ترامب: خطوة حمقاء للغاية تفسد الوضع من جديد

إيران تدفع نحو الحرب بإسقاط مسـيّرة أمريكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دفعت إيران المنطقة باتجاه المزيد من التوتر باعتدائها على طائرة مسيّرة أمريكية فوق المياه الدولية في خليج عُمان، في أكبر محاولة إيرانية حتى الآن لإشعال حرب في المنطقة، فيما علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحادث بأن إيران ارتكبت خطأ جسيماً، في وقت أكد الجيش الأمريكي كذب الرواية الإيرانية بأن الطائرة دخلت المجال الجوي الإيراني، وأن قِطعاً بحرية أمريكية توجهت إلى موقع الحطام في المياه الدولية.

وأكد الجيش الأمريكي إسقاط إحدى طائراته المسيّرة، لكنه قال إن الواقعة حدثت في المجال الجوي الدولي، رافضاً رواية إيران عن أن الطائرة كانت تحلّق فوق أراضيها.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن «إيران ارتكبت خطأ كبيراً جداً». وأكد أنه لم يعلن بعد كيفية الرد على إيران. وصرح في البيت الأبيض: «ستعرفون قريباً. بالطبع، كما تعلمون، لن نتحدث كثيراً عن الأمر»، مكرراً أن الإيرانيين «ارتكبوا خطأ كبيراً جداً». وأبلغ ترامب الصحافيين في المكتب البيضاوي بأن الطائرة المسيّرة كانت غير مسلحة، وكانت تحلّق فوق المياه الدولية بصورة واضحة، وأن شخصاً «منفلتاً وغبياً» ربما هو الذي أسقطها. وقال: «إنها كانت خطوة حمقاء للغاية»، وإن إسقاط الطائرة بدون طيار «يفسد الوضع من جديد. وهذه البلاد لا يمكن أن تسمح بذلك، هذا ما يمكنني أن أقوله لكم».

مزاعم زائفة

في الأثناء، قال بيل أوربان، الكابتن في البحرية الأمريكية: «التقارير الإيرانية بأن الطائرة كانت فوق إيران زائفة». وأضاف: «كان هذا هجوماً لم يسبقه استفزاز على طائرة مراقبة أمريكية في المجال الجوي الدولي». وذكر أن إسقاط الطائرة تم في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز الساعة 11:35 مساء تقريباً بتوقيت غرينتش. وقال مسؤول أمريكي إن موقع حطام الطائرة المسيّرة موجود في المياه الدولية بمضيق هرمز، وإن قِطعا ًبحرية أمريكية توجهت إلى تلك المنطقة.

وذكر مسؤول أمريكي أن الطائرة المسيّرة من طراز «إم.كيو-4 سي ترايتون» وتتبع البحرية الأمريكية، وأنها أُسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز الذي يمر فيه نحو ثلث النفط المنقول بحراً ليخرج من الخليج. وتقول شركة نورثروب جرومان المصنعة للطائرة «إم.كيو- 4سي ترايتون»، على موقعها الإلكتروني، إن الطائرة ترايتون قادرة على التحليق أكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة على ارتفاع يزيد على 16 كيلومتراً، ويبلغ مداها 8200 ميل بحري.

هجوم تصعيدي

وأكد الجيش الأمريكي ما ذهب إليه المسؤولون العسكريون، متحدثاً عن تفاصيل إضافية. وذكر أن إيران أسقطت طائرته المسيّرة بينما كانت تحلّق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز على بعد 34 كيلومتراً تقريباً من أقرب نقطة يابسة على الساحل الإيراني. وقال اللفتنانت جنرال جوزيف جواستيلا، قائد سلاح الجو في الشرق الأوسط، للصحافيين بمقر وزارة الدفاع (البنتاغون) دون أن يتلقى أسئلة: «هذا الهجوم الخطر والتصعيدي غير مسؤول، ووقع في محيط ممرات جوية معترف بها قانوناً، معرضاً المدنيين لخطر محتمل». وأضاف أن الطائرة المسيّرة لم تنتهك المجال الجوي الإيراني «في أي وقت خلال مهمتها». وقال إنها سقطت في المجال الجوي الدولي بعد استهدافها.

اقتراب من الحرب

في واشنطن، أصبح الحديث عن الحرب جزءاً من الجو المشحون مع بدء معركة ترامب لإعادة انتخابه. وقال السناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب الجمهوري، إن خيارات الرئيس «آخذة في النفاد». ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أن البلدين يتقربان من الحرب، رد: «أعتقد أن أي شخص يعتقد أننا أقرب خطوة» إلى الحرب. وأضاف: «لقد أسقطوا طائرة مسيّرة مملوكة للولايات المتحدة في المياه الدولية أثناء محاولتها استطلاع الوضع. ماذا عسانا أن نفعل؟». بدورها، حذّرت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، من أن «البلاد لا ترغب في دخول حرب».

قلق عالمي

والواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها منطقة الخليج، التي تعد شرياناً مهماً لإمدادات النفط العالمية، منذ منتصف مايو الماضي، بما في ذلك هجمات تحمل بصمات إيران استهدفت ست ناقلات نفط. وأرسل الرئيس الأمريكي قوات وحاملات طائرات وقاذفات قنابل من طراز بي-52 إلى الشرق الأوسط خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وساد قلق عالمي من مخاطر تفجّر حرب أوسع بالشرق الأوسط تؤدي إلى تعطيل صادرات النفط أدى إلى قفزة في أسعار الخام، التي ارتفعت ما يزيد على ثلاثة دولارات إلى أكثر من 63 دولاراً للبرميل. وقالت واشنطن، الاثنين الماضي، إنها ستنشر نحو ألف جندي إضافي وصواريخ باتريوت وطائرات استطلاع تقليدية وأخرى مسيّرة في الشرق الأوسط، ليضاف ذلك إلى زيادة سابقة في القوات قوامها 1500 جندي تم الإعلان عنها بعد الهجمات على الناقلات.

رسالة إلى واشنطن

وزعم موقع سباه نيوز الإلكتروني، الذراع الإعلامية للحرس الثوري الإيراني، أن طائرة «تجسس» أمريكية مسيّرة أُسقطت في إقليم هرمزجان المطل على الخليج. وقالت وكالة أنباء فارس إن الحرس الثوري استخدم منظومة «خرداد» الصاروخية، التي كشفت طهران عنها قبل خمس سنوات، لتدمير الطائرة المسيّرة. ولم يُخفِ الحرس الثوري الإيراني دفعه الأمور نحو التصعيد، إذ أكد قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، أن إسقاط الطائرة المسيّرة «رسالة واضحة» إلى واشنطن.

ويأتي التصعيد الإيراني الجديد ضمن سلسلة إجراءات وتهديدات أطلقتها طهران، من بينها التهديد بتعليق الالتزام بالقيود التي يفرضها الاتفاق النووي على تخصيب اليورانيوم، بهدف سد أي سبيل أمامها لامتلاك أسلحة نووية، كما هددت بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يشكّل خطراً مباشراً على أمن الملاحة الدولية.

Email