أمريكا تبحث إرسال قوات إضافية إلى الشــرق الأوسط

السعوديـــة لمجلـــس الأمـــن: ألجمــوا سلــوك إيران المدمّر والمتهوّر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعثت المملكة العربية السعودية برسالة إلى مجلس الأمن، الليلة قبل الماضية، تندد بتصرفات إيران في المنطقة، ومطالبة بإلجام سلوكها المدمر، في حين تدرس وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، وسط تزايد التوتر مع إيران، وسط تحذيرات كويتية وعراقية، من تداعيات التوتّر على أمن واستقرار المنطقة.

وأشارت المملكة العربية السعودية في رسالة لمجلس الأمن الدولي إلى تصرفات إيران وسلوكها المتهور، المتمثل في جر المنطقة إلى وضع خطير. كما أكدت استمرار النظام الإيراني في دعم أجنحته العميلة في المنطقة، وتعديه على السلام والأمن الدوليين، وعلى استقرار وإمدادات أسواق النفط في العالم.

وناشدت السعودية، مجلس الأمن والمجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياته، من خلال اتخاذ موقف ثابت ضد النظام الإيراني. وشددت على أنها ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع نشوب الحرب.

قوات إضافية

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، باتريك شاناهان، أنّ الولايات المتحدة تدرس إمكانية إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لتعزيز أمن جنودها المنتشرين أصلاً في هذه المنطقة. وقال شاناهان للصحافيين إنّ «ما نفكّر به حالياً هو التالي: هل هناك ما يمكننا فعله لتعزيز أمن قواتنا في الشرق الأوسط؟»، مضيفاً: «هذا الأمر يمكن أن يشمل إرسال قوات إضافية».

ونفى وزير الدفاع بالوكالة، الذي كان يتحدث في البنتاغون قبل لقائه وزير الخارجية الفيتنامي فام بنه مينه، الأرقام التي ذكرتها الصحافة مشيرة إلى أن القيادة الأميركية للشرق الأوسط أرسلت طلبا للبنتاغون لإرسال قوات إضافية في سياق التوتر مع إيران. وقال: «ليس صحيحا رقم عشرة آلاف وليس خمسة آلاف. هذا ليس دقيقاً. ما يمكنني قوله هو أنني على اتصال دائم مع الجنرال ماكنزي».

ولدى الولايات المتحدة حاليا بين 60 و80 الف جندي منتشرين في الشرق الأوسط، بما في ذلك 14 الفا في أفغانستان و5200 في العراق وأقل من الفين في سوريا، بحسب البنتاغون.

وقد أرسلت واشنطن الى الخليج حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لنكولن»، وحاملة المروحيات «يو إس إس كيرسارج» على متنهما آلاف.

إلى ذلك، أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية بإطلاع مسؤولين رفيعي المستوى من الأمن القومي الأميركي، البنتاغون، على خطة لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، وذلك في إطار ردع إيران في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران، وفقا لـ3 مسؤولين أميركيين مطلعين على القضية.

وأكد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن قد ترسل القوات المذكورة على دفعات، لمواصلة ردع طهران مع تعزيز التواجد العسكري في المنطقة حال اقتراب ضربة عسكرية.

والثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان أن تحرك الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات في الخليج أتاح «وقف مخاطر هجمات ضد أميركيين» تشنها إيران. وقال شاناهان: «نحن في فترة لا تزال فيها المخاطر مرتفعة وتقتضي مهمتنا التأكد ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات».

كما أكد جدية المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها الإدارة الأميركية لتبرير إرسال حاملة طائرات وقاذفات «بي-52» وبارجة وبطارية صواريخ باتريوت من أجل التصدي لتهديدات إيرانية محتملة.

انزلاق المنطقة

وفي بغداد، حذّر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، من انزلاق المنطقة إلى حرب مدمرة، على خلفية التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة. وأعرب عبد المهدي في جلسة مباحثات مع أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن أمله أن تخرج المؤتمرات العربية والإسلامية المقبلة، بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة، التي عانت من ويلات الحروب والدمار.

