الجيش السوداني: منفتحون على تقليص المرحلة الانتقالية

بن عوف يستقيل.. والبرهان رئيساً للمجلس العسكري

آلاف السودانيين يواصلون التظاهر ضد العسكر بعد عزل البشير | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عوض بن عوف تنحيه من رئاسة المجلس بعد ساعات فقط من تأدية القسم كرئيس له وعين الفريق عبدالفتاح البرهان رئيسا له. وقال بن عوف إن قرار التنازل يأتي لإفساح المجال لإجراء حوار تحت رعاية المجلس، بين القوى السياسية وقوى الشارع للاتفاق على حكومة مدنية. وأضاف إننا «حريصون على تماسك المنظومة الأمنية».

وغداة إطاحة الجيش الرئيس السوداني عمر البشير، بقي المتظاهرون في شوارع الخرطوم أمس، محتجين هذه المرة على حكم العسكر، الذين وعدوا في محاولة واضحة لطمأنتهم، بأن تكون الحكومة المقبلة مدنية، لكن قيادة الاحتجاج رفضت الثقة بهذه الوعود.

وقرب مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، تجمّعت حشود من السودانيين، يهتفون يغنّون ويرقصون ويتبادلون القهوة والطعام، مصرّين على مواصلة احتجاجهم. وأدى مئات الآلاف من المحتجين السودانيين صلاة الجمعة أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، حيث يدخل الاعتصام الذي نفذوه أمامها يومه السابع.

وفي ساحة الاعتصام المستمر منذ سبعة أيام، قال السوداني أبو عبيدة : «هذا مكاننا، ولن نتخلى عنه إلى أن يتحقق النصر». وأضاف «لقد خرقنا حظر التجوال، وسنواصل القيام بذلك حتى تتشكل حكومة انتقالية».

صلاة الجمعة

وأدى المعتصمون صلاة الجمعة في مكان الاعتصام. وكان عدد من المتظاهرين المسيحيين الأقباط يقدمون الطعام والشراب للمصلّين المسلمين، ولفّ الإمام الذي أدى الصلاة نفسه بعلم سوداني.

وقال حسين محمد القادم من أم درمان: إنها المرة الأولى التي يشارك فيها في الاعتصام، مضيفاً «الحرّ شديد، لكنني مندهش بما يقوم به هنا هؤلاء الشبان والشابات. سأعود بالتأكيد». وكان في الإمكان مشاهدة جنود بين الحشد. وبالإضافة إلى ذلك تجدّدت التظاهرات في سبع من مدن الولايات السودانية المختلفة، بحسب شهود عيان.

حوار مع المحتجين

وبدأ الجيش السوداني حواراً مع المحتجين المعتصمين بمقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم في إطار محاولاته امتصاص غضبهم. وخاطب ضباط في الجيش السوداني مئات الآلاف من المعتصمين، مؤكدين وقوف الجيش مع مطالبهم في انتقال السلطة إلى حكومة مدنية ومخاطبة شواغلهم.

وقال المجلس الذي يدير شؤون البلاد حاليا برئاسة وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف إنه يتوقع أن تستمر الفترة الانتقالية التي أعلن عنها اول أمس، عامين كحد أقصى، لكنها قد تنتهي خلال فترة أقل بكثير إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى.واكد الفريق أول ركن عمر زين العابدين، رئيس اللجنة العسكرية والسياسية في المجلس العسكري الذي أعلن تولي الحكم بعد إطاحة البشير، العزم على «إجراء حوار مع كل الكيانات السياسية (...) لتهيئة المناخ للتبادل». وقال «سنجلس مع المحتجين ونستمع إليهم»، مضيفاً «نحن جزء من مطالب الناس».

ورداً على سؤال حول مصير حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه البشير، قال زين العابدين في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم «لن نقصي أحداً ما دام يمارس ممارسة راشدة». وأكد زين العابدين من جهة أخرى أن المجلس لن يسمح بأي «عبث بالأمن».

حكومة مدنية

وشدد على أن الحكومة المقبلة ستكون «حكومة مدنية»، من دون أن يحدّد موعد تشكيلها. وقال إن «الحكومة ستكون مدنية، ونحن لن نتدخل فيها، سنبقى بعيدين». وأضاف: إن المجلس لن يطرح أسماء لعضوية الحكومة، مشيراً إلى أن «وزير الدفاع سيكون من القوات المسلّحة، وسنشارك في تعيين وزير الداخلية». وتابع أن الأزمة في البلاد كانت تتطلب حلولاً شاملة، والحلول تعتمد على مطالب المحتجين في الشارع، مشدداً: «لسنا طامعين في السلطة».

وأضاف: إن المجلس العسكري لا يملك الحلول الفورية للوضع الاقتصادي «ولكن سنعمل على ذلك»، بحسب تعبيره، مضيفاً: «نحن أبناء سوار الذهب.. وسنسلم السلطة لحكومة منتخبة»،

لكن تجمع المهنيين السودانيين رد بالقول إنه يرفض وعود المجلس العسكري الانتقالي بأن الحكومة الجديدة ستكون مدنية وإنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين. وجاء في بيان لتجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات، «مطالبنا واضحة وعادلة ومشروعة، إلا أن الانقلابيين ( لجنة النظام الأمنية) بطبيعتهم القديمة الجديدة ليسوا أهلاً لصنع التغيير».

تسليم البشير

أعلن الفريق أول ركن عمر زين العابدين، رئيس اللجنة العسكرية والسياسية في المجلس العسكري أنه لن يسلم عمر البشير «إلى الخارج». وقال زين العابدين رداً على سؤال بشأن إمكانية تسليم البشير لمحاكمته في الخارج «نحن كمجلس عسكري لن نسلّم الرئيس في فترتنا إلى الخارج»، مضيفاً «نحن عساكر، نحاكمه بحسب قيمنا». وتابع«نحن نحاكمه، لكن لا نسلمه».

Email