غليان في إدلب وشبح العمل العسكري يقترب

أفراد من الدفاع المدني السوري يصلون إلى موقع الغارات الجوية في بلدة خان شيخون بريف إدلب | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد التوتر الأمني من جديد إلى إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة، بعد سلسلة من التفجيرات المجهولة، ما أثار غضب طيف واسع من السوريين، على عدم قدرة جبهة النصرة على حفظ الأمن والاستقرار في المدينة.

وتزامن التوتر الأمني، من خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وإصراره على تحرير كامل التراب السوري، وما حمل الخطاب من عبارات نارية ضد المعارضة التي وصفها بالخائنة، ما يعكس رغبة الحكومة السورية في استعادة كل الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة وعلى رأسها إدلب.

وأكّد ناشطون لـ«البيان»، أن الأوضاع الأمنية في إدلب لم تعد مطمئنة، متوقعين قيام الجيش السوري وروسيا بعمل عسكري وشيك، لافتين إلى أن نسبة النزوح خارج إدلب بلغت مستويات عالية في الأسبوعين الماضيين.ولم تخف روسيا رغبتها في تطهير المدينة من المتطرّفين، إذ أكّد وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مؤتمر ميونيخ للأمن، أنّ بلاده وتركيا وإيران متفقون على مذكرة تفاهم لإنهاء وجود الفصائل المتطرفة في إدلب بشكل تدريجي، وأنّه لا يمكن الصبر على المتطرّفين إلى ما لا نهاية، الأمر الذي عدّه مراقبون عسكريون، بداية لشن هجوم كاسح على جبهة النصرة.

إثبات سيادة

وقال الخبير العسكري، حاتم الراوي، لـ«البيان» إن الحكومة السورية تسعى بشتى الطرق لدخول إدلب، من أجل إثبات سيادتها على الأرض السورية، وستكون روسيا من أوائل الدول الداعمة لأي عملية عسكرية ضد جبهة النصرة.

وأضاف الراوي، أنّ الحرب على إدلب سيكون لها تداعيات كبيرة على الوضع الإقليمي، باعتبار أنّ المواجهة ربما ستكون مع تركيا التي تمتلك نقاط مراقبة حسب اتفاقات أستانا، فضلاً عن التداعيات الإنسانية، إلا أنّ الرؤية ليست واضحة حتى الآن في المدينة، لا سيّما بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب من شرقي الفرات.

دفع فواتير

ولعل أنقرة ستكون أكثر الدول دفعاً لفاتورة استعادة الجيش السوري لإدلب، وذلك لإخفاقها أن تكون ضامناً حقيقياً لاتفاق خفض التصعيد في أستانا الذي وقع في 17 سبتمبر 2017، على الرغم من تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من تداعيات أي عمل عسكري في إدلب.

ومضى أردوغان إلى القول إنّ بلاده لن تكون قادرة على تحمل عبء اللاجئين بمفردها في حال حدوث موجة نزوح جديدة، مشيراً إلى أنّ نفقات أنقرة لصالح اللاجئين تجاوزت 37 مليار دولار. ولا تبدو روسيا مكترثة للجانب الإنساني ومخاوف تركيا، على اعتبار تركيز اتفاق أستانا على ضرورة القضاء على القوى الإرهابية في إدلب، الأمر الذي من شأنه إطلاق يد روسيا في إدلب، ما لم تتمكن أنقرة من تقويض جبهة النصرة.

تفكيك

من جهته، اعتبر المحلل السياسي، أحمد حمادة، أنّ الحرب على إدلب ستغير شكل العلاقة الروسية التركية لما لها من تداعيات كارثية، لافتاً إلى أنّ الحرب الجديدة في أي مكان ستزيد الوضع السوري تعقيداً، وتحول دون استكمال الحل السوري سواء على قاعدة جنيف أو على قاعدة اللجنة الدستورية.

وأضاف حمادة في تصريحات لـ«البيان»: «طبعاً لن تقف الحكومة السورية مكتوفة الأيدي على الوضع في إدلب، لا سيّما بعد زعزعة الأمن مؤخراً في هذه المدينة»، متوقعاً أن يكون الحل بتفكيك جبهة النصرة، الأمر الذي سيحول دون عمل عسكري في إدلب.

وتسود إدلب حالة من الحذر على الرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها بعد الانفجارين اللذين ضربا المدينة قبل يومين وراح ضحيتهما العشرات بين قتيل ومصاب.

انفجاران

أسفر انفجاران متتاليان وقعا في حي القصور بإدلب، عن مقتل 17 شخصاً وجرح 79 آخرين من بينهم حالات خطرة. وتعرضت المدينة على مدار الأشهر الماضية لانفجار مفخخات وعبوات ناسفة لم تتبين الجهة المسؤولة التي تقف وراءها.

Email