إبعاد الخطر

وأوضح عبدالمهدي أن الحكومة العراقية تعمل لـ «إبعاد الخطر عن شعوبنا وبلداننا، ونزع فتيل الأزمات، وهي حكومة ترسيخ الاستقرار، وحكومة خدمات وإصلاح، ونريد أن نبدأ بداية مثمرة في علاقاتنا الثنائية، في ظل توجهات العراق وانفتاحه واستقراره، وما يشهده من توقيع اتفاقات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة».

وأكد أمير دولة الكويت، أن «الحرب ليست أمراً سهلاً، وتلحق ضرراً بالجميع لو وقعت، ونأمل بنجاح جهود الوساطة التي تقوم بها العديد من الدول، وأن تفلح في تحقيق السلام والاستقرار لصالح الجميع». وأبدى أمير الكويت، تفاؤله بالمباحثات واللقاءات الجارية بين الوزراء والمسؤولين من أعضاء الوفدين، وأن تسفر عن تعاون أكبر لخدمة مصلحة الشعبين العراقي والكويتي.

وبحث الجانبان،أول من أمس، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون المشترك بين الشعبين والبلدين الجارين، وتطورات الأوضاع في المنطقة، ومختلف القضايا التي تهم البلدين.

وتصاعدت التوترات بين البلدين، بعد أن أرسلت الولايات المتحدة المزيد من القوات العسكرية إلى الشرق الأوسط، في مواجهة التهديدات الإيرانية للقوات الأمريكية ومصالحها في المنطقة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب الأحد الماضي في صفحته على «تويتر»: «إذا أرادت إيران القتال، فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبداً!».

استجابة

من جهة أخرى، أعلن مسؤول تركي أنّ بلاده توقفت بالكامل منذ مطلع الشهر الجاري عن استيراد النفط الإيراني التزاماً منها بالعقوبات الأميركية حتى وإن كانت لا توافق عليها. وكانت تركيا قد أصدرت تصريحات متضاربة حول الالتزام بالعقوبات، إلا أنها أذعنت في النهاية لضغوط واشنطن.

وعلى هامش زيارة نائب وزير الخارجية التركي ياوز سليم كيران إلى واشنطن، قال مسؤول في الوفد التركي طالباً عدم نشر اسمه: «بصفتنا حليفاً استراتيجياً» للولايات المتحدة «فإنّنا نحترم العقوبات».

وكانت الولايات المتحدة منحت ثماني دول هي الصين واليونان والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا إعفاءات من الالتزام بـ«العقوبات المفروضة على إيران»، وذلك لمدة ستة أشهر انقضت في 2 مايو.

وأوضح المسؤول أن تركيا توقّفت اعتباراً من 2 مايو عن استيراد النفط الإيراني. وكانت تركيا أعلنت أنّها ستوقف استيراد النفط من إيران على الرّغم من معارضتها للعقوبات الأميركية التي فرضها ترامب بعد انسحابه بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى.

في السياق، أعلن سفير الهند لدى الولايات المتحدة، هارش فردان شرينغلا، أن بلاده أوقفت استيراد النفط الإيراني امتثالاً للعقوبات الأميركية. وقال الدبلوماسي للصحافيين في واشنطن إن نيودلهي خفضت بشكل حاد مشترياتها واستوردت مليون طن من النفط الخام من إيران في أبريل، قبل انتهاء الإعفاءات الأمريكية.

وأضاف: «لقد انتهى الأمر، ولم نستورد بعد ذلك». وأعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب العقوبات ضد إيران بعد انسحابه قبل عام من الاتفاق الدولي بشأن ملف إيران النووي. وهذه العقوبات تهدف إلى فرض «أقصى قدر من الضغوط» على طهران لا سيما حظر تصدير النفط، لكنها تشمل أي دولة ستواصل شراء النفط من ظهران.

Email