محللون لـ «البيان»:

حرب أمريكية إسرائيلية لتقويض السلطة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سياستها القائمة على استهداف المسجد الأقصى، في حملة منظمة، شملت إلى جانب الحفريات العميقة التي تنفذها أسفله، إبعاد المقدسيين عنه.

وبحسب مراكز حقوقية، أن سلطات الاحتلال أصدرت ما لا يقل عن 133 قرار إبعاد عن «المسجد الأقصى أو القدس القديمة»، خلال الشهر الماضي فقط، وفي ذات الوقت، أكد محللون فلسطينيون، أن حرباً أمريكية إسرائيلية، مشتركة بدأت لتقويض السلطة.

واعتبر محللون فلسطينيون أن قرار الكابينت الإسرائيلي بخصم رواتب الأسرى وعائلات الشهداء الفلسطينيين من أموال عائدات الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة، هي بداية تقويض للسلطة الفلسطينية، ومحاصرتها في الضفة الغربية.

وسيخلف تطبيق القرار آثاراً سلبية على السلطة الفلسطينية، خاصة بعد إعلان الكابينت الإسرائيلي مصادقته على اجتزاء مبلغ 138 مليون دولار من أموال الضرائب، وهي رواتب الأسرى لمدة عام، وذلك سينعكس على خزينة السلطة الفلسطينية، وسيزيد من نسبة العجز لهذا العام.

وقال المحلل السياسي رامي مهداوي، إن القرار الإسرائيلي، يأتي ضمن خطوات مدروسة من قبل حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية بالتوازي، والتي كانت بدايتها إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ومن ثم حصر المال الموجه للأونروا في قطاع غزة، تبعها نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والآن قرصنة أموال السلطة.

حرب مشتركة

وأوضح أن هذه الخطوة، هي ضمن الحرب المشتركة لإضعاف وتقويض ما بقى من مؤسسات السلطة الفلسطينية، وبالأخص بهذا المبلغ، بعد وقف المساعدات الأمريكية للمؤسسات الفلسطينية، وهذه الحرب من أجل عدم قيام السلطة الفلسطينية بمسؤولياتها تجاه المواطن الفلسطيني. وأكد أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة، أشبه بصفقة القرن التي تقف على الأبواب، لإضعاف السلطة.

من ناحيته، أكد المحلل السياسي طلال عوكل، أن هدف الاحتلال من قرصنة أموال السلطة، هو ابتزازها وإضعافها إلى أبعد حد، وقوننة موضوع استخدام السلام، باعتباره إرهاب، وبالتالي، استمرار السلطة في تغطية مخصصات الأسرى، يعني أنها سلطة إرهاب، وهذا يعطي لإسرائيل الحق في استباحة الكل الفلسطيني، وتصبح السلطة راعية للإرهاب وممارسته.

قرارات إبعاد

وفي سياق آخر، واصل الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمسجد الأقصى، بإبعاد السكان المقدسيين عنه، وفي تقرير لمركز معلومات وادي حلوة بالقدس، أوضح أنه رصد إصدار 133 قرار إبعاد عن «المسجد الأقصى أو القدس القديمة» خلال الشهر الماضي، ومن بين المبعدين 17 قاصراً، و15 من الإناث، بينهن فتاة قاصرة.

وأوضح المركز أن جميع قرارات الإبعاد أصدرت نهاية الشهر الماضي، عقب أحداث باب الرحمة، باستثناء قرارات أصدرت مطلع الشهر، طالت أعلى هيئات دينية ونائب مدير أوقاف القدس، و9 آخرين من موظفي دائرة الأوقاف، معظمهم من الحراس، حيث اعتقلت شرطة الاحتلال الحراس الذين قاموا بفتح باب الرحمة.

إفراغ

قال الشيخ ناجح بكيرات، إن حكومة الاحتلال اليمينية تحاول إفراغ المسجد الأقصى، وخلق فراغ ديني وإداري عنه، في محاولة من بنيامين نتنياهو لإشغال الجمهور الإسرائيلي من تهم الفساد المتهم بها، وأن المسجد الأقصى شغله الشاغل.

لافتاً إلى أن المقدسيين لا يهمهم الإبعاد عن المسجد الأقصى، وسيحاولون الصلاة حتى آخر رمق، وستبقى المعركة متواصلة في المسجد الأقصى وباب الرحمة حتى تحريره من دنس الاحتلال.

Email