«عائشة».. طفلة اختطفها المرض وعسف الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقف وسام اللولو أمام جثمان طفلته عاجزاً وشاعراً بأن الدنيا ضاقت في وجهه، وانتهى كل شيء بانتهاء الأمل في علاج طفلته، بعدما عادت من رحلة علاجها في القدس إلى منزلها في مخيم البريج وسط قطاع غزة، تمكنت إسرائيل من إلحاق العذاب بعائلة الطفلة «عائشة» ابنة الـ 5 سنوات بعدما منعتهم من مرافقتها خلال رحلة العلاج في القدس، مما ساعد في مضاعفة أوجاعها وهي ترقد وحيدة في مستشفى المقاصد في القدس، فباتت تستقبل اتصالهم بالبكاء طالبة منهم عدم إغلاق الهاتف ليكونوا بجانبها.

بداية معاناة «عائشة» شعرت بآلام في الرأس، اكتشف الأطباء حينها وجود ورم خبيث في رأسها، اضطرهم لتحويلها على الفور للعلاج في القدس في قسم الأورام، لكن إجراءات الاحتلال حالت دون تحقيق الهدف المنشود بعلاجها وتحويلها على الفور، واستمرت إجراءات المماطلة والرفض لمدة خمسة أيام.

وزادت معاناة عائشة بمكوثها عدة أيام داخل مستشفى المقاصد من دون علاج نتيجة أعياد اليهود، وبعدما خضعت لعملية تم إزالة الورم من الدماغ بعملية ناجحة، بشر فيها الطبيب والدي عائشة، وتحدثت مع والديها قليلاً ثم دخلت في غيبوبة.

ونتيجة الصدمة التي شعرت بها عائشة بعدم وجود أحد من عائلتها بجانبها أفاقت من الغيبوبة ثم عادت لها مرة أخرى، وكانت تبكي ثم تبكي كلما تحدث معها والداها عبر الهاتف بالصوت والصورة كلما أفاقت من الغيبوبة، لشعورها بوجودها كغريبة وحيدة في المستشفى.

مما اضطر والداها تجنب الاتصال بها، لتتجاوز الشعور بالوحدة والعزلة داخل المستشفى، بعدما تألم والداها على حال ابنتهما وعلى حالهما، لعدم قدرتهما على تقديم أي أمل لابنتهما. ويقول وسام وهو يحمل صورة ابنته وشهادتها الدراسية: «مررنا بحالة نفسية سيئة جداً، فلم يكن باستطاعتنا تقديم القليل لابنتي، وبعدما ساءت حالتها الصحية تم تحويلها لمشفى آخر في القدس رفض التعامل معها، وتم إرسالها لغزة في سيارة أجرة، رغم تقرير الطبيب الذي أقر وجود إسعاف لنقلها وعودتها، ثم دخلت قطاع غزة عبر «تكتك» وهي في حالة غيبوبة كاملة».

وأكد والد الطفلة أن ابنته وصلت غزة شبه ميتة نفسياً وجسدياً، ولفظت أنفاسها الأخيرة في قطاع غزة، بعدما توقفت عن تناول الطعام والشراب وتدهورت صحتها تدريجياً، حتى أنها فقدت البصر أيضاً بعد عودتها للقطاع.

وقال إن الاحتلال الإسرائيلي له يد كبيرة في إعدام طفلته بعدما رفض كافة أسماء المرافقين الذين تم تقديمهم معها قبل السفر للضفة الغربية بحجة «صغار السن» بما فيها جدتها التي تبلغ من العمر 75 عاماً، مما اضطرهم لإرفاقها مع مريضة كانت متجهة للعلاج في نفس المستشفى بالقدس، مع العلم أن الاحتلال يرفض سفر الأطفال لوحدهم، وهو ما يناقض الحديث الإنساني الذي تتغنى به إسرائيل بين الفينة والأخرى.

وتابع لـ«البيان» استسلمت ابنتي للواقع بعدما فقدت بصرها وصحتها، وانهارت ووصلتنا جثة هامدة بعدما أجهز الاحتلال عليها، وعادت لغزة فقط من أجل دفنها وإلقاء نظرة الوداع عليها، بعد دخولها في أزمة نفسية سببها الاحتلال.

 

Email