المالكي لـ«البيان»: على «حماس» أن تنسلخ عن «الإخوان»

حمّل وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي في تصريح خص به «البيان» حركة حماس سبب استمرار الانقسام الفلسطيني بتأكيد رغبتها في تسيير قطاع غزة لوحدها من دون تدخل السلطة «داعياً إياها إلى الانسلاخ عن الإخوان، وأشار إلى أن فلسطين تخطط لمقاضاة إسرائيل دولياً، رداً على خصم جزء من أموال الضرائب الفلسطينية»، بينما شدد على ضرورة أن توكد القمة العربية المرتقبة في تونس على رؤية متكاملة تنبع من الموقف الفلسطيني بشأن ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية.

وأبرز أن القمة العربية تنعقد في ظل مطالبة الجانب الفلسطيني بآلية دولية متعددة الأطراف لعملية السلام بعيداً عن الاحتكار الأمريكي لها، وما سببه ذلك من فشل في العملية السياسية. ويريد الفلسطينيون أن يكون انعقاد القمة العربية مناسبة لإعادة التأكيد على قرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية وفق رؤية حل الدولتين.

رؤية متكاملة

وقال المالكي في تصريح لـ«البيان» على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بأبوظبي: إن الوزراء اتخذوا خلال اجتماعهم الأخير قراراً بإنشاء صندوق إنمائي وقفي، للحفاظ على استمرار التمويل الموجه لـ«أونروا»، مثمناً قرارات الاجتماع التي تصب في خدمة القضية الفلسطينية، فيما طالب بضرورة أن توكد القمة العربية المرتقبة في تونس على رؤية متكاملة تنبع من الموقف الفلسطيني بشأن ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية، وضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة والاجتماعات الوزارية بتفعيل شبكة الأمان المالية العربية. وأضاف أن كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الحالي في تونس ستتناول الأزمة المالية للسلطة الوطنية بكثير من التفاصيل. وأضاف سنحاول العمل جاهداً خلال قمة تونس على البعد الفلسطيني والقضية الفلسطينية وما آلت إليه الأوضاع الأخيرة في غزة.

واتهم المالكي حركة حماس بالعمل على الإبقاء على الانقسام إلى ما لا نهاية، من خلال تسيير قطاع غزة وحدها دون تدخل السلطة «داعياً حركة حماس إلى قطع علاقاتها مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها جماعة الإخوان ».

ترويج

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح احتلالاً دائماً وتحول إلى استعمار بفعل منح الإدارة الأمريكية الحصانة والإفلات من العقاب لإسرائيل، وأدواتها الاستعمارية المتمثلة بقوات الاحتلال والمستوطنين»، واصفاً إعلان الإدارة الأمريكية استعدادها لنشر ما يسمى ب«صفقة القرن» بـ«النكتة»، وأضاف أن الإدارة الأمريكية «تقوم حالياً بمحاولة الترويج لما يسمى صفقة القرن من خلال البعد الاقتصادي باعتقاد أن الأموال التي ستجمعها من شأنها أن تغري الجانب الفلسطيني للتنازل عن حقوق شعبنا المشروعة».

وأضاف: لن يتم التنازل عن أي حق من حقوقنا الشرعية وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونعتبر أن مواقف وإجراءات الإدارة الأمريكية واضحة ومعادية منذ البداية تجاه شعبنا. وأضاف: إننا لا نتوقع من الإدارة الأمريكية الحالية أية خطوات أو مواقف قد تكون في صالح القضية الفلسطينية.

مقاضاة

وأشار المالكي إلى أن فلسطين تخطط لمقاضاة إسرائيل دولياً، رداً على خصم جزء من أموال الضرائب الفلسطينية، مؤكداً خطورة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية بسبب ما قامت به إسرائيل من حجز تعسفي لأموال من عوائد الضرائب المستحقة للفلسطينيين، وأهمية تأمين دعم مالي من جانب الدول العربية لمواجهة هذا الظرف الصعب.

انتقاد

انتقد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أمس التهديدات الأمريكية للمحكمة الجنائية الدولية واعتبرها «إعاقة للعدالة». وقال في بيان إن التهديدات الأمريكية للمحكمة الجنائية الدولية وقضاتها، هي محاولات لإعاقة العدالة الدولية واستهداف لمؤسسات القانون الدولي والمنظومة المتعددة الأطراف. جاء ذلك تعقيبا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وتهديدات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، حول منع دخول موظفي وقضاة المحكمة الجنائية الدولية إلى الولايات المتحدة. واستنكر المالكي «محاولات التسلط الأمريكي المتمثل في سياسة البلطجة، والترهيب ضد المحكمة الجنائية الدولية، لاستهداف استقلاليتها وشفافيتها ومصداقيتها وعرقلة العدالة الدولية، وتقويض النظام الأممي القائم على القانون وأسس المساءلة عن أخطر الجرائم والمحاسبة عليها».