التحالف يتحدّث عن مفاوضات مع التنظيم.. و«قسد» تنفي

«داعش» يمنع خروج المدنيين من «الباغوز»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال عدد كبير من المدنيين محاصراً في البقعة الأخيرة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي شرقي سوريا، حيث منع التنظيم خروج المدنيين على متن 50 شاحنة دخلت قرية الباغوز لهذا الغرض، وسط إعلان التحالف الدولي عن مفاوضات لإخراجهم، في حين نفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أي مفاوضات مع «داعش».

وخرج مئات الأشخاص، الأربعاء، من البقعة المحاصرة في بلدة الباغوز، بمواكبة «قسد» التي أفادت أن «مجموعات كبيرة» من المدنيين، لا تزال محاصرة مع مقاتلي التنظيم، في مساحة تقدّر بنصف كيلومتر مربع قرب الحدود العراقية.

وشوهد أكثر من خمسين شاحنة خالية لدى خروجها من البلدة. وقال مصدر ميداني من «قسد»: «كان يفترض أن تقلّ تلك الشاحنات دفعة جديدة من المدنيين، إلا أنها عادت أدراجها فارغة حتى قبل أن تدخل البلدة. ولا نعرف الأسباب».

وأفاد شهود أن اشتباكات اندلعت عقب فشل عملية خروج المدنيين، مشيرين إلى أن الشاحنات عادت فارغة من الباغوز بعد دخولها بنصف ساعة لقيام عناصر داعش بمنع المدنيين من ركوبها.

وينصب الاهتمام حالياً على عمليات إجلاء المدنيين. ويسيطر التنظيم على عدد من المنازل والأراضي الزراعية في الباغوز، حيث يتحصن مقاتلوه في أنفاق وأقبية.

وأوضح شون راين، الناطق باسم التحالف الدولي الذي يدعم هجوم «قسد» أن «قوات التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية بينما تتفاوض لإطلاق سراح مدنيين أبرياء وعودة مقاتليها» من الأسرى لدى التنظيم. إلا أن «قسد» نفت من جهتها وجود أي مفاوضات مباشرة أو عبر وسطاء مع التنظيم الإرهابي.

وقال الناطق باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين: «حتى الآن لم تحصل أي مفاوضات ونحن لم نفتح بعد ملف التفاوض مع داعش أو أي جهة أخرى». وأضاف «ليس لدى داعش أوراق يفاوض عليها وليس أمامه إلا الاستسلام فقط»، موضحاً أنه في حال حصول مفاوضات فستكون على أن «يستسلم مقاتلو داعش بدون أي شروط، مقابل خروج المدنيين».

وبحسب عفرين، بات التنظيم محاصراً «في جيب صغير وليس لديه القوة الكبيرة حتى يتصدى لهجمات قوات سوريا الديمقراطية»، مجدداً الإشارة إلى أن «وجود المدنيين هو ما يعرقل عملية التقدم». وقال التحالف إن «أخطر» المتشددين ما زالوا في الباغوز.

ودفعت العمليات العسكرية نحو أربعين ألف شخص إلى النزوح تدريجياً من البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، غالبيتهم من عائلات الإرهابيين من جنسيات عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وبينهم نحو أربعة آلاف مقاتل تم توقيفهم إثر خروجهم.

وقال بول برادلي أحد المتطوعين في منظمة «فري بورما راينجرز» وهي منظمة إغاثة أمريكية غير حكومية، إن العشرات خرجوا بشكل منفرد من الجيب المحاصر.

وتنقل «قسد» الخارجين من جيب التنظيم إلى نقطة فرز قرب الباغوز، يتم فيها جمع معلومات شخصية والتدقيق في هويات الواصلين، قبل أن يُنقل المشتبه بانتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق، بينما تقل شاحنات النساء والأطفال من عائلاتهم إلى مخيمات في شمال شرق البلاد.

وتأوي ثلاث مخيمات مخصصة للنازحين في شمال شرق سوريا أبرزها مخيم الهول، جنوب شرق الحسكة، أكثر من 2500 طفل أجنبي من ثلاثين بلداً، 1100 منهم وصلوا منذ يناير من جيب التنظيم الأخير، وفق ما أعلنت منظمة إنقاذ الطفل «سايف ذي تشيلدرن» في تقرير أمس.

وقالت المنظمة إن 38 طفلاً منهم، ليس معهم أحد من أفراد عائلاتهم. وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ «الإجراءات الضرورية لضمان أمنهم» مؤكدة أن الأطفال «معرضون لخطر الموت».ولا تزيد أعمار بعض الأطفال في المخيمات عن أيام أو أسابيع، بحسب المنظمة.

Email