تداعيات محتملة لملف الجولان على التنسيق الروسي الإسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته إلى موسكو،اليوم، العديد من الملفات للتباحث حولها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ من المتوقع أن تكون سوريا وتداعيات اعتراف الإدارة الأمريكية بالجولان لإسرائيل، على طاولة المشاورات بين الطرفين، خصوصاً وأن روسيا أبدت رفضاً قوياً لقرار الإدارة الأمريكية ما دفع نتنياهو إلى السفر إلى موسكو لجس الموقف الروسي، خصوصاً بعد أن شاع في الأروقة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه مبادرة لحل الخلاف التاريخي مع سوريا.

أمام التطورات اليومية في المشهد السوري وانعكاس ذلك على الحدود الإسرائيلية، هناك من يتساءل ماذا يريد نتنياهو من المعمعة السورية، هل فعلا لديه طموحات كبيرة خارجة عن القانون الدولي لقضم الجولان، أم هي مناورة أمريكية لرفع رصيد نتنياهو قبل الانتخابات المزمعة في التاسع من هذا الشهر.

في البداية لا بد من التأكيد أن التنسيق الروسي الإسرائيلي لم يغب عن الساحة السورية منذ بداية الأحداث، صحيح أن تل أبيب على خط ساخن ومستمر مع الإدارة الأمريكية، إلا أن دخول روسيا على خط الأزمة بشكل عسكري في أول أكتوبر من العام 2015، جعل من إسرائيل على خط ساخن جديد مع روسيا.

لا تغيير

اليوم ثمة تغير جديد في سوريا على غرار التغير الذي جرى في العام 2015 عقب التدخل الروسي العسكري المباشر، وظهر هذا التغير الجيوستراتيجي من خلال قرار الرئيس الأمريكي منح الجولان لإسرائيل، إلا أن العديد من المراقبين خففوا من أهمية قرار الرئيس ترامب، بل وضعوا الأمر في السياق الداخلي الإسرائيلي، ذلك أن نتنياهو بحاجة إلى كسب الانتخابات ولا بد من إنجازات يقنع بها الناخب الإسرائيلي للفوز بالحكومة مرة أخرى.

ويقول الخبير العسكري في تصريح لـ«البيان» إن قرار ترامب من الناحية العسكرية والقانونية والسياسية لا يمكن أن يمر لاعتبارات تتعلق بالقانون الدولي، مؤكدا أن هذا القرار يأتي دعماً لنتنياهو قبل الانتخابات وهذا يمثل خروجاً عن المتعارف عليه في الولايات المتحدة.

وأضاف: يتحاشى الرؤساء الأمريكيون، عمومًا، أن يظهروا بأنهم يتدخلون مباشرة في الانتخابات الإسرائيلية.

وقد جاء لقاء الطرفين قبل أسبوعين فقط من انتخابات الكنيست المقررة في 9 من الشهر الجاري، ويواجه فيها نتنياهو، الساعي لولاية خامسة، تحديًّا كبيرًا من جراء فضائح سياسية، وتهمًا بالفساد والرشوة.

وأضاف أن معظم السياسيين في تل أبيب رحبوا بقرار ترامب بشأن الجولان، إلا أن بعضهم انتقد توقيته، واعتبر ذلك محاولة من ترامب لتعزيز موقف نتنياهو السياسي قبل الانتخابات؛ إذ تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى تساوي شعبية كل من حزب الليكود، بقيادة نتنياهو، وحزب «أزرق أبيض»، بزعامة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس.

ولا يُخفي هذا الأخير اعتقاده أن القرار الأمريكي بشأن الجولان قد يكون لمساعدة نتنياهو في الانتخابات. وأشار إلى أن الأوساط السياسية الإسرائيلية والإعلامية، وحتى في الولايات المتحدة ترى أن استقبال ترامب لنتنياهو وإعلانه اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان كان بمنزلة هدية له تمهيداً للفوز بالانتخابات.

ورقة داخلية

أكد المحلل السياسي وليد تللو، أن تل أبيب تدرك أن القرار لا يغير من الواقع شيئاً ولا يمكن لها ضم الجولان بهذه الطريقة، موضحاً أن نتانياهو يريد كسب شعبية داخلية على حساب قضية حيوية واستراتيجية مثل الجولان.

وأضاف أن مساعي نتانياهو لإقناع روسيا بتأييد القرار الأمريكي بضم الجولان إلى تل أبيب لن تنجح لأن ذلك يعني في ذات الوقت خروج روسيا من حلبة الشرق الأوسط وتأييدها لأمريكا وإسرائيل، معتبراً أن الأمر مازال مبكراً لطرح مبادرات حول الصراع السوري الإسرائيلي.

Email