السلطة تطلب تدخلاً دولياً ضد القرصنة الإسرائيلية

طلبت السلطة الفلسطينية، أمس، تدخل الاتحاد الأوروبي ضد قرار إسرائيل الاقتطاع من أموال عائدات الضرائب الفلسطينية، ملوّحة بعدد من الإجراءات لمواجهة القرصنة الإسرائيلية، في وقت اعتدى مستوطنون وجنود الاحتلال على طلبة في الخليل.

وقال وزير الخارجية رياض المالكي، خلال مؤتمر صحفي في رام الله، إن اجتماعاً عُقد مع قناصل الدول الأوروبية لدى السلطة لتقديم الطلب المذكور. وأوضح أنه تم تأكيد ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي لتفادي الانعكاسات السياسية والمالية الخطيرة للقرار الإسرائيلي بشأن أموال عائدات الضرائب الفلسطينية.

وقال إن الاتحاد الأوروبي جزء من الدول الضامنة للاتفاقيات الثنائية بين السلطة وإسرائيل، وبالتالي يتوجب عليه تحمُّل مسؤولياته حيال الخرق الإسرائيلي لتلك الاتفاقيات.

وأكد المالكي توجيه رسالة رسمية إلى الحكومة الإسرائيلية برفض استقبال أموال عائدات الضرائب الفلسطينية منقوصة، مشدداً على أن أي اقتطاع من هذه الأموال «غير قانوني ويمثل قرصنة».

وذكر: «أننا بصدد التوجه إلى المحاكم الدولية المختصة لرفع قضايا ضد إسرائيل لخرقها الاتفاقيات الدولية» بقرارها الاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية.

تدخّل دولي

من جهته، دعا رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، رامي الحمد الله، إلى تدخل دولي ضد قرار إسرائيل الاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية.

وحذر الحمد الله، في بيان عقب استقباله في رام الله السفير الهندي لدى فلسطين سونيل كومار، من تأثير القرار الإسرائيلي على الاستقرار الاقتصادي والأمني في الأراضي الفلسطينية.

كما اجتمع الحمد الله في رام الله مع السفير العُماني لدى المملكة الأردنية الهاشمية خميس بن محمد الفارسي لبحث تداعيات القرار الإسرائيلي. وحضّ الحمد الله الدول العربية والإسلامية على «الإيفاء بالتزاماتها المالية عبر شبكة الأمان العربية التي تعهدت بها خلال القمم العربية لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني وثباتهم على أرضهم».

يأتي ذلك فيما أعلن نائب رئيس حركة فتح محمود العالول أن اللجنة المكلفة بتنفيذ قرارات المجلس المركزي قررت اتخاذ عدة خطوات لمواجهة قرار إسرائيل قرصنة الأموال الفلسطينية، من بينها مقاطعة البضائع الإسرائيلية.

وقال العالول للإذاعة الفلسطينية الرسمية إنه «تم تشكيل لجنة لإعداد قائمة المنتجات الإسرائيلية التي لها بديل محلي، وبالتالي منع إدخال هذه المنتجات الإسرائيلية إلى السوق الفلسطينية».

وأضاف أنه تقرر كذلك توجيه رسالة للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون كون بلاده راعية «اتفاق باريس» الاقتصادي، للضغط على حكومة إسرائيل ومنعها من الاقتطاع من أموال الضرائب.

وأكد أن اللجنة قررت كذلك الذهاب للمحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على سرقة أموال الضرائب، إضافة إلى اتخاذ قرارات تتعلق بإعادة النظر في كل أشكال العلاقة مع إسرائيل على الأصعدة كافة.

اعتداءات

في سياق آخر، أصيب 30 طفلاً فلسطينياً بحالات اختناق، أحدهم إصابته حرجة، أمس، جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على طلبة مدرسة الخليل الأساسية في البلدة القديمة جنوب المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مدير المدرسة قوله إن «جيش الاحتلال ألقى قنابل الغاز باتجاه الطلبة أثناء تواجدهم في محيط المدرسة، ما أدى إلى إصابة 30 طفلاً بالاختناق، إصابة أحدهم حرجة، وتم نقله للمستشفى». وأضاف أن عدداً من المستوطنين من عتاة التطرّف شاركوا في الاعتداء على الطلبة.

وأصيب فلسطيني بعد رشقه بالحجارة إثر هجوم المستوطنين على مدرسة عوريف جنوب نابلس شمال الضفة. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إن 50 مستوطناً من مستوطنة «ايتسهار»، هاجموا الحارة الشرقية في عوريف، وتم إخلاء المدرسة الثانوية، كما هاجموا منازل عدة بالحجارة، وحطموا نوافذها.

وأضاف أن الشاب همام عبد الحفيظ شحادة (17 عاماً) أصيب برضوض وكسور في قدمه إثر مواجهات اندلعت مع المستوطنين.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين طالت نحو 16 فلسطينياً، وأحالتهم للتحقيق بتهمة مقاومة الاحتلال ومستوطنيه والتخطيط للقيام بعمليات ضد إسرائيل.

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز