تقارير «البيان»

«حكومة العمل» اللبنانية أمام الامتحان وعيون العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشية انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء اللبناني بعد نيل الحكومة الثقة، اليوم، انشغلت الأوساط السياسية بالدخول الأمريكي على الخط عبر توجيه واشنطن عبر سفيرتها في بيروت إليزابيت ريتشارد، رسالة صارمة للحكومة الجديدة حيال مشاركة حزب الله فيها، في ترجمة لمواقفها بشكل عملي، وتأكيد على أنها تراقب الوضع عن كثب يوماً بعد يوم في هذه المرحلة، في موازاة مراقبتها الوضع الإيراني.

ودفعت الشروط السياسية التي تضعها الولايات المتحدة حيال حزب الله ودوره في السلطة، بعض المراقبين إلى الاعتقاد أنّ حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري ستكون تحت الرقابة في المرحلة المقبلة، الأمر الذي قد يحد من الاستثمارات، ويدفع لتعليق القرارات العربية بعودة الرعايا العرب إلى لبنان لحين استقرار الوضع السياسي لا الأمني فقط.

وبدا واضحاً من المقاربات السياسية، أن الخشية لا تكمن فقط بالمواقف المعلَنة، بل بما قد يحمله هذا المسلسل الذي يبدو أنه سيستمر، وفق إجماع مصادر مطلعة. وتشير المصادر ذاتها إلى أنّ الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، التي بات تمدّد نفوذها في الشرق الأوسط، على مدى سنوات، مزعجاً للبيت الأبيض، ما يجعل ترامب وبالتناغم مع مشاريع قوانين يصوّت عليها الكونغرس، يركزون في المدى المتوسط على محاربة هذا التمدد، لافتة إلى أنّ أول تجلّيات هذه الاستراتيجية ظهر عبر تضييق الخناق على حزب الله المصنّف إرهابياً، والذي يعتبر أداة إيران في المنطقة.

أول اختبار

إلى ذلك، تتّجه الأنظار، اليوم، إلى الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة، لا سيّما وأنّها تعقد على وقع ارتدادات انفجار ألغام سياسيّة في وجهها. وفي جدول أعمال الجلسة 103 بنود، بعضها المستجد، كتشكيل الوفد اللبناني إلى المؤتمر الأورو- متوسطي في شرم الشيخ ما بين 23 و24 الجاري برئاسة الحريري، والآخر مرحّل من مجلس وزراء سابق ومن فترة تصريف الأعمال الطويلة‎.

قلق أمريكي

وجاء جدول أعمال أول جلسة تعقدها «حكومة العمل»، خالياً من طرح أي من الملفات الحيوية التي ‏تحدث عنها بيانها الوزاري، ولم يتضمّن أية إشارة إلى بنود سياسيّة ملحة، فيما كان لافتاً للانتباه حديث رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حول أنه لا يخشى على الحكومة إلا من ‏الحكومة نفسها، وذلك بالتزامن مع الرسالة الأمريكية التحذيرية المباشرة والصريحة للبنان وحكومته، حول القلق من الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، ‏على حد تعبير بيان السفيرة الأمريكية، ما أعطى انطباعاً بأنّ الرياح لا تواكب سفن الحكومة، ‏بقدر ما تعاكسها.

جلسة تأسيسية

وفيما تواجه الحكومة، اليوم، أول امتحان للتضامن الوزاري، في جلسة تأسيسية توضع خلالها اللبنات الرئيسية لخارطة طريق عملها، تتوالى الأسئلة في الأوساط السياسية، وحتى الرسمية، حول المسار الحكومي: هل تقلع الحكومة التي نالت الثقة ‏بـ111 صوتاً الأسبوع الماضي، أم أنّ الحكم على عمل الحكومة غير ممكن قبل فترة السماح التي ‏منحتها لنفسها «100 يوم»؟، باعتبار أنّ «حكومة العمل» تخضع للكثير من الرهانات، إذ يرى البعض أنّها ستكون شبيهة بالحكومات التي سبقتها، فيما يشير البعض الآخر إلى أنّها ستكون مختلفة، باعتبار أنّ الظروف المحلية والدولية، تحتّم عليها القيام بـ«انتفاضة» تعيد من خلالها ثقة النّاس بالدولة، وثقة المجتمع الدولي.

حراك خارجي

وعلمت «البيان»، أنّّ رئيس الوزراء سعد الحريري سيشارك في مؤتمر بروكسل الثالث للاجئين السوريين في 13 مارس المقبل، في سياق حراك خارجي يهدف لدعم لبنان وتخفيف أعباء النزوح السوري، إذ سيعرض خطة العودة التي وضعها لبنان، ويؤكد التزامه بالمبادرة الروسية المنتظر وضعها موضع التنفيذ بعد اكتمال عناصرها إثر الاتصالات التي تجريها موسكو.

كما من المتوقع أن يرأس الحريري الأحد المقبل وفد لبنان إلى القمّة العربية- الأوروبية التي تعقد في شرم الشيخ، من أجل تعزيز وتوطيد العلاقات العربية- الأوروبية. وكشفت مصادر عن أنّ أزمة النزوح والإصلاحات الاقتصادية، ستتصدّران ورقة العمل اللبنانية في القمّة، باعتبارهما من أولويّات العمل الحكومي.

Email