مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية لـ«البيان »:

الهيمنة الأمريكية تتقلص والعالم نحو توازن جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، الدكتور نبيل شعث، إن «صفقة القرن» تدمر عملية السلام، ولا تعطي أي فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن الفلسطينيين صمدوا لأكثر من 71 عاماً، هي عمر الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، وهو قادر على الصمود حتى يتغير العالم ويصبح متعدد الأطراف والأطياف، وأكثر عدالة وقانونية، حيال الحقوق الفلسطينية، بعد التخلص من الهيمنة الأمريكية التي بدأت تتقلّص، وفق قوله.

وأوضح شعث في تصريحات لـ«البيان» أن الرئيس ترامب بمواقفه حيال القضية الفلسطينية، يدمّر عملية السلام، «غير أننا نرى أن العالم بدأ يتغير تدريجياً، من عالم تحكمه الولايات المتحدة، إلى عالم متعدد الأقطاب، وتوجد فيه إلى جانب الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا والمانيا، والاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين، ودول أفريقية وآسيوية عدة، ما يعني تقليص الهيمنة الأمريكية على المنطقة والعالم».

التعددية

ولفت إلى أن هذا التحوّل سيخدم العالم بما فيه أمريكا نفسها، لأن هذه التعددية تعني «الديمقراطية»، وهي أكثر أماناً بما فيها من توازن، وتمكين للقانون الدولي، في حل مشكلات المنطقة بدلاً من الأحادية التي جسدتها واشنطن، وبالتالي سنرى عالماً متعدد الأطراف، وكل أطيافه أقرب إلى الحل السلمي، من موقف ترامب.

وجدد شعث التأكيد على الرؤية الفلسطينية لدولة ديمقراطية فلسطينية لا عنصرية فيها، وتجمع ما بين المسلمين والمسيحيين واليهود، على أساس حل الدولتين وعلى حدود العام 67، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مع ضمان حق اللاجئين في العودة، وحق المواطنة الكاملة للفلسطينيين، وحق المغتربين الفلسطينيين في الاختيار بين العودة أو البقاء في الخارج، مؤكداً أن هذا الحل هو الذي يخلق السلام الحقيقي، ويفتح الأبواب أمام العالم العربي والعالم بأكمله، لأنه يتفق مع القانون الدولي، وتدعمه كل دول العالم، باستثناء ترامب ونتنياهو.

وشدد مستشار الرئاسة الفلسطينية، على أن صفقة القرن، يراد لها أن تدمر عملية السلام، ولا تعطي أي فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار، معتبراً نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومؤخراً ضم القنصلية الأمريكية إليها وجعلها تحت سيطرتها، بأنه ينهي أي فرصة لتحقيق السلام من خلال الولايات المتحدة، باعتبارها ضد القانون الدولي وحل الدولتين، وضد مواقف كل دول العالم، التي أيّدت الحق الفلسطيني في القدس، ورفضت الانتقاص من حقوق اللاجئين في العودة والتعويض، والاعتراف بأن عددهم فقط 40 ألفاً، أي الذين بقوا على قيد الحياة بعد طردهم من بلادهم العام 1948، وتزيد أعمارهم عن الـ71 عاماً، كما أكدت رفضها لكل المواقف المعادية للحق الفلسطيني في كل مكان.

صمود

وبيّن شعث أن الشعب الفلسطيني صمد منذ أكثر من 70 عاماً، مؤكداً أن عدد السكان الفلسطينيين، في فلسطين التاريخية يعادل تماماً عدد الإسرائيليين، بل إن عدد الفلسطينيين المغتربين أصبح يعادل تماماً عدد اليهود في العالم، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني الذي صمد في وجه كل هذه السياسة الإسرائيلية والأمريكية، قادر على الصمود لسنوات أخرى، يتحول فيها العالم من الهيمنة الأمريكية، إلى عالم متعدد الأطراف وأكثر عدالة وإحقاقاً للحقوق، وأقرب إلى تحقيق الحل القائم على الدولتين.

وحدة واستقلال

قال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث انه: أمام الواقع الحالي، علينا أن نعمل بكل جد، لاستعادة وحدتنا الفلسطينية، والعودة إلى الديمقراطية الانتخابية، وإعادة بناء اقتصادنا الوطني، كي يكون أكثر استقلالاً عن الهيمنة الإسرائيلية، ونحن نرى المستقبل بتفاؤل، لأنه سيقوم على توازن جديد في القوى، بما يمكننا من تنفيذ حل الدولتين، وتحقيق الأمن والسلام والنمو الاقتصادي، وسيكون العالم العربي قد تخلص من ذيول داعش وغيرها، مما خلقته أمريكا وأعوانها، بعد احتلالها للعراق العام 2003.

Email