أكدت أنها تتابع بقلق واهتمام بالغ تطورات الأحداث

الإمارات تدعو إلى حوار بناء بين الأطراف السودانية

طابور من عربات «التوك توك» تنتظر لتعبئة الوقود أمام إحدى المحطات في الخرطوم | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الإمارات العربية المتحدة أنها تتابع بقلق واهتمام بالغ تطورات الأحداث في جمهورية السودان الشقيقة، داعية إلى حوار بناء بين مختلف الأطراف للحفاظ على استقرار البلاد، كما وجهت روسيا الدعوة ذاتها، وسط حديث عن وساطة إثيوبية بين «المجلس العسكري» و«قوى التغيير»، مع تعليق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أمس، إن «دولة الإمارات تتابع بقلق واهتمام بالغ تطورات الأحداث في جمهورية السودان الشقيقة». وأضاف البيان: «تأمل دولة الإمارات في تغليب منطق الحكمة وصوت العقل والحوار البناء لدى الأطراف السودانية كافة بما يحفظ أمن السودان واستقراره ويجنب شعبه العزيز كل مكروه، ويصون مكتسباته ومقدراته ويضمن وحدته».

وأكدت دولة الإمارات أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات شعب السودان الشقيق. وشددت على موقفها الثابت الداعم للسودان وشعبه وكل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره ويعود عليه بالخير، متمنية أن يتجاوز السودان سريعاً الظروف التي يمر بها.

في غضون ذلك، قال مصدر دبلوماسي في سفارة إثيوبيا بالخرطوم إن رئيس الوزراء أبي أحمد سيزور العاصمة السودانية اليوم الجمعة للوساطة بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة بشأن الانتقال نحو الديمقراطية. ونقلت «رويترز» عن المصدر أن أبي سيجتمع مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وشخصيات من حركة إعلان قوى الحرية والتغيير المعارضة خلال الزيارة التي تستمر يوماً واحداً.

من جهتها، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن موسكو تعارض التدخل الأجنبي في السودان وإنه يتعين على السلطات هناك كبح المتطرفين.

ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله إن موسكو تفضل إجراء حوار وطني بشأن مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات جديدة، مضيفاً: «من البديهي أن تحقيق ذلك يتطلب بسط الأمن والنظام، ويتطلب محاربة المتطرفين ومثيري الشغب الذين لا يريدون استقرار الوضع». وأضاف «هذا هو ما عليه الحال الآن، لكننا نعارض أي تدخل خارجي وفرض أي شيء على شعب السودان».

وأعلن الاتحاد الأفريقي، أمس، أنه علق، بمفعول فوري، عضوية السودان في المنظمة القارية، إلى حين إقامة سلطة انتقالية مدنية في البلاد.

وقال مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي على حسابه على «تويتر» إن الاتحاد الأفريقي «علق بمفعول فوري مشاركة جمهورية السودان في كل أنشطة الاتحاد الأفريقي إلى حين إقامة سلطة مدنية انتقالية بشكل فعلي».

مضيفاً أن «تلك هي الوسيلة الوحيدة لإفساح المجال أمام السودان للخروج من الأزمة الحالية». وأوضح الرئيس المباشر للمجلس باتريك كابوا في مؤتمر صحافي «أن المجلس سيفرض آلياً إجراءات عقابية على الأفراد والكيانات التي منعت إرساء سلطة مدنية».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السودانية، أمس، أن عدد قتلى عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، لم يتجاوز 46، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية. وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، أعلنت الأربعاء أن الحصيلة بلغت 108 قتلى، فضلاً عن جرح 500 شخص.

كما قال وكيل وزارة الصحة سليمان عبد الجبار إن العدد الرسمي للقتلى ارتفع إلى 61 قتيلاً، بعدما كان العدد 46. وقال عبد الجبار إن من بين هذه الوفيات الموثقة، 52 من العاصمة الخرطوم بينهم 49 مدنياً قتلوا بأعيرة نارية، وثلاثة من أفراد الأمن لقوا حتفهم طعناً. والباقون من ولايات أخرى.

وفتحت الشوارع الرئيسة في العاصمة الخرطوم أمس، مع انتشار كثيف لقوات الأمن. وبدت حركة المرور أفضل من الأيام الماضية مع مشاهدة عدد من السيارات والحافلات على الطرق.

«تجمع المهنيين» يدعو إلى الالتزام بالسلمية

دعا «تجمع المهنيين السودانيين»، أمس، المحتجين إلى الالتزام بالسلمية وعدم الانجرار وراء دعوات العنف وحمل السلاح. وقال «تجمع المهنيين»، وهو أحد القوى الرئيسية المشكلة لقوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة:«تلتزم ثورتنا بالسلمية، يجب تجنب الاحتكاك مع قوات الجنجويد وعدم الاستجابة لدعوات الجر إلى العنف وحمل السلاح». وأضاف التجمع في بيان على «توتير»: نعمل بكافة الأشكال على توثيق كل جرائم ميليشيات النظام وجنجويده بصورة لا تهدد سلامتنا.

وأشار إلى أن «ميليشيا الجنجويد تقوم بترك الأسلحة في الأحياء لجر الناس للعنف، الرجاء عدم أخذها وإبلاغ الشرطة فوراً لاستلامها وعدم الانجرار للعنف».

ودعا التجمع إلى «الإضراب المفتوح والعصيان المدني»، مع التحذير من الدعوات إلى العنف، مؤكداً أن «تمسكنا بالسلمية أقوى وأنجع في هذا الظرف بالذات».

Email