قصص من تضحيات العسكريين الليبيين في معركة طرابلس

رياض أوصى بوالدته والطفلة فاطمة بقيت وحيدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص مثيرة عن تضحيات الليبيين في مواجهة الإرهاب والميليشيا الخارجة عن القانون يتم تسجيلها يومياً، لتؤكد شجاعة هذا الشعب وإيمانه بوطنه ورفضه للجماعات الإرهابية.

وعلى مشارف العاصمة طرابلس شهدت عملية «طوفان الكرامة» بقيادة الجيش الليبي عشرات القصص التي ستبقى راسخة في ذاكرة الليبيين، وخاصة منها تلك التي تتحدث عن اندفاع الشباب الليبي للإنضمام إلى الجيش الوطني بهدف الدفاع عن وحدة ليبيا، وللمشاركة في العمليات القتالية دون خشية الموت أو الإصابة.

أحد هؤلاء الشبان هو رياض اكرم المسماري ملازم ثان من أبناء مدينة بنغازي، انطلق مع وحدات الجيش نحو طرابلس قاطعاً أكثر من ألف كيلومتر، وشارك في عمليات القتال إلى أن لقي حتفه، وتم العثور في جيب بزته العسكرية على رسالة قال فيها «في وفاتي لا تحزنوا، بل اجعلوا يوم وداعي فرحاً، وأقيموا لي زفافاً» وأضاف «راتبي وثمن سيارتي وكل ما أملك تبرعوا به لبيت من بيوت الله»

وأضاف في رسالته: «عالجوا أمي واهتموا بها لأني ابنهما الوحيد».

سادس شهيد من أسرة واحدة

هناك كذلك قصة أكرم الورفلي الذي قضى في معركة تحرير طرابلس متأثراً بإصابته، وتم تأبينه أمس السبت في الكيش إحدى ضواحي بنغازي

وأكرم هو سادس شهيد من أسرة واحدة وهبت أبناءها لمعركة الكرامة، توفيت والدته في العام 2009 وضحى إخوته الخمسة بأرواحهم في معركة تحرير بنغازي من الدواعش،وكان والده عبد النبي قد توفي نتيجة الصدمة بسبب وفاة ابنه الرابع ناصر، وهكذا لم يبق من هذه الأسرة إلا فاطمة الشقيقة الصغرى للشهداء الستة.

قضية حياة أو موت

قصص الشهداء كثيرة، وكلها تبعث برسائل مهمة أبرزها أن الشعب الليبي واحد سواء في شرق البلاد أو غربها، وأن قضية الدفاع عن الوطن هي قضية حياة أو موت بالنسبة للشباب الليبي وخاصة أبناء المؤسسة العسكرية، يقول المحلل السياسي الليبي عزالدين عقيل لـ«البيان»: «التضحيات في صفوف الليبيين لا تحصى ولا تعد، وأبناء المنطقة الشرقية قدموا الآلاف من الضحايا سواء أثناء تحرير بنغازي أو درنة أو الهلال النفطي أو الجنوب، وهم اليوم يدفعون ككل الليبيين بأبنائهم لمقاتلة الإرهابيين، في طرابلس وضواحيها، وسيذكر التاريخ قصصاً مؤثرة عن شهداء، »

Email