخدعة الإيرانية» بتفعيل الجبهة الجنوبية «ورقة الحوثي» مقابل تجميد الجبهة الشمالية «حزب الله وسوريا»، إذ راهنت طهران، من خلال هذه الخطة، على الاعتماد على الحوثيين للخروج من أزمة العقوبات، وفي الوقت نفسه، تتجنب طهران الصدام مع إسرائيل، وهذا الاجتماع العلني الأول بين مستشاري الأمن القومي في الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل يكشف عن «الفجوة الكبيرة»، أو على الأقل «التنافس الحاد» بين موسكو وطهران في سوريا، ويكشف أن روسيا مستعدة لمقايضة مصالحها بالتخلص من نفوذ إيران في بلاد الشام.

اصطفاف أوروبي

وباتت واشنطن على بعد خطوات من نجاح استراتيجيتها في الضغط على إيران التي بدأت تؤتي ثمارها من خلال دفع طهران إلى الخروج من الاتفاق النووي بعد قرار الملالي رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، وإعادة العمل بمفاعل أراك، واستخدام أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً، وهو ما سيؤدي إلى «اصطفاف أوروبي» إلى جانب الولايات المتحدة، بعد أن رفضت كل الدول الأوروبية قرار طهران إعادة تفعيل البرنامج النووي، وبالتالي لن يكون هناك أي خيار أمام الدول الأوروبية إلا إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران كما كانت قبل يوليو 2015.

أسلحة استراتيجية

بالفعل تملك الولايات المتحدة آلاف الجنود في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن أسلحة استراتيجية، منها حاملات الطائرات والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ومنظومات الباتريوت وغيرها، ناهيك عن القاذفات الاستراتيجية التي يمكن أن تقلع من قواعد عسكرية في بريطانيا وألمانيا وإسبانيا، وكلها أسلحة وخيارات قادرة على تحويل إيران إلى جحيم.

كلمات دالة:
  • الضربة الأمريكية،
  • إيران ،
  • ضرب إيران،
  • أمريكا ،
  • دونالد ترامب ،
  • ترامب
Email