تقارير «البيان»

اعتصام السودانيين.. منابر للوعي ومساحات للثقافة والفنون

فنانون سودانيون يشتغلون على جدارية في موقع الاعتصام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع مرور الأيام وعشرات الآلاف من السودانيين يواصلون اعتصامهم منذ السادس من إبريل الماضي أمام القيادة العامة للجيش، تحولت ساحة الاعتصام إلى منابر للوعي، جسدت فيها شرائح المجتمع السوداني الكثير من القيم التي عمل النظام المخلوع طوال الثلاثين عاماً الماضية أن يمحوها، غير أن شهراً ونصف كانت كافية لتبرهن فشل نهج نظام الحكم الإخواني في إزالة مورثات السودانيين السمحة.

ويلاحظ المتجول في ساحة الاعتصام الممتدة لعدة كيلومترات أمام المقار الرئيسية لوحدات الجيش السوداني، أن العديد من الجدران بنقطة الاعتصام تحولت إلى لوحات فنيه تبارى في إعدادها الفنانون والهواة من الشباب المعتصمين، هذا بجانب الجداريات التي وتتضمن رسومات لشهداء الثورة منذ اندلاعها في التاسع عشر من ديسمبر الماضي.

تقول الإعلامية والناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي سامية الجلابي لـ(البيان) إنها شرعت في صناعة فيلم توثيقي يتناول أنشطة ساحة الاعتصام فيما يلي (الفن، الريشة، القلم، واللون) وغيرها من الأدوات التي فرضت نفسها في ساحة الاعتصام.وتشير الجلابي إلى أن ما يحدث الآن في ساحة الاعتصام من ظهور للفنون والمنابر الإبداعية للشباب السوداني أثبت بأن النظام المخلوع لم يفلح في هدم القيم الابداعية للإنسان السوداني رغم محاولاته في ذلك، وتضيف «فعند دخولك لساحة الاعتصام تجد أكبر لوحة فنية متكاملة للشباب السودانيين المبدعين في مجال الفن التشكيلي عبّر فيها كل منهم عما يحمل من إبداع، وأحلام ببناء سودان جديد أفضل مما كان».

كما أن هناك من استغل توافد هواة القراءة والاطلاع إلى ساحة الاعتصام، فنشروا المكتبات العامة على الطرقات التي تحوي مختلف الكتب في ضروب الثقافة والأدب، بالإضافة أن ساحة الاعتصام أعادت إلى الأمسيات السودانية المنتديات الأدبية والثقافية، وخلقت تلك المنابر وعياً في أوساط الشباب الذين لم تكن تستهويهم، وتلك المنتديات عادت بشكل جديد وغير مسبوق.

ساحة الاعتصام أظهرت مواهب شبابية متعددة لم تكن مرئية للعيان، ما كان يمكن اكتشافها بحسب المتابعين للحراك الثقافي والتوعوي الذي صنعته الثورة والاعتصام الذي مثل مجتمعاً متكاملاً، هذا بجانب ما الحراك الموسيقي والأغاني الشعبية والألحان التي كان الميدان مولدها ومهدها الأول.

Email