خبير سوداني لـ « البيان »: ندعو للتواصل المباشر بين الجيش والقوى الموجودة في الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر الخبير السياسي السوداني، البروفسور حسن الساعوري من انهيار الوضع الأمني، في حال لم يتم اتصال مباشر بين الجيش والقوى السياسية المعارضة، ولفت إلى أن مطالب قوى المعارضة للجيش بتسليم السلطة لحكومة مدنية في الوقت الراهن، غير منطقية في هذا الوقت، باعتبارها هي التي فوضت الجيش بإسقاط البشير، داعياً للتواصل المباشر بين الجيش والقوى الموجودة في الشارع.

وقال الساعوري في تصريح لـ «البيان»، إن المشكلة الأساسية الآن، تتمثل في عدم التواصل المباشر بين الجيش والقوى الموجودة في الشارع، داعياً إلى التواصل في ما بينهما، ما يسهم في استقرار البلاد، كما استبعد أن تقبل القوى المعارضة بسلطة المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية، التي أعلنها المجلس العسكري، لا سيما أنها تطالب بتكوين حكومة مدنية.

وأشار إلى أن ذلك يأتي استلهاماً للسوابق السودانية حول انتقال السلطة، الذي لا يتم إلا عبر الجيش، وتسليماً لا يتم إلا برضاه، مشيراً إلى أن من شأنه إحداث انشقاق داخل الجيش، ولكنه استبعد ذلك، وأضاف «فمجموعة نداء السودان، معظم مكوناتها لديها مجموعات عسكرية، سواء في جنوب كردفان، النيل الأزرق، دارفور، وجيش الأمة التابع لحزب الأمة».

وتخوّف الساعوري من تنفيذ خطة المعارضة القديمة، المتمثلة في الانتفاضة القومية المحمية بالقوة، حيث تم حماية انتفاضة هذه الأيام من قبل الجيش، وفي حال الدخول في صراع مع الجيش، يمكنها اللجوء إلى حامٍ آخر، موجود في الفصائل العسكرية المتمردة، ولم يستبعد أن تدخل المليشيات الإسلامية القديمة في دائرة الصراع، وبالتالي، يدخل السودان في (المعمعة) السورية، حد قوله.

وشدد على أن المخرج الوحيد الآن لتجنيب ذلك، متمثل في التفاوض مع الجيش، وليس الضغط عليه، فهو الذي حمى الاعتصام، وقام بإسقاط الرئيس عمر البشير، وإشراكه في الفترة الانتقالية ضرورة، مشيراً إلى أن الاعتصام الضخم الذي شهدته ساحة القيادة العامة للجيش، وضغطه، هو الذي اضطر الجيش للاستجابة للتفويض الذي منحه تجمع المهنيين وقوى المعارضة له باستلام السلطة.

وأضاف «ولكن بمجرد إعلان البيان، ظهرت التفاصيل التي لم ترد في التفويض، الذي جاء من قبل رئيس تحالف قوى نداء السودان المعارض، المهدي فوض القوات المسلحة بأن تقوم بتغيير النظام، لكنه لم يذكر التفاصيل، وعدم ذكر تفاصيل التفويض، هو ما أظهر الدعوات برفض شخصية ابن عوف، باعتباره يمثل النظام السابق»، وأضاف «ما حدث هو تكرار لما يحدث في الجزائر، بحيث نطالب برحيل النظام السابق».

Email