تحركات لاحتواء خلافات «الحرية والتغيير».. و«تجمع المهنيين» يوافق على فتح مسار القطارات

«الانتقالي السوداني» يتمسّك بأغلبية عسكرية في المجلس السيادي

آلاف السودانيين يؤدون صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتشد آلاف السودانيين لأداء صلاة الجمعة الأخيرة قبل شهر رمضان في ساحات الاعتصام المستمر حول مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وسط الخرطوم، في وقت جدد المجلس العسكري الانتقالي تمسكه بأغلبية في المجلس السيادي المقترح لإدارة الفترة الانتقالية، في وقت انتظمت شخصيات قومية في تحركات متزامنة لاحتواء خلافات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير من جهة، ولاحتواء خلاف آخر ضرب مكونات «الحرية والتغيير» من الجهة المقابلة.. بالتزامن مع ترتيبات جدية انخرط فيها تجمع المهنيين السودانيين لتهيئة ساحة الاعتصام لاستقبال شهر رمضان المبارك.

وقال الناطق الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين أمجد فريد في مؤتمر صحافي إن قوى الحرية والتغيير مستمرة في الاعتصام لكنها التمست خطوات إيجابية ومرونة من المجلس العسكري الانتقالي بشأن المجلس السيادي.

وأضاف أن الحواجز المحيطة بالميدان ستبقى، ولكن ستُفتح خطوط السكك الحديدية وفق جدول يتفق عليه مع إدارة السكك الحديدية السودانية. وأعلنت لجنة وساطة بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير عن موافقة مبدئية تلقتها من قبل المجلس بشأن مقترحاتها لحل الخلاف بين الطرفين فيما يتصل بمجلس السيادة.

واقترحت لجنة الوساطة تشكيل مجلس للسيادة رمزي بأغلبية مدنية، يقوم بمقام رأس الدولة وبمهام غير تنفيذية، ومجلس آخر للأمن الوطني يختص بقضايا الأمن والدفاع والملفات العسكرية، تكون الأغلبية فيه للعسكريين.

كانت قوى الحرية والتغيير قد قبلت يوم الأربعاء بلجنة مكونة من شخصيات قومية أو مستقلة وذلك بعد رفضها المبدأ في وقتٍ سابق، للوساطة مع المجلس العسكري، غير أن مسؤولاً في المجلس العسكري، قال إن المجلس لن يقبل بأغلبية من المدنيين في أي مجلس مؤقت لتقاسم السلطة، مشدداً على أن ذلك خط أحمر.

وأضاف عضو المجلس اللواء صلاح عبدالخالق في تصريح لـ«بي بي سي»، أن المجلس العسكري قد يوافق على تشكيلة مناصفة بين المدنيين والعسكريين لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية.

في الأثناء ضربت خلافات عاصفة تحالف «قوى الحرية والتغير» الذي قاد التظاهرات التي أطاحت بالرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وفيما راجت أنباء عن تجميد كتلة «نداء السودان» أحد المكونات الرئيسية في التحالف عن تجميد نشاطها فيها، الأمر الذي نفاه رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير في بيان غير أن المهندس محمد وداعة الناشط في الكتلة أكد لـ«البيان» ان هناك خلافا حول منهجية اتخاذ القرارات في التحالف، مشيرا الى أن كتلة نداء السودان قررت عدم المشاركة في اجتماعات «الحرية والتغيير» إلى حين معالجة تلك الخلافات، لافتا إلى ملاحظات كتلته تشمل الوفد المفاوض للمجلس العسكري والذي يحتاج الى مراجعة الى جانب تمثيل الحركات المسلحة في التحالف، مؤكداً ان الطرف الآخر في تحالفهم في إشارة الى كتلة «الإجماع الوطني» باتت تنفرد بالعديد من القرارات في «قوى الحرية والتغيير» مستشهدا بأنها غيرت في استراتيجية التفاوض مع المجلس العسكري دونما الرجوع لبقية الأطراف.

معالجات

من ناحيته، نفى الناطق الرسمي باسم كتلة الإجماع الوطني محمد ضياء في حديث لـ«البيان» ان تكون كتلته شكلت تحالفاً داخل التحالف بالتعاون مع تجمع المهنيين، مؤكداً أن الاتجاه العام هو معالجة الاختلالات التي حدثت، مشيرا الى أن هناك مجهودات لإصلاح مجلس التنسيق الذي يقود نشاط التحالف وضبط عضويته وتمثيل القوى السياسية فيه وشدد ضياء الدين في حديثه لـ«البيان» على أن جميع التحفظات والاختلافات بالإمكان ان تعالج وفقا للحوار الدائر الآن، بالتزامن كشفت مصادر قريبة من «قوى إعلان الحرية والتغيير» لـ«البيان» أن هناك مجهودات جدية تقوم بها شخصيات عديدة لمعالجة التباينات التي حدت بالتراشق بين مكونات التحالف، وأشارت المصادر أن جميع أطراف الحرية والتغيير حريصة على تجاوز نقاط الخلاف ومعالجتها والحيلولة دون أن يتطور الأمر لخلاف يفضي الى التأثير على عمل التحالف الذي استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة خلال الفترة الأخيرة.

إلى ذلك، شهدت ساحة الاعتصام حول مقر القيادة العامة للجيش السوداني أمس حشودا ضخمة، حيث أدى الآلاف صلاة الجمعة الأخيرة قبل شهر رمضان الذي شرع تجمع المهنيين في تهيئة ساحة الاعتصام له، حيث شرعت عدد من الجهات والشركات في نصب خيام ضخمة وتجهيزها بمكيفات الهواء، وطبقا لرئيس منظمة مجددون فارس النور والمسؤول عن لجنة إطعام المعتصمين، أن هناك العديد من الجهات تبرعت بنصب هذه الخيام، كما أن جهات أخرى تبرعت بمد المعتصمين بوجبات الإفطار والسحور، لافتاً الى أن جهداً عظيماً يقوم به الشعب السوداني لتسيير أمور المعتصمين.

Email